نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 02:00
المحور:
المجتمع المدني
في صباح هذا اليوم ذهبت الى منطقة باب الشرقي , لشراء بعض الحاجات , ويعتبر باب الشرقي مركزا تجاريا بسبب التنوع ابتداءا من الملابس وانتهاءا بالخضراوات , فكل ما يخطر في بالك تجده في " هذا السوق , بالمصادفة سمعت صياح وعويل , وتجمع بعض المارة , شدني الفضول ان اعرف سبب هذا الصياح , واذا برجل خمسيني من العمر , اشيب الشعر , مستلقي على الارض متوسلا لاثنان بعدم ضربه وان يتركوه بحال سبيله , فتدخلت لاعرف السبب , تبين ان الرجل " لص " والرجلان هم اصحاب متجر للتسوق , وقد سرق اللص بعض الاشياء المنزلية من متجرهم , فتابعاه الى ان امسكاه بالقرب مني .. لا اكذب عليكم ان قلت لكم ان هذا "اللص" اشفقت عليه ؟ ومنعت الرجلان من ضربه ! , فعلامات القهر والوهن والعوز في وجهه . نعم انه لص ويجب ان يعاقب , ولكنه اخذ نصيب من المشتائم التي تساوي حياته , وهذا اعتبره كاف للعمل الذي اقترفه , بعد سحبه من يدي خارج دائرة الرجلان بكى لي وقال : ما سرقته هو من اجل اطعام عائلتي , فانا بعوز شديد للمال , و احدى ساقاي مبتورة , واني ارتكز على رجل اصطناعية , وكم من المرات حاولت العمل فلا احد يقبل بي ..
فحالة هذا الرجل , ذكرني بالفقراء , وخاصة النساء الارمال , فكم من ارملة بحاجة الى من يعينها , وكم من يتيم , لا احد يساعده ماديا , لديمومة حياته , وكم من عائلة فقيرة تسكن في ايجارات رغما عنهم ولا من معيل لهم .
حالة هذا الرجل , ذكرتني بحكومتنا البطلة , التي تركت الكثير من القوانين لصالح الفقير , حكومتنا العتيدة ثرية على حساب المواطن المسكين .
مليارات الدولارات تذهب لشراء الاسلحة , والعراق غير مستقر , مليارات تسرق في وضح النهار , والفقير يزداد فقرا , كنت اتمنى بدل كل هذا ان تبنى المستشفيات , وتبنى المدارس على غرار مدارس العالم الجديد , كنت اتمنى انشاء صندوق لدعم الفقراء والارامل , وان يكون مسؤول عن هذا ناس تعرف قيمة عذابات اليتامى والارامل ..
لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي !!
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