مملكة الفاتحة و الصلوات .. ج1

ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5541 - 2017 / 6 / 4 - 01:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تصوروا معي رجاءا .. شخص يزور كل يوم وزيرا مثلا .. الوزير هذا معروف عنه انه كريم لا يرد اي طلب مهما كان ,, بل انه يغضب اذا لم تطلب منه طلبا فترة طويلة
كل يوم في الساعة التاسعة مثلا .. يزور الوزير و يطلب منه نفس الطلب .. منذ متى .. منذ خمسين او ستين سنة .. و ما زال المسكين يذهب الى نفس الوزير و يطلب منه نفس الطلب دون ملل او كلل
انه لحد اليوم لم ير طلبه قد استجيب .. لكنه مازال يطمع في كرم الوزير .. حيث و كما قلنا انه كريم سخي .. مجيب .. سميع بصير
لا ادري ماذا ينتظر الوزير .. و لماذا لا يحقق او يجيب طلب المسكين الذي لا يمل من زيارة الوزير كل هذه السنوات الطويلة .. و لا يمل ايضا من ان يعرض طلبه اليتيم على الوزير الكريم المجيب
الا يشبه هذا حال المسلم المسكين .. منذ ان كان في سن العشر سنوات بدأ يتردد على الكريم المجيب الوهاب السميع البصير دون ملل و لا كلل .. و هو يطلب طلبه المشروع .. اهدنا الصراط المستقيم
و مع الاسف لم يهتدي الى هذا الصراط .. لا الاعوج و لا المستقيم .. خمسون او ستون سنة و هو يطلب نفس الطلب .. ليس في اليوم مرة كما كان يفعل زائر الوزير .. بل طلب المسلم من ربه الهداية ليس اقل من سبع عشرة مرة كل يوم
و اذا اضفنا اليها صلوات النوافل و الفاتحة في مجالس العزاء و عند النكاح الخ .. يصبح المسكين قد طلب الهداية ليس اقل من خمسين مرة في اليوم دون جدوى .. و دون اجابة
قد يعترض المسلم قائلا .. لا .. لقد هداني ربي .. فاسأله .. ان كان ربك هداك .. فلماذا انت مواظب الى الان في طلبك .. اهدنا الصراط المستقيم .. ما الداعي لها يا ترى
و لاحظوا معي ان الطلب بصيغة الجمع و ليس بصيغة المفرد .. اي كان يجب ان يهتدي البعض من المسلمين على الاقل الى الصراط المستقيم هذا
و لكن لحد الان لم ينل احد المسلمين على هذه الهداية بدليل انهم مازالوا يطلبون نفس الطلب دون ملل و لا كلل
اذن المسالة ليست طلبا و لا اجابة و لا نبوة و لا رسالة .. انه تلقين ليس الا
يقول المصطفى .. الصلاة عماد الدين .. من تركها فقد هدم الدين .. نعم انه صادق مائة بالمائة .. فالاسلام يعتمد على الصلاة في بقائه .. لو اندثرت الاذان و الصلاة و صلاة الجماعة .. فسيزول الاسلام بعد فترة طالت او قصرت
ولو لاحظتم رجال الدين الاسلامي .. فالنهم دائما يؤكدون على اداء الصلاة في كل وقت .. لان بقاؤهم يعتمد على الصلاة و خصوصا صلاة الجماعة
قال امام الجمعة الفائتة .. لا تصلوا فقط .. و لكن ان كان يوجد بجانبكم شخص لا يصلي .. فاجبروه على الصلاة .. يا سلام
هذه السورة .. اي سورة الفاتحة .. هي جوهر الاسلام
يقراون الفاتحة حتى عندما يلدغهم عقرب او افعى
اليس هذا غريبا بعض الشيء .. او لنقل غريبا كثيرا جدا
انها مهزلة .. طلب لا يتحقق .. و مع ذلك مواظبون عليه .. ليس فقط نهارا .. بل هناك اصرار من المصطفى عالى ادائها ليلا ايضا .. قيام الليل
اين ذهبت .. و جعلنا الليل سباتا او لباسا .. لماذا يريد المصطفى ان يحرم المسلم المسكين حتى من النوم
الجواب .. الاسلام هو الصلاة فقط .. لا صلاة .. لا اسلام
و المسلم بعد قوله .. اهدنا الصراط المستقيم .. فانه يقول .. صراط ال-ين انعمت عليهم .. الا يكفي .. ما الداعي الى .. غير المغضوب عليهم و لا الضالين .. اليس هذا مجرد تلقين .. فهل هناك داعي الى كل ه-ا التفصيل في الطلب .. اهدنا الصراط المستقيم تكفي و تزيد .. مع انها من المستحيل ان تتحقق .. و لكنها تكفي .. و لنقل .. ان هناك داعيا لقوله .. صراط ال-يمن انعمت عليهم .. مع ان .. اهدنا الصراط المستقيم يحتوي معنى ال-ين انعمت عليهم ايضا .. و لكن لا باس .. الا انه ليس هناك اي داعي الى القول .. غير المغضوب عليهم و لا الضالين .. فالله غير محتاج الى كل هط-ا التفصيل و التحديد .. فقوله .. اهدنا الصراط المستقيم .. يكفي و يزيد

و تقبلوا احترامي
و عذرا لانني قد لا اكون قادرا على الرد على التعليقات ان وجدت .. لسوء خدمة النت في منطقتنا
و شكرا مقدما
..

#ايدن_حسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل