أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المثقف و السياسة في المغرب المعاصر.














المزيد.....

المثقف و السياسة في المغرب المعاصر.


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربة التناوب,و التي اعتبرت حكومتها اشتراكية,وقع في المرحلة الأولى
التباعد بين المثقفين و الأحزاب السياسية التقدمية,حتى تلك التي لم تكن
مشاركة في الحكومة,و ربما ليس لها ممثلون داخل البرلمان,لينتقل هذا
التباعد إلى صراع,انتهى فيما بعد إلى ما سمي بالعزوف عن السياسة,فهل كان
عجزا للمثقف عن فرض وجوده على السياسيين,أم كان إقصاء لهم من طرف
الساسة,الذين لا يقبلون بالمثقف,اليقظ الرافض للتبعية باسم الضرورات
السياسية و الحزبية؟؟
1السياسة الحزبية و الإحتواء
ينبغي تصحيح فكرة العزوف السياسي للمثقف المغربي,فهو حاضر فيها,و لو من
منطلق انتمائه لسياسة ثقافية محددة,تلك التي ترغمه عقلانيا,على الدفاع عن
نظرته لطبيعة الخدمات,التي على الدولة تقديمها لما هو ثقافي,و إلا صارت
الدولة فاقدة لمشروع تؤطر بها وجودها و تطوره,و بذلك,فإن العزوف لم يكن
إلا نتيجة لعدم قبول السياسيين الحزبيين,للمثقف كمشاغب فكري و إبداعي,لا
يقبل بأية سلطة عدا سلطة العقل,و بذلك فقد نجحت القوى السياسية التاريخية
باحتواء الكثير من المثقفين المغاربة,و صاروا ساسة,بل منهم من تحمل
مسؤوليات حكومية,و نسي بعدها أو عاد لحقل الثقافة أسفا,بعدما أدرك مكر
الساسة و خبر رهاناتهم الهادفة للتخلص من المثقفين الرافضين للإحتواء
السياسي الحزبي لهم.
2_المثقف الرافض
هو ذاك الذي عاش أوج المواجهات دفاعا عن انتمائه السياسي لحزبه,أيام كانت
الأحزاب تحتاج لإيديولجية المواجهة,و التي كان المثقف بمثابة المنتج
لها,و الموجه لثقافة رفض التخريف و التقليدانية في كل صورها الثقافية
المغلفة بما عرف بالأصالة و مدبجات الدفاع عنها دينيا و إسلاميا,هذا
النمط من المثقفين,تراجع بعد صراعات مريرة مع السياسيين,بل منهم من أقصي
من القيادة و أبعد و تم التحامل عليه و على منتوجاته الفكرية و
الإبداعية,بغية إحباطه,بل منهم من حوصرت كتاباته حتى على مستوى الإعلام
المكتوب,فوجد نفسه مضطرا,إما للكتابة على صفحات الجرائد المستقلة,أو تجنب
الخوض فيما هو حزبي,لكنه حافظ على وجوده الثقافي و أغناه بالإشتغال
ثقافيا و فكريا من خلال المجتمع المدني,و الجمعيات المهتمة بالتنشيط
الفكر و الأدبي,إضافة للنشر,
3المثقف المغربي و رهان التغيير
بعد أن استكملت القوى السياسية دورتها لما يزيد عن العقد,فهل أدركت ضرورة
المثقف في مواجهتها لدعاة التقليد؟هل يقبل المثقف المغربي العودة إلى
صفوفها انتصارا لقيم الحرية و العدالة التي طالما دافع عنها؟
يبدو حتى بعد الإنتصار الكاسح لقوى التقليد بالمغرب,أن أحزاب التحديث و
قياداتها لم تستوعب بعد أهمية المثقفين و ضرورة العودة إليهم في هذه
المعارك المصيرية,و أنهم إن فقدوا هذه الصفة و تحولوا إرضاء لغرور الساسة
إلى سياسيين حزبيين,فلن يضيفوا شيئا,بل إنني أذهب أبعد من ذللك,للمجازفة
بالقول,أن المثقف المغربي باعتزاله للفعل السياسي الحزبي,استياء لا
اختيارا,صار أكثر فعالية في الإبداع و الفكر,و استطاع تحقيق حركية
ثقافية,ارغمت أعداء الثقافة من الحزبيين,خصوصا القادة إلى النزول للأنشطة
و الحضور إلى أماكنها العامة.
خلاصات.
حقيقة,رغم ما بذله المثقفون من مجهودات بعيدا عن السياسة,تظل غير
كافية,بحكم حاجة المثقف لمن يفعل رؤاه و يدافع عنها بمؤسسات,قصد تقوية
الفكرة و تجسيدها بما يحقق الحرية و حتى المصالح الحيوية للمزاطنين و
يحفظ حقهم في الكرامة و المتعة الفنية و المعرفية,لتتسع دائرة الفعل و
تصمد في وجه التخلف و المحافظة بكل اشكالها.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة رمز
- رسالة لثوري
- القيم و التنشئة في المجتمع المغربي
- دوافع الكتابة
- أزمة تطور العرب
- الإرهاب الديني,إسلاميا
- الحداثة ليست تحررا كاملا
- الجهوية المتقدمة بالمغرب,الرهانات و الأبعاد
- الجهاد و الجهادية السياسية
- انتخابات 4 شتنبر,الأغلبية المعارضة و المعارضة الحاكمة
- انتخابات 4 غشت,بالمغرب.النزاهة بين الأخلاقي و التقني
- المجتمع المدني و أروبا
- بيتروعشق دولار
- عاهرة بتحفظ
- رهانات المجتمع المدني
- العقيدة و الوطن في الإسلام السياسي
- الروائي
- حكاية حب شبيه بخيانة
- مرة مت
- ذاكرة الشعوب و استبدادية النظم السياسية


المزيد.....




- تحليل: هذا السلاح الوحيد القادر على تدمير موقع مثل فوردو
- تحليل ما قاله خامنئي ومكان تصوير فيديو رسالته للشعب وسط ضربا ...
- تحديث مباشر.. صور مواقع سقوط صواريخ إيران في إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف المفاعل النووي في أراك الإيران ...
- البرازيل: السكان الأصليون يحتجون على بيع الحكومة آبار النفط ...
- مدير عام نجمة داوود الحمراء ينفي وجود تسرب مواد خطرة في مستش ...
- بانون يحذر من هجوم أمريكي على إيران: مغامرة قد تمزق الولايات ...
- بعد ساعات من التحذير.. اسرائيل تستهدف منطقة المفاعل النووي ف ...
- ترامب وخطأ استبعاد بوتين من مجموعة الثماني
- عندما اشترت أمريكا مواد نووية من عدوها!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المثقف و السياسة في المغرب المعاصر.