أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - ناس الغيوان_الأغنية كاحتجاج جمالي














المزيد.....

ناس الغيوان_الأغنية كاحتجاج جمالي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


كانت تجربة الغيوان وليدة واقع اجتماعي،و لكن أيضا نتيجة انحسارات
سياسية،جسدتها الدولة باختيارات سياسية،فرضت بها تحكما في السلوك السياسي
للفاعلين ،امتد حتى لرجالات الفكر،الذين كانوا في غالبهم،متابعون
للسياسة،أو ممارسين لها من خلال الأحزاب الوطنية التقدمية،فكان لزاما على
الدولة آنذاك،تحريك الواجهات الفنية،الفلكلورية و الغنائية الفردية،التي
لم تكن في أكثريتها إلا مديحا للسلطة،و احتماء بها،بل و أيضا دفاعا عنها
و كل ما يصدر عنها،من هنا،كانت زفرة القهر،ليس فقط،انتفاضات،،بل أغنيات
مختلفة عن السائد،بمضمونها الحزين،الفاضح للقهر،و الفقر،و
بإيقاعاتها،التي حاولت الإختلاف و التميز.فما هو سر هذا التميز،الضمني و
الموسيقي؟
و لماذا لم تستمر رغم عمقها و تاريخيتها؟و قبل ذلك،ما هي علاقتها
بالبيضاء،من حيث انطلقت؟
1-البيضاء و شاوية المقاومة
__________________
الدار البيضاء عرفت جغرافيا بمدينة الشاوية،حيث امتدت ربما لتجاوز ما هو
جغرافي،غير أنها وجدت نفسها تكبر،بحنين الأجداد لبادية الرفض التاريخي
للقهر،و بذلك عندما صارت مدينة صناعية،اكتسبت تركيبة سكانية مختلفة،فرضت
عليها أوضاعها الإنسجام بالموروث الثقافي،للمغاربة من كل المناطق،و
العامل كما تؤكد سوسيولوجيا التركيبات الإجتماعية،أكثر ميلا للتسيس،و
ربما رفضا لفكر القهر،رغم أن وعيه لا يأتيه من داخله،بل من خارجه على حد
تعبير ماركس،و لأن النخبة البيضاوية كانت جذورها الإجتماعية عمالية و
تجارية،فقد ساهمت في نشر الوعي التنويري الشبابي،رغم قوة القمع و
القهر،فكان لابد لهذا الفكر من تعبيرات مغربية،بها يلتحم،ليفرض فنية
الكلمة الرافضة،و ربما حتى المذكرة بما كان و ما جد.

2زجلية الكلمة الغيوانية
______________
كلمات الغيوان،كانت مطرزة بأناقة المبدع للكلام الحكمي الدارجي،بل يمكن
القول،بأنه كان شبيها بحكم المجدوب في بعض غموضه_عايشين عيشة الدبانة في
البطانة_و ليس ذلك غريبا،فقد كان بوجميع نظاما للكلمات و كذلك العربي
باطما،،رحمهما الله،و كانا يمارسان انتقاءهما لما يتوصلون به من كلمات،و
قد فرض الوضع أن تكون تلك الأغاني بمضمونها معبرة عن المعاش،بدل تحويله
لواقع رباني،بقدرية،اتخذت صور جبرية،تتغنى بمجد السلطة و ضرورة القبول
بكل ما يصدر عنها حتى لو كان فيه الظلم و الغبن،كانت كلمات الغيوان
بمثابة لحمة،عندما تغنى جماعيا تتحول لطقس من طقوس الرفض،و أذكر أننا
صغارا كنا لها مغنين كأسلوب نغيظ به رجالات الأمن و القوات المساعدة
آنذاك،و نحن صغارأدركنا
بالأغنية الغيوانية،حقيقة الفقر،و أدركنا و أنه ليس قدرا ربانيا،بل
حصيلة للتفاوتات الطبقية،_مات الفقير و يا احبابي حت حد ما امشا
امعاه،مات الغني،طلبة و عوام تابعاه_هنا كانت الكلمة سحرية في وعيها
بواقع يراد له أن يستمر بالقوة و الكلمات،فكانت زجلية الغيوان مواجهة
للزيف،متحدية كل القيود و أشكال الحصار،فقد منعوا من دور الشباب،و لم
تفتح الملاعب في وجوههم،إلا بعد أن امتد إشعاعهم خارج الوطن،و أحسنوا
اختيار زجلياته لتعبر عن كل المناطق،صوتيا و ضمنيا،فكان لابد للمعنى من
إيقاعات ملائمة،و لكن مبتكرة أيضا.

3_الإيقاعية الغيوانية
_____________
تغايرت إيقاعات الغيوان،و متحت من الكناوي،محافظة على الوسائل الموسيقية
المعروفة مغربيا،لكأن الكلمات و طبيعتها فرضت،تجاوز الهيت الغرباوي و
الزعري،و كل الإيقاعات الشعبية،ربما رغبة في عدم تكرار ما هو سائد،لكن
بوسائل تراثية،و عددت إيقاعاتها مستجيبة لأذواق المغاربة،و هنا كان سر
انتشارها،لتعوض أغاني الشيخ إمام بمصر،بل إنها جمعت المثقف و العادي
إنصاتا،و انتصارا للتميز المغربي،و التمايز الذوقي،و إن كان المرحوم
باطما قبل وفاته في أحد حواراته و هو يتحدث عن تجربة لمشاهب،كرر أمنيته
بأن تحمل هذه المجموعة المشعل،و كأنه حدس نهاية الغيوان بعد موته،لأن
مؤشرات النهاية ظهر بمحاولة غيره طلب البراءة مما قيل.

خلاصات لابد منها
___________
كانت تجربة الغيوان حاضنة لتذمر اجتماعي بفنية رائعة،ربما لذلك،لم نستبعد
استهدافها و التضييق عليها،و رغم كل ذلك صمدت المجموعة،حتى بعد موت
بوجميع،الذي توفي في لحظة غموض،و خلف موته تعاطفا كبيرا من طرف
الكل،خصوصا و أن المجموعة لم تعوضه في البداية،و خلدت ذكره بأغنيتها
الرائعة_خيي مات البارح،و اليوم جات اخبارو_لكأنها كانت رقصة
النهاية،التي أخرها الراحل باطما إلى أن وافته المنية هو الآخر.
حميد المصباحي _كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة تشكيلا و شعرا
- الوحي و الحديث
- المغرب و الحكومة المؤجلة
- ما يشبه الثورة
- كل آت خطر
- نموت أحيانا
- عثرات2
- عشاقك يا وطني
- اغتصاب وطن
- لست باك و لا مبتسم
- بطولة في وجه الحصار
- الوحي و القرآن_10
- الوحي و القرآن9_
- الوحي و القرآن_8
- الوحي و القرآن_7_
- الوحي و القرآن_6
- الوحي و القرآن_5_
- الوحي و القرآن4_
- الوحي و القرآن3_
- الوحي و القرآن_2_


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - ناس الغيوان_الأغنية كاحتجاج جمالي