أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر رزوق - شيزوفرينيا المجتمع التركي














المزيد.....

شيزوفرينيا المجتمع التركي


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5573 - 2017 / 7 / 6 - 03:16
المحور: المجتمع المدني
    




بدأت القصة عندما تجرأت داعش أو ما يدعى بالدولة الاسلامية ... على الحدود التركية مع سوريا ، و أصبحت تثير قلق الحكومة التركية التي لم تتوانى عن ضربها و تأمين حدودها ...
أسفر عن ذلك العديد من القتلى و الجرحى في صفوف الجيش التركي ... و الخوف الدائم من العمليات الارهابية و الانتحارية التي تقوم بها داعش عادة ضد من يعاديها ...
أثار ذلك غضب الشارع التركي ، الذي شعر بأنه تورط في معركة مع خصم خطر و شرس ... معركة لا ناقة له فيها و لا جمل (على حد ظنه) ... و لم يجد الأتراك أحداً ليصبوا جام غضبهم عليه ، إلا السوريون الذين أتوا إلى تركيا طلباً للأمان من حربٍ أهليةٍ استنزفت أرواحاً و أرزاقاً و حيوات ...
فانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ، دعوات لتجنيد السوريين في الحرب ضد داعش ... بما معناه : تجنيد نفس السوريين _الذين هربوا من لحرب _ ليقاتلوا نفس الحرب !!
هذا الطلب و كما يبدو لأي عاقل ... هو طلب انفعالي و غير عقلاني أبداً ... و هو فقط ردة فعل عصبية لشعب لا يستطيع أن يجادل حكومته بغاية و جدوى افتعال حرب مع الجوار (على حد زعمه) !!

تجدد الأمر في قصة أخرى لشاب سوري كان يتصل بأرقام عشوائية لفتيات تركيات و يحاول أن يغازلهم ... و هو أمر يحدث في مجتمعاتنا كثيراً و في المجتمع التركي أيضاً !!
أي أنه ليس أمراً غريباً على المجتمع التركي الذي يشترك مع مجتمعاتنا بكثير من القواسم و العادات و المشاكل الاجتماعية !!
و رغم ذلك ، كانت ردة فعل الأتراك عنيفة جداً على هذا الأمر ... و بدى لمن لا يعرف الشارع التركي ... أن هذه الظاهرة جديدة و لا تحدث أبداً في تركيا ... و أن السوريون جلبوا عاداتهم السيئة معهم إلى بلاد اللجوء !!

ثم تجدد الأمر مرة أخرى ، بل و تضخم أيضاً ، في قصة الشباب السوريين الذين كانوا يأخذون صوراً لفتيات تركيات على أحد الشواطئ (حسب زعم الأتراك طبعاً) ... و هنا هبّ الأتراك لحماية الشرف و العرض ... و فرّغوا غضبهم القديم نفسه على هؤلاء الشبان الطائشين ... و دعوا هذه المرة ، في مواقع التواصل الاجتماعي ، إلى اخراج السوريين من بلادهم !!

مشكلتي الأساسية مع المجتمع التركي ، ليس رفضه لوجود السوريين أو ردود أفعاله تجاه أفعالهم ... بل هي حالة الفصام التي يعيشها هذا المجتمع و عدم قدرته على طرح هوية محددة و طباع محددة ، تساعد المجتمعات الأخرى على فهمه و التعامل معه ...
فهو ليس مجتمعاً متديناً منغلقاً ... و لا مجتمعاً ليبرالياً علمانياً !!
فبعد الصفعة القوية التي وجهها أتاتورك للأديان في تركيا ... و محاولته فرض العلمانية عليهم بالقوة ، بغاية إقحام هذا المجتمع في دورة الحداثة و اللحاق بالركب الأوروبي ... أصيب المجتمع التركي بحالة فصام عصيّة على الشرح حقيقة ... !!
فالمجتمع لم ينقسم لمتدين و علماني ليبرالي ... بل إن كل فرد من هذا المجتمع أصبح يعاني من شيزوفرنيا من نوع خاص ... فكل فرد يتمنى بداخله أن يعيش حالة العلمانية و الحرية التي يعيشها المجتمع الأوروبي ... و لكنه أيضاً يعاني عقدة الذنب تجاه تراثه العثماني الاسلامي ، ذلك التراث الذي ضمن له الهيبة و المكانة في العالم ، في وقت سابق ...!!

المشاكل التي تحدث بين السوريين و الأتراك ، هي مشاكل عادية تحدث في كل مجتمعات العالم الثالث (ومنهم المجتمع التركي طبعاً) ... لكنها تضخمت و أخذت حيزاً اعلامياً كبيراً ، مستغلةً الفصام الاجتماعي الواقع ، بهدف تحقيق أهداف سياسية معينة ...
فالسوريون إلى اليوم لم يحدثوا أي ضرر بالاقتصاد أو البنية التحتية التركية ... بالعكس تماماً ... دعموا الاقتصاد بمشاريع كثيرة قاموا بها في تركيا ... و المجتمع السوري بطبيعته ، مجتمع أقرب لكونه مجتمعاً محافظاً و متديناً ... و هذه المحاولات السخيفة لاتهام السوريين بأعمال غير أخلاقية ... هي محاولات مكشوفة و لن تجدي نفعاً على المستويات الكبرى ...


MAHER RAZOUK



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات ضرورية (1)
- الفهم الفصامي لمفهوم الحرية
- وجبة العيش الأخيرة
- كائن حزين
- الخطأ و الصواب (2) : معايير قبول أو رفض الجماعة للفرد
- على قيد الانتظار
- رسالة شرقية
- سلمية : الدمعة و الطفلة
- سيكولوجية العصبية الدينية
- سيكولوجية الإنسان العربي الكاذب
- قصيدة : كائن غريب
- مؤمن خلوق أو ملحد داعر !!
- شيزوفرينيا المرأة العربية
- اسطنبول : دفء الحب و قسوة العزلة
- الجرح النرجسي العربي
- قصيدة : كانت جميلة جدا
- الخطأ و الصواب (1)
- الهجرة و الفصام الاجتماعي
- قصيدة بنكهة الروايات العظيمة
- قصيدة اسمها : أبواب الجحيم


المزيد.....




- هذا ما علق به -غانتس- حول صفقة الأسرى المقترحة والهدنة
- فولودين يتوقع أزمة هجرة في أوروبا بسبب اللاجئين الأوكرانيين ...
- الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع
- الاحتلال يشن حملات دهم واعتقالات بالضفة ويحاصر طولكرم
- الأونروا تحذر من انتشار الأوبئة في قطاع غزة مع اقتراب الصيف ...
- نتنياهو عن مذكرات اعتقال الجنائية الدولية المحتملة بحق قادة ...
- إسرائيل أم حماس.. من يعرقل اتفاق الهدنة بغزة وصفقة تبادل الأ ...
- نتنياهو يصف مذكرات الاعتقال المرتقبة من الجنائية الدولية بال ...
- الأمم المتحدة تتهم إسرائيل برفض دخول المساعدات لغزة وسط تحذي ...
- مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي إلى غزة للمرة الثانية خلال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر رزوق - شيزوفرينيا المجتمع التركي