أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - لا ديقراطية بدون حسم الصراع على طبيعة الدولة














المزيد.....

لا ديقراطية بدون حسم الصراع على طبيعة الدولة


انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5271 - 2016 / 8 / 31 - 17:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أهم أسباب فشل الديمقراطية في العالم العربي هو عدم حسم الصراع على طبيعة الدولة, هل هي دولة علمانية أم دولة دينية.

المقصود بالدولة الدينية هي تلك الدولة التي تقوم على أسس دينية أو مرجعية دينية. إن المرجعية الدينية تجعل العلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة دينية, تصبح فيها طاعة الحاكم, ذي الشروط الدينية, طاعة لله. وقصر الدولة الدينية على الدولة التي تقوم على إدعاء الحاكم أنه إله أو نصف إله أو لديه حق إلهي في السلطة غير صحيح, فهذه ليست إلا أشكال مختلفة للدولة الدينية, وكل تلك الدعاوى هدفها النهائي جعل العلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة دينية إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, وكيفما تحققت تلك العلاقة فالدولة تصبح عندها دولة دينية. ونظرية الخلافة أو الإمامة لدى المسلمين هي نظرية للدولة الدينية, وهي تكييف للإسلام وتوفيق بينه وبين ثقافة العصر حينها الذي لم يعرف إلا الدولة الدينية من جهة, ومن جهة أخرى هي توفيق بين الإسلام وبين المصالح السياسية للإطراف المتصارعة على السلطة. ونظرية الخلافة أو الإمامة هي مرجعية كل الأحزاب الإسلامية مع تعديلات طفيفه لا تغير من جوهر النظرية.

أما العلمانية فهي مبدأ إنساني سياسي. وهي مبدأ إنساني لأنها تتضمن مبدأ الحرية والمساواة الإنسانية. وهي مبدأ سياسي من حيث أنها ترفض أي مرجعية في الحياة العامة غير المرجعية الإنسانية المستندة إلى مبدأ تحقيق المصلحة كما تقتضيها الأوضاع والظروف القائمة. وبهذا فالعلمانية تعبير عن مبدأ الحرية والمساواة. والمجتمع لن يكون حرا إلا إذا كان الفرد حرا, والدعوة للحرية هي دعوة للحرية الفردية أساسا. ولذلك فالعلمانية عندما تقر بحق المجتمع في التقرير في الشأن العام دون وصاية سابقة تقر بالضرورة بحرية الفرد في شأنه الخاص, لأن حرية المجتمع من حرية الفرد.

وطالما تم الإعتراف بحرية الفرد فالدين مسألة شخصية بالضرورة. والقول بأن الدين مسألة اجتماعية, أو مسألة غير شخصية, هدم للحرية من أساسها, وهدم لمبدأ المساواة أيضا. وبهذا فالعلمانية تُحرر الإنسان, كمجتمع وكفرد, من الوصاية وتجعله يختار عن قناعة. وإذا اختار الفرد الوصاية, كوصاية رجال الدين على حياته الشخصية, فهذا عائد له هو. وكفاه عقابا أن يتحكم بحايته الشخصية شخص آخر.

مالم تصبح المرجعية السياسية هي المصلحة, أي مالم تصبح السياسة موضوع العقل وفق قاعدة المصلحة لا موضوع الدين (وهذا في النهاية يعني موضوع رجال الدين), ومالم يصبح الدين مسألة شخصية, فلن تتحق الحرية والمساواة, ومالم تتحق الحرية والمساواة لن تتحق الديمقراطية. وبتعبير آخر مالم تكن طبيعة الدولة علمانية لن تتحقق الديمقراطية.

قبل الحديث عن الديمقراطية يجب حسم مسألة طبيعة الدولة, وهذا يعني حسم طبيعة الأحزاب السياسية, وإذا لم تحسم طبيعة الدولة, فإن المنافسة السياسية التي أساسها برامج انتخابية ستتحول إلى صراع على طبيعة الدولة وبالتالي صراع من أجل الاستيلاء على أجهزة تلك الدولة. فالاحزاب غير الديمقراطية, وعلى رأسها الأحزاب الدينية, لا تحتمل التفريق بين نفسها كأحزاب وبين الدولة, وستعمل المستحيل لتحول الدولة باعتبارها سلطة إلى أداة للحزب لتنفيذ تصورها عن الدولة. وهذا سوف يستدعي علميات تطهير في الوظيفة العامة وفي مفاصلها الرئيسية, وإحلال أعضاء الحزب الديني محل الموظف العام غير المسيس أو تسييسه واستقطابه للحزب.










#انور_سلطان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمات الدينية العامة والإرهاب
- العلمانية شرط الحياة الإنسانية الكريمة
- الشيخ علي عبدالرازق وأصنام الأزهر
- نقد الشافعي, الحلقة (28 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 5
- نقد الشافعي, الحلقة (29 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 6
- نقد الشافعي, الحلقة (27 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 4
- نقد الشافعي, الحلقة (26 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 3
- نقد الشافعي, الحلقة (25 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 2
- نقد الشافعي, الحلقة (24 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 1
- نقد الشافعي, الحلقة (23 / 29): دعوى الاجماع الجزء 4
- نقد الشافعي, الحلقة (22 / 29): دعوى الاجماع الجزء 3
- نقد الشافعي, الحلقة (21 / 29): دعوى الاجماع الجزء 2
- نقد الشافعي, الحلقة (20 / 29): دعوى الإجماع الجزء 1
- نقد الشافعي (الحلقة 19 / 29): دعوى القياس الجزء 5
- نقد الشافعي, الحلقة (18 / 29): دعوى القياس الجزء 4
- نقد الشافعي, الحلقة (17 / 29): دعوى القياس الجزء 3
- نقد الشافعي, الحلقة (16 / 29): دعوى القياس الجزء 2
- نقد الشافعي, الحلقة (15 / 29): دعوى القياس الجزء 1
- نقد الشافعي, الحلقة (14 / 29): دعوى الإجتهاد الجزء 5
- نقد الشافعي, الحلقة (13 / 29): دعوى الإجتهاد الجزء 4


المزيد.....




- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - لا ديقراطية بدون حسم الصراع على طبيعة الدولة