أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - المسلمون اليوم أكثر أمه تمارس الكذب والخداع والتدليس














المزيد.....

المسلمون اليوم أكثر أمه تمارس الكذب والخداع والتدليس


انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5345 - 2016 / 11 / 16 - 16:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كما حرف مسلموا الأمس, ممثلين في المفتين, دينهم وحولوه إلى فرق وشيع متناحره على الدنيا, واختلقوا منصب الفتوى الكهنوتي الذي يجعل للمفتي مكانه دينية هي المقام مقام النبي في أمته ووضع أحكام دينية لا نص فيها, كذلك حرف مسلموا اليوم المفاهيم التقدمية للحضارة الحديثة مثل مفهوم الديمقراطية والتسامح وشوهوا بعضها الآخر لينفروا المسلمين منها مثل مفهوم العلمانية والليبرالية.

لقد تقبل المسلمون مفهوم الديمقراطية ومفهوم التسامح على مضض. وحتى لا يرفضوا هذه المفاهيم صراحة تبنوها مع تحريف مفهومها. فالديمقراطية هي مجرد آلية للبيعة القديمة, والبيعة تقتضي الطاعة الدينية للحاكم, وربما يسمون هذا ديمقراطية إسلامية ويعتبرونها هي الشورى ويقولون لا مشاحة في الإصطلاح. ومن الممكن أن يدعوا أن الإسلام أصْل الديمقراطية وأن الغرب أخذ الديمقراطية من الإسلام, وأن بضاعتهم ردت إليهم. وفي الواقع إنهم انتصروا لبضاعتهم وافرغوا الديمقراطية من مفهومها الحقيقي مع الإدعاء الزائف أنهم أصلها وأصل كل شئ يسلمون به بعد حرب شعواء له.

تقوم الديمقراطية أساسا على مبدأ أن الشعب مصدر السلطة وأن الحاكم مجرد موظف يخضع للقانون كما يخضع له غيره من المواطنين وأنه هو وغيره من المواطنين يطيع القانون, بينما استقر الفكر الديني الإسلامي على أن السماء هي مصدر السلطة وان الحاكم له واجب الطاعة من المحكوم, وطاعة الحاكم هي من طاعة الله.

أما إذا جئنا إلى مفهوم التسامح الديني, فالمسلمون لا يعرفون التسامح الديني. ورفض الآخر وعداوته هو إجماع ديني تام في الماضي. ولما احرجوا في هذا العصر, عصر حقوق الإنسان, قفزوا قفزة كبيرة, ولم يقبلوا فقط التسامح الديني, بل قالوا إنه بدعه إسلامية, وفي ذات الوقت يصرون تماما على أن حد الردة حكم إسلامي ثابت لا يتغير. ولا يتحدثون عن أساس التسامح الديني, بل يرجعون للماضي وينتزعون صور معينه منه للتدليل على تسامح المسلمين مع غيرهم. فمثال التسامح الديني عند المسلمين هو ترك الآخرين يعيشون وعدم ابادتهم متي استسلموا لسلطانهم ويقولون لم يفعل هذا غيرهم من أهل الأديان الأخرى. وينسون تعايش العرب في الجزيرة العربية قبل الإسلام على اختلاف أديانهم فقد كان هناك اليهود والنصارى والموحدون الذين لا يتعبون أي دين والمشركون.

تقبل أو رفض الآخر هو النتيجة وليس المقدمة, هو عرض لمرض وليس المرض ذاته الذي يحتاج إلى علاج. المرض هو الأفكار العقائدية. فالعقائدي الديني (مثلا) مشكلته الأساسية أنه يرى المخالف عدو الله ومنحط انسانيا, فلا يمكن أن يتقبله أو يتسامح مع أفكاره إلا إذا اضطر إلى ذلك, لو لم تكن هناك عقائد معادية تجعل الكراهية دينا, بل وتجعل سفك دماء المخالفين دينا, لما احتجنا أساسا إلى الدعوة للتسامح وقبول الآخر. أحيانا من الصعب أن توافق على أفكار الآخر, فإن كنت غير عقائدي فإنك تتسامح معها, لإنك تعتقد أنه لا أحد يملك الحقيقة المطلقة, وإن كانت أفكار الآخر خطأ واضح أيضا تتسامح معها لأنه إنسان قابل للخطأ ويمكن أن تخطي مثله. لكن العقائدي, وربما يكون غارق في الأخطاء , يجرم من يختلف معه ولا يستامح معه إطلاقا لأنه يراه عدو للحق ومصيره بئس المصير. وهذه هي مشكلته الحقيقية. فتقبل الآخر أو التسامح معه فعلا يضرب عقيدته في الصميم من حيث أنه ينزع عنها صفة الصحة المطلقة, وطالما سقطت دعوى الصحة المطلقة لم تعد عقيدته هي هي, وإلا فدعوى التسامح كاذبه وعبارة عن تقية فكرية للتملص والهروب عندما يكون في موقف محرج.

ولإن المسلمين لا يواجهون النقد الموجه لهم مواجهة حقيقية, ويخادعون أنفسهم بتفريغ المفاهيم من معاتيها الصحيحة أو تشويهها, لا يمكن أن يتقدموا خطوة إلى الإمام. إن مواجهة الحقيقة صعبة, فمن يدعى أنه سيد العالم ولديه الحق المطلق من الصعب أن يتقبل أنه مثل الآخر وربما أدنى منه فكرا. ومن يعتقد أن تاريخه تاريخ إلهي شاركت فيه السماء من الصعب يتقبل أنه مجرد جزء من التاريخ الإنساني بايجابياته وسلبياته ولا يتماز على غيره بشئ.

المسلمون هم الآن أكبر أمه تمارس الكذب والخداع والتدليس, تشوه المفاهيم الجملية أو تتبناها وتفسدها وتحرف مضمونها.



#انور_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنون العظمة الجمعي
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والثوابت الفاسدة والتخلف العرب ...
- امتلاك الأنثى والنظرة المرضية للجنس
- الاستعباد المقنع للمرأة العربية
- آية القوامة وقضية المرأة
- العدالة الإلهية والحرية الفكرية والسعادة الإنسانية
- لا ديقراطية بدون حسم الصراع على طبيعة الدولة
- المسلمات الدينية العامة والإرهاب
- العلمانية شرط الحياة الإنسانية الكريمة
- الشيخ علي عبدالرازق وأصنام الأزهر
- نقد الشافعي, الحلقة (28 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 5
- نقد الشافعي, الحلقة (29 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 6
- نقد الشافعي, الحلقة (27 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 4
- نقد الشافعي, الحلقة (26 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 3
- نقد الشافعي, الحلقة (25 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 2
- نقد الشافعي, الحلقة (24 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 1
- نقد الشافعي, الحلقة (23 / 29): دعوى الاجماع الجزء 4
- نقد الشافعي, الحلقة (22 / 29): دعوى الاجماع الجزء 3
- نقد الشافعي, الحلقة (21 / 29): دعوى الاجماع الجزء 2
- نقد الشافعي, الحلقة (20 / 29): دعوى الإجماع الجزء 1


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - المسلمون اليوم أكثر أمه تمارس الكذب والخداع والتدليس