انور سلطان
الحوار المتمدن-العدد: 5534 - 2017 / 5 / 28 - 03:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تُعتبر أعراف العرب, والأعراف الانسانية بشكل عام, في زمن ظهور الإسلام هي المصدر الرئيسي للشريعة الاسلامية. هذه الحقيقة تم تغييبها تماما, وصُور الأمر وكأن الشريعة جاءت بأحكام جديدة كل الجدة اعتمادا على بعض الأحكام الجديدة النادرة التي تتعلق بمسائل نادرة قليلة الحدوث مثل وأد البنات واللعان.
جرى حول هذه الحقيقة نقاش مع مسلم بسيط ومسالم أثاره تعليق لي على أحد المنشورات في الفيس بوك قلت فيه أن ما يتعلق بالجنس والزواج مأخوذ من أعراف وثقافة العرب, وأن أغلب الشريعة الدينية هي في حقيقتها أعراف نابعة من تلك البيئة والثقافة الخاصة. وبدأ النقاش من هذه النقطة.
ـــــــــــــــــ
الحوار:
احمد ابوشهد
تقبل نصحي وتعقيبي راح اعقب
انور سلطان
تفضل
احمد ابوشهد
هل تقييد الاسلام للرجل والمراة بتعاليمه وامره بحفظ فروجهم تكبيل وامر رجعي وعرف نابع من تشدد وخلافه هل هذا قصدك
انور سلطان
الدين لم يأت بجديد, هي أعراف نابعة من ثقافة خاصة, ترى العرب ممارسة الحرة للجنس زنا وسفاح والإسلام أقر ما تراه العرب, وترى العرب ان السبي والاستعباد حق وممارسة الجنس مع ملك اليمين شئ طبيعي والإسلام أقر السبي وممارسة الجنس مع ملك اليمين, وملك اليمين مفتوح ولو بالعشرات,, العرب ترى تعدد الزوجات ولا ترى مشكلة فيه الإسلام هنا حدد عدد الزوجات فقط,, من اعراف العرب الخطبة والمهر (المقابل لثمن العبد) والاسلام اقر هذا العرف... وحتى الرجم مأخوذ من اليهودية (راجع التوراة) ما هو الجديد الذي جاء به الدين هنا؟ لا شئ. هي ثقافة خاصة ونظرة خاصة للجنس وأعراف معينه تحولت إلى شريعة. ولم تعد تلك الثقافة القديمة والأعراف التي نبعت منها صالحة اليوم.
احمد ابوشهد
اولا ابغى اعرف من اتحاور معه الاخ مسلم او من ديانة اخرى كي يتسنى لي الرد هنا والشرح التام والتفصيل لك وللغير اخي الكريم
انور سلطان
لا دخل لدين الشخص بهذا النقاش..
احمد ابوشهد
الله يهدينا ويهديك الى طريق الحق والهدى
اولا دين الاسلام هو اخر الاديان السماوية واتى مكملا للاديان الاخرى اللتي سبقته وزاد عليها انه للناس كافه وليس لجهة معينه او قوم محصورين الهوية وايضا قامت احكامه بنسخ بعض الاحكام السابقة اللي اود ذكره لك اخي الكريم الاسلام يدعو للطهارة والعفه وينهى عن الفحشاء والمنكر اما قرات حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اتاه شاب وقاله له يارسول الله إئذن لي بالزنا فغضب منه الصحابه فقال له الرسول اترضاه لاختك قال لا اترضاه لامك قال لا فاجابه الرسول وكذلك الناس لا يرضون والادله كثيرة في الكتاب والسنه ولكن نتكلم بلسان العصر ماهي قيمة المراة في الغرب وهل تقارن بقيمتها في الاسلام امعن النظر لو كنا قطيع الاغنام دونما ترتيب في الانساب ودونما حفظ للنساء وصونهن من الوقوع بين شرك التعري والزنا
انور سلطان
الحديث الذي أوردته يؤكد أن تعاليم الإسلام ما هي إلا أعراف العرب وتبني لثقافة العرب مع تعديل طفيف في بعض الأعراف. هل إباحة العبودية والسبي هو تكميل للأديان؟ هل اعتبار انه إذا هرب العبد من سيده آثما ولن يغفر الله له حتى يعود لسيده تكميلا للأديان أم تأييدا لأعراف العرب؟
احمد ابوشهد
اتقي الله اخي الحبيب فوالله مااريد لك الا الهدايه غدا تقف بين يد الجبار المتكبر القاهر فوق عبادة مصرف الامر كله وعندها لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
احمد ابوشهد
ماهكذا تورد الابل الى هنا لكم دينكم ولي دين لله الامر من قبل ومن بعد الجدال لاهل العلم وليس لاصحاب الطبيعة والكلام من لايعترف بدين الاسلام ويشكك في العقيدة صعب التفاوض معه لانه ناكر للاسلام جملة وتفصيلا
انور سلطان
إذا كان الله الجبار القاهر تبني أعراف العرب فهي لأنها صالحة لزمانهم ولا يعني أنها صالحة لزماننا... هل أنت تبيح العبودية والسبي الآن؟ هل يُعمل بقطع اليد والرجم والصلب الآن؟ فرق بين جوهر الدين وهو العقيدة والعبادة, وبين تعاليم تبنت أعراف العرب فهذه ليست من جوهر الدين وعدم العمل بها من مصلحة الإسلام والمسلمين.
