أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - منير ابراهيم تايه - زوابع يوسف زيدان...؟؟!!















المزيد.....

زوابع يوسف زيدان...؟؟!!


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5521 - 2017 / 5 / 15 - 11:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


الحديث عن العظماء في التاريخ حديث يشحذ الهمم ويشعر المرء بالفخر واليقين، ومن هؤلاء الاعلام وقادتها من وضع بصماته في التاريخ، فكان له الدور الكبير بعد الله عز وجل في رفعة الإسلام والمسلمين وعودة الأمة إلى عزها ومجدها سواء من الناحية السياسية أو من الناحية الشرعية، أوقف زحف الصليبيين وهزمهم ورد بلاد المسلمين لاسيما بيت المقدس إلى حوزة المسلمين، وفي نفس الوقت قضى على الدولة الباطنية في مصر وهي الدولة الفاطمية العبيدية الرافضية، وتلك من أجلّ الأعمال في حياته، انه الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان مؤسِّس الدولة الأيوبية في مصر والشام، فارس نبيل، وبطل شجاع، وقائد من أفضل مَنْ عَرَفتهم البشرية، وشهد بأخلاقه أعداؤُه من الصليبيين قبل أصدقائه وكاتِبُوا سيرته، إنه نموذج فذٌّ لشخصية عملاقة.
أن تكتب عن صلاح الدين الأيوبي فهذا امر شاق رغم كونها تجربة رائعة في موضوعها، فربما لم يطلع قارىء عربى او مسلم على سيرة أحد من الناس كما أطلع على سيرة الناصر صلاح الدين أيقونة الجهاد الاسلامى.. فهذه الشخصية لم تتكرر حتى الان على الرغم من مرور مئات السنين على توقف نبضات قلب صاحبها.
لقد قرأت للشيخ الطنطاوي رحمه الله، كيف ان السلطان عبدالحميد الثاني حينما زار قبر صلاح الدين، أخذ اكليلا من الزهور وقال: "هذا لك..يا سيد أبطال العالم! " ..
مُبهر بطريقه ليس لها مثيل، كريم حتى مع الد الاعداء ، يحمل معنى الرجولة والاخلاص كما لم يحمله احد ، قائد عظيم وشخصية تميزت برصيد اخلاقي كبير من الشجاعة والكرم والوفاء والتسامح والحلم والعفو والعدل والمروءة لم ولن يعلم التاريخ مثله، ومن الطبيعي أن يهتم المؤرخون بالقامات الكبيرة في أممهم، ومن ثم يسعون إلى الكتابة عنها، إشادة بإنجازاتها وحرصا على تخليد ذكراها..
يقول امين معلوف صاحب كتاب "الحروب الصليبية كما رآها العرب": "وإذا كان صلاح الدين قد فتح القدس فما ذاك لأجل المال ولا حتى الانتقام. لقد سعى على الأخص إلى القيام بما يفرضه عليه ربه ودينه. وانتصاره أنه حرر المدينة المقدسة من نير الغزاة من غير حمام دم ولا تدمير ولا حقد، وسعادته هي أن يستطيع السجود في هذه الأمكنة التي لولاها لما استطاع مسلم أن يصلي فيها، فقد كانت حروب صلاح الدين ذات أهداف سامية وغايات رفيعة.
وعلى الرغم من كونه خصما عنيدا للغرب المسيحي في زمن الحروب الصليبية، الا ان اسطورته في الوعي الجمعي الاوروبي تعد مثالا نادرا واستثنائيا، فانبهار اوروبا بصلاح الدين الايوبي عميق الجذور، ظل نموذجا للفارس الشهم الي تتجسد فيه اخلاق الفروسية بالمفهوم الاوروبي، والمؤكد ان نمو اسطورة صلاح الدين قد حدثت في الغرب وليس في الشرق، وايا كان السبب وراء شهرة صلاح الدين فمن الحق القول انه لم يحدث ان تعلقت مخيلة الاوروبيين بشخص مسلم قدر تعلقها بصلاح الدين الايوبي، ان تفوقه على معاصريه اقر به اعداؤه الصليبيون حتى في فترة العصور الوسطى في اوروبا.
ولكن... ما الذي جعل من صلاح الدين اكثر الزعماء المسلمين تكريما في عيون الغرب؟
