أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - الوحي و القرآن_10














المزيد.....

الوحي و القرآن_10


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 5232 - 2016 / 7 / 23 - 02:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل انقطع الوحي بموت النبي محمد عليه الصلاة و السلام،أم أنه مستمر باستمرار الشريعة الإسلامية،هل حقا في القرآن كل أخبار العالم و حاجيات الناس و علومهم،أم أن الشريعة أحكام و اجتهادات قياسية نصية و أخرى عقلية؟؟؟

1_الشريعة و الوحي
____________
إذا كان الوحي كما قلنا سابقا،صورا ألهم النبي القدرة اللغوية على التعبير عنها،فقد كتبت بلغة العرب،أما الله فناطق بكل اللغات كما هو خالق لكل الشعوب و الكائنات،ما يرى منها فيدرك و ما لا يرى،فالكتا كما قال علي رضي الله عنه ،صامت إنما الرجال ينطقونه،فيصيبون و يخطئون و يحاججون دفاعا عن حق لهم،يعتبرونه حقا لله و نصرة لدينه،سياسة و حكما،فالشريعة في مثل هاته الحالة،ليست توجيهات دينية خالصة،بل فيها تدبير لأمور الناس ،تجارة و علاقات و تدبير معاش،و ما دامت الحياة تتغير متطلباتها،فقد حاول الفقهاء الخلط بين اجتهاداتهم و الوحي،لفرض رؤاهم على الناس باسم الخضوع لتعاليم الإسلام،و تجنبوا التمييز بين ما هو إلاهي و ما هو بشري،حتى سلوكات النبي عليه الصلاة و السلام،لفرض نموذج واحد أحادي في الطقوس و الممارسات و حتى العلاقات بين الناس،التي امتدت لفرض لباس محدد،على النساء و الرجال،و شكل كل ذلك خلطا بين الخاص في الحياة اليومية للأفراد،و الحياة العامة،المحكومة بالقوانين و احترام الحقوق الشخصية للأفراد و الجماعات.

2_الوحي و التاريخ
_____________
بما أن التاريخ وقائع،و أحداث محكومة بمنطق خبرات الشعوب،بدياناتها و مذاهبها،و سياساتها و طبيعة حضاراتها،فلا يمكن للوحي أن يكون قد ألم بها جميعا،و إلا كان أسفارا لا يمكن عدها و لا حملها،لكن الفكر الفقهي،يريد محاصرة التقدم بما يعتبره منهاجا لحياة البشرية جمعاء،ناسيا حالة الدول الإسلامية،التي تريد أن تكون رائدة دينيا،و دنيويا،بينما هي في آخر سلم ترتيب الحضارات و الدول،إلا من أخذت منها بأسباب العلم و التحضر بعيدا عن تلك الصرخات الهوجاء،التي يشحن بها المسلمون أنفسهم و أتباعهم،بكونهم خير الأمم و الحضارات،فقط لأن الوحي نزل على رسول منهم،كرمه الله و فضله على كل الرسل،و جعل منه إماما لهم،مما يقتضي ضرورة كون أمته،قائدة لكل الأمم رغم تخلفها العلمي و الحضاري و ربما المعرفي مقارنة بباقي الأمم،و هنا يعيش المسلم تمزقا داخليا،يجعله أكثر عرضة لتبني العنف و اللجوء إليه تجاه من يعتبرهم أعداء،رغم استفادته من علومهم و خيراتهم،و حتى اعترافه بتقدمهم عليه،و هنا لا بد من اعتبار الوحي متمايزا عن الشريعة،ليس لقصور فيه،بل لأن الله يحترم الفعل الإنساني،فمن أتى أسباب التحضر تحضر حتى لو كان مخالفا للمسلمين في الملة،و من أتى فعل يؤدي للتقهقر،تردى في التخلف حتى لو كان مسلما عابدا قانتا.

خلاصات
_________

للوحي قداسته،و للشريعة حدودها و تمايزاتها،بل ضرورة اعترافها بالحاجة للتجديد،لتساير عصر الناس الذين يحتكمون إليها دينيا و في بعض قضاياهم الدنيوية بدون إكراه أو تكفير لهم،و لا حتى لغيرهم ممن اختاروا ديانة أخرى،بذلك يصير الإسلام دين التسامح لا العنف و التحريض،و يستعيد المسلم توازنه و قبوله بالغير و العلم و حاجته للمعرفة،حتى لا يظل مكتفيا بالشرع واعتباره كلا مطلقا لا يحتاج لغيره من علوم الدنيا.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحي و القرآن9_
- الوحي و القرآن_8
- الوحي و القرآن_7_
- الوحي و القرآن_6
- الوحي و القرآن_5_
- الوحي و القرآن4_
- الوحي و القرآن3_
- الوحي و القرآن_2_
- الوحي و القرآن
- الإستراتيجية الأمريكية الجديدة
- التحولات المجتمعية،و البروليتاريا
- دعني أشبهك
- قصص قصيرة جدا_حريق،عاشقة
- عثرات صوفي
- أعلى الشهوات
- خوف و نسيان
- دوافع الإبداع
- المثقف و السياسة في المغرب المعاصر.
- لعبة رمز
- رسالة لثوري


المزيد.....




- أسهمت في تشكيل قراراته.. أسرة يهودية ثرية أشاد بها ترامب أما ...
- 7119 مقتحما.. هكذا مرّ عيد العُرش اليهودي على الأقصى ومحيطه ...
- 7119 مقتحما.. هكذا مرّ عيد العُرش اليهودي على الأقصى ومحيطه ...
- صحفي لترامب: كيف يساعدك إنهاء حرب روسيا وأوكرانيا في دخول ال ...
- -ملجأ المسيح-.. الطيبة يهجرها فلسطينيون تجنبا لبطش المستوطني ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في اليوم السابع من عيد -العرش ...
- جذور الإسلام بجنوب أفريقيا.. من المنفى إلى التنوع والتحديات ...
- الإسرائيليون اليهود كما أراهم في وسائل الإعلام
- بابا الفاتيكان يأمل أن يمهد اتفاق غزة لسلام دائم.. ويجدد دعو ...
- خوري يلتقي بطريرك القدس للاتين في عمّان ويؤكدان أهمية تعزيز ...


المزيد.....

- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - الوحي و القرآن_10