انور سلطان
الاتيان بأربعة شهداء وحصر الزنا في الفرج وعدم اعتبار الممارسة في الموضع الآخر من الزنا أمر مهم. لكن المطلوب هو أكثر من هذا, هو تغيير النظرة للجنس, عندها ستختفي هذه الشتايم التي تحط من قيمة الإنسان.
احمد ابوشهد
ارسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالدين الخاتم اي انه دين البشر الى قيام الساعة.
فمن يدعي ان الله شرع للناس امور صلحت في زمن ولم تصلح في غيره فهذا اما انه يدعي ان هذا الزمن
بحاجة لنبي جديد بشرع يتناسب مع عصرنا هذا واما انه يدعي ان الله لم يكن يعلم ان شرعه لن يصلح لنا.
بالطبع الجدال في هذا الامر لا يكون الا مع شخصين اما شخص ملحد لا يعترف بالتشريعات اصلا وهذا النقاش معه يكون بطريقة اخرى لانه اساسا لا يعترف بالدين واما مع شخص مسلم والمفروض انه يريد الحق واتباع الدين لكنه يظن ان اتباع احكام الشرع وقتية فقط.
والسؤال هنا له كيف قررت انت ان احكام الشرع لا تصلح لهذا العصر ؟
ومن قال لك ان الاحكام كانت قبل الاسلام واقرها الخالق سبحانه ؟
وهل تعلم ان الاحكام حينها كانت مرفوضة ومستنكرة اكثر من وقتنا الحالي؟
ان قوانين بعض الدول تتعارض مع اغلب قوانين العالم ومع هذا يقبل العالم بها ويعتبرها سيادة وطنية وحرية
ونحن نخجل من تطبيق ديننا لان الغرب يستنكره ولان العصاة يبشعوه!
وفي الاخير منهاج المسلم في حياته بسيط ومختصر
.
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
وتفصيلاته وما اشكل علينا امره بسيط ومختصر.
(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
انور سلطان
الآية الأولى في قسمة الرسول للغنائم (على فكرة انتهى العمل بقسمة الغنيمة, وقسمة الغنيمة بين المقاتلين عرف في ذلك الزمان, لم يعد صالحا إطلاقا), الآية الثانية في علماء أهل الكتاب تقول لأهل مكة إن كنتم تنكرون أن يرسل الله بشرا فأسألوا علماء أهل الكتاب هل أرسل لهم بشرا أم ملائكة. ثم هل يُعقل أن يكون هذا الخطاب موجه للمسلمين في زمن الرسول يأمرهم باستفتاء مفتين والرسول موجود؟ أما سؤالك عمن قال أن الأحكام كانت قبل الإسلام, فهو سؤال عجيب, أعطيتك قسمة الغنيمة, وكذلك خطبة الرسول لخديجة ومهرها قبل الإسلام, العبودية والسبي عرف إنساني عام وليس عربي فقط. حتى قطع يد السارق كانت تفعله العرب, أما الرجم فهو عند اليهود. وإقرار الإسلام لها لا يعني أنها صالحة لكل زمان ومكان.. لو نزل الإسلام في هذا العصر لن تكون فيه هذه لأحكام.
احمد ابوشهد
جاءت امرأة إلى ابن مسعود فقالت : بلغني أنك تنهى عن الواشمة والواصلة ، أشيء وجدته في كتاب الله أو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : بلى ، شيء وجدته في كتاب الله وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالت : والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول ! . قال : فما وجدت فيه : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ؟ قالت : بلى . قال : فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الواصلة والواشمة والنامصة .
وهذا دليل من ادلة كثيرة ان الاية تؤخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهذا باب من ابواب اصول الفقه معروف.
