أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- حماس الوجه الآخر لفتح














المزيد.....

بدون مؤاخذة- حماس الوجه الآخر لفتح


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 14:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


من يقرأ وثيقة حركة حماس، التي أعلنها السّيّد خالد مشعل -رئيس المكتب السّياسيّ للحركة- مساء الأول من أيّار-مايو- 2017، سيجد أنّ الحركة تعيد تجربة حركة فتح، رغم كلّ الشّعارات البرّاقة التي تحتويها الوثيقة، وعندما ذكر السّيد مشعل في مؤتمره الصّحفيّ أن قيادة الحركة اجتمعت تسع ساعات مع خبراء في القانون الدّوليّ، لم يكن ذلك عبثا، وإنّما يحمل في طيّاته رسائل لعدّة أطراف اقليميّة ودوليّة، تشير أنّ الحركة تستجيب لمتطلّبات الأمم المتّحدة، والدّول ذات التأثير في تقرير السّياسات الدّوليّة، والشّروط التي كانوا يضعونها لتلبّيها حمّاس حتّى يمكنهم التّعامل معها.
وواضح أنّ حركة حماس وبعد ثلاثين عاما من انطلاقتها، وبعد تقديم آلاف الشهداء والجرحى قد أدركت الفوارق بين الحقّ المطلق، والحقّ الواقع، ضمن فهم السّياسة التي هي "فنّ الممكن". وهذا ما أدركته حركة فتح قبل أكثر من أربعين عاما، وللتّذكير فقط فإنّ تمترس حركة حماس حول شعارات دينيّة، هو نفس ما كانت تفعله فتح عندما كانت تريد استقطاب الجماهير على حساب التّنظيمات الفلسطينيّة اليساريّة، التي لم تكن يوما ضدّ الاسلام، وليت حماس استفادت منذ البداية من تجربة فتح، واستغنت عن مرجعيّاتها الاخوانيّة، ووفّرت كلّ هذه الخسائر البشريّة والمادّيّة. وبالتّأكيد أيضا فإنّ حركة حماس لم تكن يوما بعيدة عن تعليمات القيادة الدّوليّة لحركة الاخوان المسلمين، وتعليمات المرشد العامّ، وأنّ حركة الاخوان المسلمين بدأت تتغيّر هي الأخرى خصوصا بعد الضّربات الموجعة التي تلقّتها في مصر وغيرها، ونتيجة للضّغوطات التي تتعرّض لها من رعاتها في المنطقة، الذين هم أنفسهم يتعرّضون لضغوطات اقليميّة ودوليّة.
ومن المؤكّد أنّ قبول حماس بدولة فلسطينيّة على الأراضي التي احتلت في حرب حزيران 1967 العدوانيّة، يحمل في طيّاته القبول بحلّ "الدّولتين لشعبين"، ويعني اعترافا بدولة اسرائيل، رغم تأكيد وثيقة حركة حماس على عدم الاعتراف باسرائيل، ومن بدهيات السّياسة أنّ الدّولة الفلسطينيّة لن تُقدَّم للفلسطينيّين على طبق من ذهب، بل من خلال اتّفاقات وضمانات دوليّة، ستضمن حقّ دولة اسرائيل في الوجود قبل ضمان الدّولة الفلسطينيّة، بل إنّ اسرائيل دولة قائمة منذ تسعة وستّين عاما، وتسيطر على أراضي فلسطين التّاريخيّة كاملة منذ خمسين عاما، وترفض حتّى الآن إقامة دولة فلسطينيّة. أمّا بالنّسبة لحقّ اللاجئين في العودة، فقد نصّت عليه قرارات الشّرعيّة الدّولية، بل إنّ قرار 242 الصادر في نوفمبر 1967، بعد حرب حزيران، نصّ على "إيجاد حلّ عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيّين حسب قرارات الشّرعيّة الدّوليّة".
ومن يقرأ وثيقة حماس آنفة الذّكر، ويعود بذاكرته إلى أدبيّات حركة فتح منذ نشأتها بداية العام 1965، سيجد أنّ حركة حماس مرّت بنفس التّغييرات والتّحوّلات التي مرّت بها حركة فتح. وقيادة حماس ومفكّروها لم يكونوا مغيّبين يوما عن نهج حركة فتح، لكنّهم كانوا يرون في حركة فتح منافسا آيدولوجيّا قويّا، ينازعهم في اكتساب الحراك الجماهيري والشّعبي الفلسطيني، وفي الاستحواذ بالسّلطة، ومن باب "المتشابهان متنافران" اختارت حماس الاختلاف الذي وصل مداه في انقلاب عام 2007 الذي فصل قطاع غزّة عن توأمها السّياميّ في الضّفة الغربيّة، لكن كما يقول المثل:"أن تأتي متأخّرا خير من أن لا تأتي" خصوصا وأنّ قطاع غزة يقف على حافّة الانفجار تحت حكم حماس. مع التّأكيد على أنّ الموقف السّياسيّ الجديد لحركة حماس، يشكّل مدخلا واسعا لإعادة توحيد الصّفّ الفلسطينيّ، وهذا ما يتمناه كل فلسطينيّ أصيل.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- عندما تجلد الضحية ذاتها
- بدون مؤاخذة-عندما يصبح الموت خيارا
- بدون مؤاخذة- طلبات الأسرى الفلسطينيين حق انسانيّ
- طير بأربعة أجنحة والمراهقة
- رنين القدس في حرام نسبي
- بدون مؤاخذة- الارهاب باسم الله
- أحمد دحبور يلتحق بالرّاحلين الكبار
- بدون مؤاخذة- التاريخ العربي يعيد نفسه مرّات
- بدون مؤاخذة-إعادة تقسيم المنطقة العربيّة قيد التنفيذ
- لندوة اليوم السّابع طموحات كبيرة
- ندوة اليوم السّابع مرّة ثالثة
- ندوة اليوم السّابع مرّة أخرى
- ندوة اليوم السابع لا تعتب على أحد
- قلب مهند الصباح حيث ولد الآباء والأجداد
- ديوان -على أشرعة السّحاب-في اليوم السابع
- في مئويّة الشّاعرة فدوى طوقان
- حروف نعيم عليان على أشرعة السّحاب
- بدون مؤاخذة-دعوة ترامب للرئيس عباس
- على شفا قيامة رفعت زيتون
- القدس في -حرام نسبي- بين الواقع والمتوقّع


المزيد.....




- السعودية.. توجيه من الملك سلمان بخصوص الأمير الراحل بدر بن ع ...
- زيلينسكي يحذر من فوز ترامب بالرئاسة وتخليه عن أوكرانيا
- تقارير عن مقتل 12 شخصاً في قصف إسرائيلي على ريف حلب
- انتشال جثتي شابين جرفتهما مياه نهر أوديني في إيطاليا
- حرب غزة: استمرار الهجمات الإسرائيلية على رفح ومباحثات لبلينك ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.06.2024/ ...
- خبير عسكري بريطاني: الجيش الأوكراني تنتظره كارثة بحلول نهاية ...
- الانتخابات في إيران تؤدي إلى إعادة تكتل الصقور
- بكين تكشف عن حالة -تجسس كبيرة- للمخابرات البريطانية بتجنيد ر ...
- سيناتور أمريكي: بايدن يسير وهو نائم نحو حرب نووية باتت أقرب ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- حماس الوجه الآخر لفتح