أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - قانون العشائر وقانون البراءتليهْ














المزيد.....

قانون العشائر وقانون البراءتليهْ


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5360 - 2016 / 12 / 3 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قانون العشائر... قانون البراءتليهْ
محمد الذهبي
قبل عام 1958 كانت العشائر باعلى مستويات قوتها، حتى انه من ظلم الشيوخ وجبروتهم، اضطر الفلاحون الى الهجرة على غير هدى، وحين شرعت الهجرة المعاكسة بعد عام 58، بقي الخوف معششا في قلوب الفقراء فلم يعودوا ثانية، لكن العشائر هذه المرة ستحظى بفرصة وفكرة جديدة، الا وهي فكرة الديمقراطية وممارسة الانتخابات لشيخ العشيرة الذي يحظى بالاجماع مضافا الى الوراثة، ولا ادري هذه التجربة الديمقراطية ستمارس كل اربع سنوات ام مرة واحدة في العمر،وقانون العشائر سيضع مسمارا كبيرا في نعش القانون المدني، وربما سيسحب البساط من تحت قدمي المرجعية الدينية لتحل محلها مرجعية العشيرة، وسنكون امام فتويين، فتوى المرجعية وفتوى العشيرة، وبعدها تأتي الجماعة والحزب والكتلة، والبراءتلي كناية بغدادية عن صنف من العسكر السلطاني، صدرت بتشكيله براءة من السلطان، قد اثبت فيها انه داخل في السجل العمومي في اسطنبول، فلا يعاقب، ولايسجن، ولايحاكم، الا بامر من المرجع العمومي في اسطنبول، وبالنظر للبعد مابين بغداد واسطنبول، وانقطاع الوسائط، فان العسكري البراءتلي كان يصنع ماتسول له نفسه، من دون رادع ولازاجر، وتناقل البغداديون على سبيل الفكاهة قصة خلاصتها ان بغداديا كان في بيته هر يؤذيه، فضربه وطرده، ولكن الهر عاد الى البيت وفي عنقه ورقة، وقال لصاحب البيت، هذه في عنقي براءة من السلطان، خولني ان اقيم بها في هذه الدار من دون معارض، فقال له صاحب الدار: انك كنت تفعل الافاعيل، وكنت بلا براءة، فكيف بك الان وقد صرت (براءتلي)، وترك له البيت ورحل.
جميعنا يسمع بما وصل اليه الحال في النزاعات العشائرية التي جلبت الويلات على ميزانية العائلة العراقية، 12 مليون دينار للصفعة، ومئات الملايين للحوادث المرورية التي تتعلق بالعوق او الموت، وتمزقت ثياب احدهم في مشاجرة فكان الفصل العشائري يتجاوز الخمسة ملايين دينار، في حين ان دشداشته لاتساوي اكثر من عشرة آلاف دينار، وقد سمعنا بقصص خيالية منها ان عشيرتين برجالها اجتمعتا على فصل يتعلق بزوج من الطيور الحمر، وقصة اخرى تتعلق ببقرة، وثالثة بفأر كبير، وصار الشيخ هو من يتمتع بقابلية كبيرة في المحاججة والانتصار على خصمه بشتى الاساليب، جرائم قتل تصل الى اربعة او خمسة اشخاص لايسجن مرتكبها يوما واحدا لانها تحل عشائريا وينتهي الامر بالتنازل، وصار الشيخ ثيابا نظيفة وسيارة فارهة مضافا اليها اربعة او خمسة اشخاص يسيرون خلفه لكسب الهيبة والوجاهة، اما اذا كان الشيخ منتميا لاحدى الحركات المسلحة، فتلك العشيرة قوية جدا وتفرض سطوتها على اي كان، كل هذه الفوضى ستشرعن بقانون، ومجلس النواب العراقي درج ومنذ نشوئه بعد الفين وثلاثة على شرعنة الفوضى وسن قوانينها، ياسادتي عودوا الى الوراء ولاحظوا سلطة الدين قد الغت بعد الاسلام سلطة العشيرة، في حين انتم تريدون ان تجمعوا على الناس سلطتين، الدينية والعشائرية، ربما كان حمورابي اكثر منكم حاجة لتبويب العشائر في جماعات وجلب صناديق الاقتراع، لكنه آثر ان يكون القانون سيدا ولذا كانت الحضارة، ربما سنعود الى المنازعات الكبيرة التي جاءت بالغزو والسبايا ويكون القول العشائري هو السيد : الحك بالسيف والعاجز يدور اشهود.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة التظاهرات ورائحة القهوة
- صانع الاحذية
- سائق الكيّا
- ذهول القديس
- الحصان الاعمى
- الحمقى لايرقصون
- سليمهْ
- في الثورة
- الدور الثالث ضربة قاضية للتعليم في العراق
- عيد في العراق
- البحث عن صلاة الفجر
- الجثث لم تقل شيئاً
- الرجل الكلب
- خربها ابن الكلب
- تقاعد في بسماية
- الطيور تقع ميتة
- رأس الرئيس كان كبيرا
- فياغرا
- دفاعا عن النفس
- الساعة الخامسة عصرا


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - قانون العشائر وقانون البراءتليهْ