واما كلامك وكانك تعلم الغيب انه لو ان الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل في هذا العصر لكانت الاحكام اختلفت وكان الدين يأتي على اهواء البشر او ان الله سبحانه لم يكن يعلم كيف سيصبح الحال اليوم وانه ارسل رسوله صلى الله عليه وسلم باحكام تصلح لزمان معين ثم ترك الامة هكذا بلا احكام ولا قوانين وهذا جهل عظيم وافتراء على الله كبير.
اخيرا الدين جعله الله للامة الى اخر الزمان ويبقى اهل العلم في كل زمان ومكان
هم حملته فلو ان الدين واحكامه تركت لكل من هب ودب ليقرر مايصح ومالا يصح لاصبحنا بلا دين.
انور سلطان
الآية نزلت في قسمة الغنائم, وإذا صح أن ابن مسعود قال هذا الكلام فهو يستشهد بالآية في غير محلها. ومن اكبر المشاكل أنه يتم الاستشهاد بالآيات في غير محلها. الأمر بطاعة الرسول مثبت في آيات اخرى بشكل صريح وليس في هذه الآية. والأمر بطاعة الرسول في أمور الدنيا هو خطاب للصحابة فقط, وليس خطاب للمسلمين في كل زمان ومكان. أما قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهي ليست صحيحة بالمطلق, إذا كان النص يتناول قاعدة عامة فالعبرة بعموم اللفظ وإن كان سبب نزوله حادثة خاصة, أما إذا كان يتناول حادثة دنيوية جزئية فالعبرة بخصوص السبب الذي نزل من أجله. وعلم أصول الفقه ليس كله صحيحا, في جانب منه بحث لغوي ووصف للأحكام والحاكم والمحكوم ..الخ وهذا لا مشكلة فيه, وفي جانب آخر أفكار وافهام بشرية وتصورات خاصة عن الدين, وهذا جانب مرفوض.
أما كقولك وكأني أعلم الغيب عندما ذكرت ان الدين لو نزل الآن لاختلفت أحكامه, فردي هو أن هذا لا يحتاج إلى علم غيب, بل إعمال العقل قليلا. فمثلا حكم قسمة الغنيمة, لا يمكن في ظل الدولة الحديثة والجيش الحديث التي لا توجد فيها قسمة غنائم أن ينزل حكم بقسمة الغنيمة, الغنائم قديما عرف عام لإن المقاتلين ليسوا جيشا نظاميا يستلم رواتب بل متطوعين وينفقون من أموالهم ولذلك نشأ عرف بتقسيم الغنيمة. فمن أولى بالغنيمة؟. وكذلك لو ظهر الرسول الآن لن ينهى عن تلقي الركبان أي تقلي القوافل التجارية قبل وصولها الى المدينة.
أما قولك (إن الدين جعله الله للأمة إلى آخر الزمان ..) هو إغفال لما ذكرته لك سابقا وهو أن جوهر الدين هو العقيدة والعبادة, وهذا لكل زمان ومكان, أما الشريعة العامة فليست من جوهره وهي لحقت بالدين نتيجة ظروف خاصة بالدين وهي في أكثرها إقرار لأعراف قائمة. واقرار الدين لها لا يعني أنها صالحة لكل زمان ومكان, هي صالحة لعصرها فقط. والمسلمون مثلهم مثل غيرهم لا يحتاجون إلى الدين في أمورهم الدنيوية, والاسلام ترك هذا الجانب للناس لأن لهم عقول يعرفون بها المصلحة من المفسدة, واقرار الدين لكثير من الاعراف أكبر دليل على هذا. كما ان القران في مكة أمر قريش والناس باتباع العدل واجتناب الباطل وهذا دليل قاطع من الدين نفسه على أن الناس تعرف العدل والحق ولا تحتاج إلى الدين ليعرّفهم به. وهناك أمم الآن تعيش في وئام وسلام اجتماعي ورغد من العيش (تعيش حياة صالحة) وليس لديها دين سماوي, وأمم لديها دين سماوي وليس لديها شريعة كالمسيحيين تعيش في أحسن حال. ولكن المسلمين في أسوأ أحوالهم, وجزء من تخلف المسلمين هو تمسكهم بالشريعة الاسلامية التي لم تكن لعصرهم هذا وانما كانت انعكاس للظروف التي ظهر فيها الدين.
انتهى.
ـــــــــــــــــ
من الطبيعي أن يُصر المسلم العادي على أن الشريعة الإسلامية شئ جديد غير مسبوق, طالما كان يثق في "أهل العلم" ثقة عمياء, وطالما كان هؤلاء يصرون على قول غير الحقيقة.
#انور_سلطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