من الواضح ان صلاح الدين كان يمتلك اصدقاء حقيقيين بين الفرسان الصليبيين، وحظي باحترام كبير من قبل ريتشارد قلب الاسد وريموند صاحب طرابلس وان الكرم الذي اظهره عقب انتصاره في حطين قد نال من اعجاب الصليبيين، من الممكن ان كل هذه الحقائق قد تسرب الى الصورة الاسطورية لصلاح الدين ولكن هذا لا يفسر ما الذي جعل من صلاح الدين اسطورة في عيون الغرب، ربما لان صلاح الدين هو من استولى على القدس، المدينة التي تشوق الغرب المسيحي لاستعادة السيطرة عليها بعد خمسة قرون من الزمن، والان بعد انتزعوها من ايدي المسلمين بفضل جهد فوق طاقة البشر، وسيطروا عليها فترة وجيزة من الزمن عادت الى ايدي المسلمين مرة اخرى، من المؤكد ان سقوط القدس بايدي المسلمين امرا لم يتحمله الغرب المسيحي، وكان من الدفاع الطبيعي بالنسبة لهم التأكيد بأن الرجل الذي هزمهم لم يكن رجلا عاديا، لقد خسروها امام خصم استثنائي وغالبا خارق للمألوف لا بد ان يكون وسيلة اخف وطأة لاحتمال ذل الهزيمة....
قال عنه المؤرخ الإنجليزي أميروتو "بعد الحرب الصليبية الثانية مرت فترة لم تقم أوروبا خلالها بأي نشاط عسكري ضد المسلمين، وفي هذه الأثناء حدث أكبر حادث في تاريخ الحروب الصليبية وهو ظهور صلاح الدين الأيوبي، وبينما كان المعسكر الإسلامي يقوَى بهذا البطل كان معسكر الصليبيين ينهار، فقد كانت الإمارات اللاتينية في سوريا وفلسطين تعيش في أتعس الظروف التي يخلقها النظام الإقطاعي، ومال المحتلون إلى الدعة يومًا بعد يوم، ونسوا ما تتطلبه حياتهم كغاصبين من مهام ومسئوليات، أما المعسكر الإسلامي فقد حصل في هذه الأثناء على مكانةٍ حققها له القائد الجديد الذي كان أعظم شخصية سياسية وعسكرية عرفها عصر الحروب الصليبية، ليس فقط في بطولته الحربية، بل في صفاته الشخصية التي تضعه في القمة بين العظماء والمصلحين في تاريخ العالم.. لقد كان صلاح الدين يعرف أهدافه الحربية، ويجيد التخطيط لها، وكان من رُعاة العلوم والمعارف، وكان مثالاً طيبًا في الوفاء بالوعد والشهامة والكرم، وعلى النقيض من كفاءته ومن صفاته كان يتسم معاصروه من الحكام الصليبيين للولايات اللاتينية، الذين كانوا همجًا وبرابرة".
من ريتشارد قلب الأسد إلى صلاح الدين
من ريكاردوس قلب الأسد ملك الإنجليز "هو ريتشارد قلب الأسد" ، إلى صلاح الدين الأيوبي ملك العرب أيها المولى : حامل خطابي هذا ، بطل صنديد ، لاقى أبطالكم في ميادين الوغى ، وأبلى في القتال البلاء الحسن . وقد وقعت أخته أسيرة ، فساقها رجالكم إلى قصركم وغيروا اسمها . فقد كان اسمها ماري فأطلق عليها اسم ثريا . وإن لملك الإنجليز رجاء يتقدم به إلى ملك العرب ، وهو إما أن تعيدوا إلى الأخ أخته ، وإما أن تحتفظوا به أسيرا معها ، لا تفرقوا بينهما ، ولا تحكموا على عصفور أن يعيش بعيدا عن أليفه. وفيما أنا بانتظار قراركم بهذا الشأن ، أذكركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب ، وقد سمعته من صديقي الأمير حارث اللبناني وهو "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، فكان جواب السلطان الناصر صلاح الدين : من سلطان المسلمين صلاح الدين الى ريكاردوس ملك الإنجليز أيها المولى : صافحت البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولا إلي ، فليحمل اليكم المصافحة ممن عرف قدركم في ميادين القتال . وإني لأحب أن تعلموا ، بأنني لن أحتفظ بالأخ أسيرا مع أخته ، لأننا لا نبقي في بيوتنا إلا أسلاب المعارك . لقد أعدنا للأخ أخته . وإذا عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب ، فلكي يعمل ريكاردوس بقول عيسى : فرد أيها المولى الأرض التي اغتصبتها إلى أصحابها ، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام...
كانت العلاقة بين صلاح الدين الأيوبي وريتشارد مثالا للفروسية والاحترام المتبادلين؛ رغم الخصومة العسكرية، فحين مرض ريتشارد بالحمى أرسل إليه صلاح الدين طبيبه الخاص، كما أرسل إليه فاكهة طازجة وثلجا لتبريد الشراب، وعندما فقد ريتشارد جواده في أرسوف أرسل إليه صلاح الدين اثنين، ومن المعروف أن صلاح الدين وريتشارد لم يلتقيا أبدا وجها لوجه، وكان التواصل بينهما بالكتابة أو بالرسل...
