أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة أبوديكار - إنقاذ سورية ليس بالمعجزة..














المزيد.....

إنقاذ سورية ليس بالمعجزة..


أسامة أبوديكار

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنقاذ سورية ليس بالمعجزة..
أسامة أبوديكار
تذكر إحدى الأساطير، أن سكان روما اختلفوا يوماً فيما بينهم، وتنازعوا وتقاتلوا، تصارعوا وتشابكوا، إلى أن انقسمت روما بينهم إلى قسمين، حيث يدّعي كل قسم منها أنه روما الأصلية والحقيقية، فهل كان الخلاف بينهم عميقاً لدرجة وصولهم إلى هذا الانشطار، وأصبح كل شطر منها يفكر بالقضاء وتدمير الشطر الآخر، وأصبحوا يستعينون بالغريب لتخليصهم من بعضهم البعض؟!.
أهالي روما الحقيقيين والأصليين، أخذوا يتفكرون فيما بينهم، هل يستطيعون العيش مجدداً مع بعضهم؟!، وهل يستطيع شطر منها الاستغناء عن الشطر الآخر؟!، فقد أصبح صاحب القرار في الشطرين غريباً عن البلد، وبدأ الغريب بإفراغ روما من أهلها الأصليين، والعمل على تعميق الفتنة بينهم، وبدأ أهل روما يفكرون بشكل جدّي وحقيقي إن كانوا يستطيعون يوماً أن يعودوا كما كانوا؟! ويبحثون عن السبب الحقيقي لِما جرى لمدينتهم، فعادوا إلى رشدهم، فأُنقِذت روما، وطُرد الغريب منها.
هذا ما ترويه الأساطير عن مدينة أهلها انقسموا وقاتلوا بعضهم، ثم عادوا وأنقذوا مدينتهم، فلماذا لا نعمل مثل أهل روما، ويعود السوريون لرشدهم؟!، وينقذوا شآمهم؟!.
فبعد أربعة أعوام من الدمار والقتل والتهجير، والتكفير والتخوين، وبعد أن عبث الغرباء بهذه البلد، وانقسم الناس فيما بينهم، فالمشاهد لا تنفصل في حيثياتها عن بعضها البعض.. والمؤشرات السلبية لتطورات المنطقة تشير إلى عُمق الشرخ الديني والمذهبي، ولا أعتقد أنها مشاهد ومؤشرات عفوية.. فمشهد طرد مسيحيي الموصل من العراق، وهم السكان الأصليون لهذا البلد، وتركيز وسائل الإعلام على أن القتل يجري على الهوية الدينية والمذهبية، وإثارة تصفية الثارات القديمة التي يمتد عمرها لأكثر من ألف عام.. ثم ظهور دولة الخلافة في العراق وامتدادها نحو سورية، وخروج الشمال السوري عن سيطرة الدولة أو النظام.
كذلك آبار النفط السورية التي أصبحت بيد المسلحين المتطرفين، والحديث عن قرب معركة الجنوب، أو دمشق.. وتجمعات المسلحين في الجنوب السوري بشكل كبير، شرق محافظة السويداء في منطقة الأصفر، وغربها، والتساؤل عن كيفية دخولهم.. وتجمعهم بتلك الأعداد الكبيرة.. وما هي أهدافهم؟!.
فهل ينتظر الجنوب السوري مصيراً يشابه مصير الشمال السوري؟!..
إذاً.. سيبقى الحديث عن طول الأزمة.. واستمرار الكارثة.. والأخطر خطورة عن مشاريع التقسيم في المنطقة، التي لم يعد الحديث عنها يجري تحت الطاولة، وعن مؤتمرات طائفية تجري في دول الجوار، لبحث مصير تلك الطوائف، تمهيداً لإطلاق الدويلات الدينية.
تلك مؤشرات يجب أن يتنبّه لها السوريون، وعليهم أن يصحوا إلى أي مصير بائس هم ذاهبون، إن لم يسارعوا لإنقاذ سوريتهم وشآمهم، كما فعل أهل روما، فسورية أغلى من الجميع.. فليرحل عن سورية كل من لا يريد للشآم خيراً، فقد لحقها من الدمار الكثير الكثير.
علينا كسوريين أن نفتش عن طريقة للعيش معاً كما كنا في التاريخ السوري، الذي هو أكبر وأعمق وأقدم بكثير من كل الأديان والمذاهب والحكّام.
أسطورة روما، كما وردت في التاريخ، أنهت مأساة روما وأهلها، فمتى نصحو لحقيقة الكارثة والمعاناة السورية؟، فما قد يكون أسطورة بالأمس.. يجب أن يصبح حقيقة ماثلة أمام أعيننا اليوم.
فسورية تحتاج إلى خطاب عقلاني، يؤكد على الثوابت الوطنية السورية.. إلى خطاب مدني.. تكون المواطنة فيه من حق كل السوريين، وهذا ليس بمستحيل..
وليس بأسطورة.



#أسامة_أبوديكار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمّة اقرأ.. يجب أن تقرأ
- هل تشهد سورية مرحلة جديدة..
- اسرائيل.. والبوصلة العربية
- لا تنتظروا غودو تعالوا إلى كلمة.. سواء!!
- -الجهاد-.. وذبح مدنية السوريين!!
- سويداء الوطن.. لكل أبناء الوطن
- الكارثة الوطنية.. وسياسة العض على الأصابع!!
- الدبلوماسية العالمية.. اتقي الله بدماء السوريين!!
- نحو أفق سوري جديد..
- بين النظام والمعارضة.. الشعب هو الضحية
- لمصلحة سوريا.. المبادرة و صناديق الاقتراع
- الإعلام.. بين الدعاية.. والخبر.. والإشاعة
- لا بيض في السلّة السورية المجلس الانتقالي و صياح مؤتمر استا ...
- سقوط الأقنعة
- حين تسبق الشعوب أحزابها ومثقفيها؟!
- هل نتعلم من آسانج شيئاً؟!
- حنين زعبي وهيلين توماس امرأتان.. وذاكرة العرب المثقوبة
- فضائية الجزيرة.. بالعبري!!
- العيد العالمي لحرية الصحافة شجون وكآبات عربية
- الانتخابات العراقية.. وأمجاد داحس والغبراء


المزيد.....




- -كمين في الظلام-.. كيف استخدمت باكستان -السرّ الصيني- لإسقاط ...
- ألمانيا تطالب إسرائيل بضمان إيصال المزيد من المساعدات إلى غز ...
- هل يمكن احتواء التوتر بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس ...
- ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار
- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة أبوديكار - إنقاذ سورية ليس بالمعجزة..