أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - لكي لايُسرق النصر على داعش او يُقزّم !















المزيد.....

لكي لايُسرق النصر على داعش او يُقزّم !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 07:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان النصر المؤزر على عصابات الدولة الاسلامية داعش في الموصل ثمرة للتلاحم الوطني ولتضحيات ابناء مؤسسة وطنية عريقة هي القوات المسلحة العراقية الباسلة وفي سبيل اهداف وطنية هي تحرير الارض والانسان.
ولذلك جاء النصر تأكيداً جديداً على رفعة النهج الوطني الجامع الذي حرر الارض ازاء وضاعة النهج المحاصصاتي المكوناتي التمزيقي الذي سلمها للاعداء.
لقد ادت انتصارات المقاتلين العراقيين الى فقدان اعداء الوحدة الوطنية لتوازنهم, فهم بين مصدوم ساهم لايعرف ما يفعل وبين من يحاول تفريغ النصر من مضمونه الوطني بتجزئته تارة على مقاس فئوي ضيق او بنسبه تارة الى سيد اجنبي, ويبخسون بذلك التضحيات والدماء التي اريقت لابناء العراق.
لم يستسلم اصحاب المشاريع الفاشلة والمسؤولون عن كل هذه المآسي من تجريب حظوظهم في سرقة هذا الانتصار الذي تعمّد بدماء الشهداء في سوح القتال, فشرعوا بأرتداء لبوس المقاتلين والذهاب الى مناطق القتال بعد ان هدأ أوار نيرانها ليتصورا معهم وبين الانقاض, رافعين شارات النصر, باعتبارهم صنّاعاً مشاركين لهؤلاء الابطال في انتصاراتهم, لكن الوعي الشعبي لمراميهم الدنيئة كان لهم بالمرصاد.
البعض الآخر يحاول التقليل من قيمة النصر المتحقق وتمييعه بالحديث مرة عن مستوى التدمير الذي لحق بالمدينة واحيائها ( بعد ثلاث سنوات من حكم داعش الذي دمر ابرز شواهدها التاريخية والمعمارية وقتال شرس ) او الاساءة الى القادة بصورة ما او تحميلهم فضائع ارتكبتها عصابات الدولة الاسلامية داعش بحق المواطنين المدنيين رغم التريث الصبور للقيادات الميدانية في حسم المعركة حفاظاً على ارواحهم, والمُمل ( بالنسبة لنا نحن المترقبين على احر من الجمر سماع خبر سحق الاهابيين, بأسرع وقت ) .
البعض الآخر آثر الصمت وتجاهل الامر, للتقليل من اهمية انجاز التحرير وتقزيمه, وكأن حدث استعادة ثاني اكبر مدينة في العراق اهمية اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية... وكثافة سكانية ( وعاصمة خلافة الارهاب بما يحمله هذا من مغزى ) من براثن داعش لايشكل انعطافاً استراتيجياً في موازين القوى العسكرية والسياسية, سينعكس ايجابياً على الاوضاع في المنطقة والعالم... وحتى بعد أعتباره من قبل ستراتيجيين امريكان واوربيين درساً في العلم العسكري يمكن ان يدرس في الاكاديميات العسكرية العالمية.
انه حدث عالمي بحق كما هو وطني!
يجمع الكل على ضرورة استيعاب الدروس مما حدث وتجاوز الاسباب التي ادت الى سقوط اكثر من ثلثي الاراضي العراقية تحت براثن الارهابيين, لكن لايبدو على القوى السياسية المتنفذة من ( اسلامچية السلطة )* وحلفائها والتي قادت سياساتها الى هذه المآسي, انها قد استلهمت العبر مما حدث, فهي لازالت متمسكة بذات النهج التقسيمي, نهج المحاصصة الطائفية - العرقية البغيض وبمصالحها الفئوية الانانية.
فها هي الاحزاب الطائفية الشيعية تحاول تجيير تضحيات وانتصارات ابناء قواتنا الوطنية المسلحة لصالحها سياسياً باعتبارها (ممثل ) المكون الطائفي الاكبر في البلاد. والاحزاب الطائفية السنية تحاول رص صفوفها على ذات الاسس البائرة, بعقد اجتماعات ذات صبغة طائفية عشائرية, تضم شخصيات وجهات مشبوهة كانت سبباً في تأزيم الاوضاع وتخاذل بعضها امام زحف داعش. لذا باتت ثقة مواطني هذه المناطق بنخبهم السياسية والعشائرية ومنها الممثلة في حكومتي الانبار ونينوى المحليتين, مهزوزة.
قيادة اقليم كردستان, بعد قضمها المستمر لاراضي جديدة اثناء قتالها للدواعش في بعض المناطق ذات التنوع الاثني وضمها الى سلطتها, لفرض واقع جديد عليها, باعتبارها اراض اضافية مكتسبة بحدود الدم, فانها لم تنصف سكان هذه المناطق المنكوبة, ولم تقم بتبرير ضمها لهذه المناطق على شكل تعمير هذه المناطق وتحسين ظروف حياة مواطنيها المعيشية بل جرى العكس بتهجير بعضهم ومنع رجوع عوائل البعض الآخر الى مناطقهم المحررة.
ولمحو آثار الدعشنة قامت قيادة الاقليم بحملات كردنة لهذه المناطق التي عانت ويلات العربنة قبلها على يد النظام البائد.
الدرس المستفاد من كل ما حدث : أن الاطراف السياسية المنهزمة امام داعش غيرمؤهلة - لا اخلاقياً ولا فنياً ولا سياسياً - لتنفيذ استحقاقات النصر, لذا يصبح من الضروري البحث عن حلول عملية على ضوء حقائق التواجد الميداني لقواتنا المسلحة المنتصرة في الموصل ومحافظة نينوى, والثقة العالية التي يمحضها السكان.
ولتحقيق هدف اعادة الاعمار, ربما ينبغي تعيين حاكم عسكري مؤقت للمنطقة مدعم بأدارة مدنية نزيهة مختارة من نخب ادارية وثقافية وعلمية كفوءة ذات توجهات وطنية, بعيداً عن الادارة المحلية الفاشلة السابقة للمحافظة, تقع على عاتقها عملية تقييم الاضرار وتحديد الاولويات للشروع بأعادة بناء البنى التحتية واحياء المناطق المدمرة وتهيئة ظروف الامان والاستقرار للمواطنين وانغمارهم بتنمية مناطقهم, والا ستبقى هذه المناطق رهينة دوامة الخلافات السياسية على تحاصص اموال التعمير, وتتهيأ بذلك, مرة اخرى, بيئة صالحة لعودة جديدة لداعش.
وكمرادف لأنتصارات قواتنا الوطنية المسلحة, كان تنظيم الشباب المدنيين من كل مناطق العراق لأحتفالات فرح مع اهالي الموصل بمناسبة عيد الفطر المبارك ثم في احتفالات النصر على داعش في الجانب الايمن, مبادرة متقدمة بأتجاه مصالحة مجتمعية حقيقية تبدأ من الاساس... القاعدة الشعبية, متجردة من اللهاث وراء المنافع الذاتية, بديلة عن مبادرات المصالحة الزائفة التي دأبت عليها احزاب السلطة المتنفذة مع مشايخ دين وشيوخ عشائر وسياسيين نفعيين لم تفض يوما الى توفير مناخ صحي للتآخي الوطني.
لقد انجز الشباب المدني بزيارتين سريعتين للموصل المحررة وبباقة من الفعاليات المجتمعية الثقافية تآلفاً وطنياً , عجزت عن تحقيقه سنين من العروض الاستعراضية ومؤتمرات المصالحة التليفزيونية والتوزيع السخي للاموال والاسلحة والمناصب التي اغدقت على منتفعين , لم يقدموا شيئاً لمواطنيهم.
اكتسب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بعد الانتصارات على داعش, قوة مادية متمثلة بقوات وطنية مسلحة مقدامة مُجربة ودفعة معنوية متجسدة بألتفاف شعبي حول صانعي النصر, وهذان العاملان ينبغي ان يشكلا حافزاً قوياً له للشروع في تقديم المتورطين في سقوط الموصل بايدي الدواعش عام 2014 وتداعياته الى القضاء ثم البدء بعملية اصلاح وتغيير حقيقية بالاطاحة برؤوس الفساد والجريمة في البلاد, كعربون وفاء للجماهير الشعبية التي قدمت ابنائها وقوداً لعملية التحرير وهي الوحيدة التي تستحق جني ثمار هذه الانتصارات بتأمين حياة حرة كريمة لها ومستقبل واعد للاجيال الصاعدة.
ولأننا لانريد لداعش بلبوس جديدة ترى في مثل فرادة الشاب المغدور كرار نوشي وفردانيته سبباً لأراقة دماء, ان تقوم لها قائمة... نطالب بالشروع بالحرب الوطنية ضد دواعش الفساد .

