أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة أبوديكار - يوسف عبدلكي.. والفن السياسي














المزيد.....

يوسف عبدلكي.. والفن السياسي


أسامة أبوديكار

الحوار المتمدن-العدد: 5522 - 2017 / 5 / 16 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوسف عبدلكي.. والفن السياسي
أسامة أبوديكار
ابن القامشلي، المدينة الجميلة الهادئة، كما وصفها، المدينة التي وُجدت بقرار سياسي في ظل الاستعمار الفرنسي، والتي عاش فيها قرابة الخمسة عشر عاماً، له فيها ذكريات، يعشقها كما كانت منذ زمن، وليست كما هي اليوم حين اقتحمتها العشوائيات، هو لا يريد العودة اليها اليوم حتى لا تختلط ذكراها الجميلة في رأسه.
فنان مرهف الاحساس انخرط بالسياسة منذ شبابه، فتم اعتقاله لمدة عامين في الفترة 1978-1980، على خلفية عمله مع رابطة العمل الشيوعي، وبعد خروجه بسنوات عمل عدة أعمال فنية أسماها "أشخاص"، اختار هذا الاسم الحيادي لكي لا يُعتبر انتقاماً أو ثأراً، فهذا الفكر يرفضه ويعتبره بدوياً ثأرياً، ففي هذه الأعمال اختار ثلاثة أشخاص وألبسهم نياشين وأوسمة وأوشحة، فيها دلالات تشير الى العسكر وغير العسكر، اعتبرها تصفية حساب مع فترة السجن، ولم يحقد فيها على السجّان أو جلاديه، فقد اعتبرهم ضحية نظام سياسي وفكر قمعي.
وفي لوحته الجميلة والشهيرة" السكين والعصفور"، تنبأ بما يحدث اليوم وأعلن فيها انتصار القاتل على القتيل، فقد رسمها قبل بدء الثورة السورية، وقبل أن تدور رحى الحرب الشرسة وتحرق الأخضر واليابس وتهدم الحجر والبشر، وأكد فيها بأننا محكومون دائما بالثنائيات، بين القسوة والشراسة والعنف من جهة، وبين الوداعة والإنسانية والرقي من جهة أخرى، بين نظام قمعي يستخدم كل ما ملكت خزينته من أسلحة دمار ووحشية، وبين شعب خرج وله مطالب سلمية محقة ومشروعة، من جهة أخرى.
أما معرضه في بيروت قبل عامين، فكانت لوحة ام الشهيد هي الأبرز والأقوى، هي لوحة تختصر المشهد السوري ومأساته، فلا عنف يوازي أو يضاهي قتل متظاهر سلمي دون سلاح، مطلبه الحرية والكرامة، فالأم التي لديها ثلاثة أولاد وقد خرج أحدهم للمشاركة في مظاهرة، وعاد إليها جثة هامدة، كيف يمكن وصف هذا العنف، وكيف تمكن مجابة آلة قتل لا ترحم؟
أما "عاريات"، معرضه الأخير في دمشق بين 15/ 12/ 2016 و 15/ 1/ 2017 وتم تمديد قترة المعرض اسبوعاً إضافياً بعد الاقبال عليه، وبعد الانتقادات التي وُجهت الى يوسف بسبب المعرض والصور ومكان إقامته، فكان فيه رسائل عديدة من يوسف الفنان، ويوسف السياسي.
فقد أراد إعادة إحياء الفن على أصوله، ورسم الجسد العاري الذي كان هذا الاسلوب معمولاً فيه سابقاً، بل هو منذ بدء ظهور الانسان في الكهوف، وعلى أيام الفراعنة والاغريق واليونانيين، والرومان وغيرهم.. الخ.
هو فن قديم إذاً.. لكن تم قمعه بعد ظهور المتشددين من شيعة وسنة، وخاصة بعد استلام الثورة الاسلامية في إيران، وحملة التشيع التي سادت البلدان العربية، وقابلها تطرف سنّي بمجابهة التمدد الشيعي المتطرف، فكان الفن أول الضحايا، ففي سورية تم إلغاء الرسم العاري منذ ثمانينات القرن الماضي والتغلغل الاسلامي المتطرف في أرجاء البلد والدولة، وتم منع تدريس هذا الفن في كليات الفنون الجميلة.
فكان معرضه صرخة بعد عدة عقود على هذا الفكر المتطرف، وضد الفكر المتشدد الذي يحاول السيطرة اليوم على سورية، فلاقى معرضه انتقادات من معارضين في الخارج، اعتبروا معرضه مصالحة مع النظام، وإعطائه شرعية كما اتهموه.
لكنه أكد ان هذه الاتهامات هي عامل نفسي لمن انخرط في الثورة ويرفض الاعتراف بعدم وجود ثورة أو فشلها حالياً على الأقل، ومن جهة ثانية قال بأن بعض منتقديه هم ممن ركبوا موجة الثورة ومن المستفيدين منها، وسوف يتضررون بوقف الحرب الدائرة على الأرض السورية، فما يحدث اليوم لا علاقة له بالثورة أو بمطالب السوريين.
لذلك الحياة يجب أن تستمر ويوجد داخل البلد أناس يستحقون الحياة، ويستحقون العمل لأجلهم، فهم مناضلون حقيقيون رفضوا المغادرة ولأي سبب كان.
واعتبر أيضاً أن أي نشاط ثقافي أو فني لا يستفيد منه النظام أو أي فصيل مسلح ارهابي، هو نصر للإنسانية والمواطنة، نصر للحياة والبقاء.