يقول المؤرخ الانكليزي مالكم كاميرون بأن “صلاح الدين هو بحق نابليون كردي وكان قائدا لايقل عن نابليون في الجدارة والطموح لقيادة العالم الشرقي"
خلال الحقبةٍ التاريخيّةٍ الممتدة من ( 1096- 1291م) كان العنف الدموي يسيطر على مشهدها العام وهي ماعرف فيما بعد بفترة "الحروب الصليبية" التي امتدت مئتا عامٍ، كان الصدام بين الغرب الغازي والعالم الإسلامي في أوجه ، وفيه أُبيد سكانُ مدنٍ بأسرها وارتُكبت فظاعاتٌ بحق المدنيّين، حيث وصل الأمر إلى درجة أكل لحم الوثنيّين "المسلمين" من قبل بعض الغزاة المتعصبين وهو ما ذكره المؤرخ الفرنسي "راول دي كين" المرافق للحملات الصليبية، مما أنتج ردّة فعلٍ عنيفة من المسلمين عندما كانت ترجح كفتهم بعد معركةٍ ما، في هذا الجو المشحون بالكره والحقد والتفنّن بالقتل من قِبَل الطرفين، وإن كان بمستوياتٍ متفاوتة بينهما، تظهر شخصية سمحة تدعى صلاح الدّين الأيّوبي، وتتفوّق على كلّ القادة الذين كانوا يحكمون المنطقة آنذاك، بمعاملته الحسنة للمغلوب، فهو الذي سمح للفرنجة بالخروج من القدس سالمين بأموالهم وأرزاقهم ضامنا حقّهم بالعودة للحجّ فيها وقت شاؤوا، وبإمكانكم أن تتصوّروا مشهد بطريرك القدس وهو يخرج من المدينة جارّا خلفه قافلة من الذهب دون أن يتعرض له أحد...
إن استقراء التاريخ أمر ضروري، نعم ، لقد كان صلاح الدين عبقرية فذة، وصاحب مشروع حضاري ويمكننا الاستدلال على ذلك من خلال ما يلي:
1- عدم حصر جوهر الصراع بين الشرق الإسلامي والغرب الصليبي وفق النظرة الدينية فحسب، لذلك نرى اشتراك غير المسلمين أيضا في حروبه ضد الصليبين وذلك يدل على كون الصراع حضاريا. وإن صلاح الدين قد اعتمد مبدأ التوازن الاستراتيجي مع الغرب فسخر كل الإمكانيات في سبيل ذلك وحشد كل الجهود لإحراز النصر.
2- براغماتية صلاح الدين وتغليبه مبدأ المصلحة العليا، وابتعاده عن الأنانية والسطوة، وحب الاستحواذ كما كان معروفا عنه عدم لجوئه إلى القتل والدموية وسفك الدماء حتى أن احد الكتاب الأوربيين المشهورين "ألبير شاندور "ألف كتابا سماه "صلاح الدين الأيوبي – البطل الأنقى في الإسلام".
3- ولعه واهتمامه بإنجاز نهضة علمية وعمرانية واسعة، فقد بنى المدارس والبيمارستانات ودور العلم الديني والدنيوي.
ان محاولات التشكيك وعدم الاعتزاز والنيل من قائد مثل صلاح الدين الايوبي ما هو الا نيل من عقيدته لا من شخصه، ويبدو أن صاحب "عزازيل" و"النبطي" قد أصيب ب"جنون العظمة" وما تفوه به عن شخص صلاح الدين ليس له محل من الاعراب اذ يحسب على آراء العوام من الناس وللعوام فيما يقولون مذاهب، ولكن ليس له الحق في أن استعمال كلمات بذيئة بحق شخصية عظيمة وما بذاءاته واساءاته تلك الا لكي يلحق بغبار احذية جند صلاح الدين... ويبدو بالفعل أن صلاح الدين الأيوبي لا يستحق أن يكتب فيه إلا الكبار، أما الصغار فلينشغلوا بما يناسب مستواهم....



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة على حافة الهاوية
- صناعة الوهم؟!!
- العبودية التلقائية
- صناعة الوعي
- موسم الهجرة الى الشمال... والتخلي عن الذات
- في مديح الموت وذم انقطاعاته
- اللغة العربية الضائعة في جاهلية اهلها
- صناعة العزلة؟
- الهوية الحائرة... تغريبة -الحسن الوزان- او -ليون الافريقي-
- بوصلة السماء
- هل الاسطورة هي الخرافة؟
- في بلد العميان
- هوس الكتابة.. وطقوس لا تخلو من الغرابة؟!
- أدباء وشعراء -منحوسون- واحلام على قائمة انتظار -نوبل-؟!
- وعد بلفور.. بيت العنكبوت الذي صار حصنا
- من هم البرابرة*؟
- -الساعة الخامسة والعشرين- عرت الوجه الحيواني للانسانية
- --الغابة النرويجية- للياباني هاروكي موراكامي اليابان بين نقد ...
- تصريح -بلفور- وعد ام عقد مشاركة؟
- صناعة الغباء والتلاعب بالعقول؟


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - منير ابراهيم تايه - زوابع يوسف زيدان...؟؟!!