* تعبير ( اسلامچية السلطة ) مأخوذ من مقال للكاتب ( صبرائيل ) في الفيس بووك.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة قطر والتسامح في حقوق العراقيين !
- مناقشة لرؤية الشيخ قيس الخزعلي حول رئيس الوزراء القادم
- ضيق الأفق القومي... وصمة !
- سلامات للمختَطَفين... لا سلام للمختَطِفين
- العقل الباطن والخوف من المجهول الميتافيزيقي
- مسكينهم الواقف في شارع المتنبي
- في الأول من آيار - - العقب الحديدية - وطبقتنا العاملة
- من هو الأوّلى بالطرد من جامعة القادسية ؟
- - ليش تتكلم يا بومة, دائمي ضد الحكومة ؟-*
- معضلة برلمانية عصية على الحل
- فوضى السلاح وذيولها
- في احتفالية الشيوعيين العراقيين - فراشات فرح ليست دون مشاغبة ...
- دروس من - مفتش غوغول العام - لذوي الشأن !
- في يوم المرأة العالمي - عيدية للمرأة ام للرجل ؟!
- مغالطات من مستنقع - دواعش السياسة - الآسن !
- سوالفهم المكّسرة *
- دودة الداعشية الكامنة في السيكولوجيا - العراق مثالاً !
- دار السيد ما مأمونة !َ
- شيطنة عيد الحب... لماذا ؟
- التوزير, غنيمة ام مسؤولية ؟


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - لكي لايُسرق النصر على داعش او يُقزّم !