#أسامة_أبوديكار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الرياض.. والفرصة الأخيرة
- الإرهاب.. والتقصير الأمني في السويداء
- البوصلة - الدرزية- عروبية فقط..
- إنقاذ سورية ليس بالمعجزة..
- أمّة اقرأ.. يجب أن تقرأ
- هل تشهد سورية مرحلة جديدة..
- اسرائيل.. والبوصلة العربية
- لا تنتظروا غودو تعالوا إلى كلمة.. سواء!!
- -الجهاد-.. وذبح مدنية السوريين!!
- سويداء الوطن.. لكل أبناء الوطن
- الكارثة الوطنية.. وسياسة العض على الأصابع!!
- الدبلوماسية العالمية.. اتقي الله بدماء السوريين!!
- نحو أفق سوري جديد..
- بين النظام والمعارضة.. الشعب هو الضحية
- لمصلحة سوريا.. المبادرة و صناديق الاقتراع
- الإعلام.. بين الدعاية.. والخبر.. والإشاعة
- لا بيض في السلّة السورية المجلس الانتقالي و صياح مؤتمر استا ...
- سقوط الأقنعة
- حين تسبق الشعوب أحزابها ومثقفيها؟!
- هل نتعلم من آسانج شيئاً؟!


المزيد.....




- شاهد احتجاج سكان البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس في إيطاليا ...
- كيف حقق جهاز الموساد الإسرائيلي اختراقات في إيران منذ سنوات؟ ...
- تراشق كلامي بين ترامب وماكرون بشأن الحرب الإسرائيلية الإيران ...
- إليكم أين تقف ترسانة إيران العسكرية مع استمرار الصراع مع إسر ...
- كندا والهند تتفقان على استئناف العلاقات الدبلوماسية
- -عمود شبحي- تحت سلطنة عُمان!.. ظاهرة جيولوجية نادرة
- نائب الرئيس الإيراني: الأوضاع في المنشآت النووية طبيعية رغم ...
- مسيرة إسرائيلية تلقي نقودا مزيفة تحمل -ألغازا لحزب الله- جنو ...
- -واشنطن بوست-: 10 أيام وتنفد الصواريخ لدى إسرائيل.. فماذا ست ...
- أغنية روسية في مقطع فيديو على حساب ماكرون الرسمي في تيك توك! ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة أبوديكار - يوسف عبدلكي.. والفن السياسي