أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-دعوة ترامب للرئيس عباس














المزيد.....

بدون مؤاخذة-دعوة ترامب للرئيس عباس


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5461 - 2017 / 3 / 15 - 15:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة-دعوة ترامب للرئيس عباس
من البدهيّات السّياسيّة أنّ الدّعاية الانتخابيّة تختلف عن الموقف السّياسيّ الحقيقيّ لأيّ مسؤول، وهذا ما ينطبق على الرّئيس الأمريكي رونالد ترامب، الذي لم يعاقر السّياسة قبل ترشّحه للرّئاسة الأمريكيّة كممثّل للحزب الجمهوريّ، وترامب المعروف كرجل اقتصاد والمعروف بأنّه من اليمين المحافظ المتصهين في أمريكا، مدافع عن اسرائيل أكثر من قادتها، لكنّه أيضا كسابقيه ليس رئيسا مطلق الصلاحيّات، فأمريكا دولة قانون تحكمها المؤسّسات التي تقرّر سياساتها الخارجيّة بناء على مصالح الولايات المتّحدة الأمريكيّة نفسها. وبالتّأكيد فإنّ مصالح أمريكا في الشّرق الأوسط قائمة على اسرائيل قويّة وعرب ضعفاء، وقد ارتضى العرب ذلك دون نقاش، تماما مثلما ارتضت اسرائيل أن تكون قاعدة عسكريّة أمريكيّة متقدّمة في الشّرق الأوسط، ويلاحظ أنّ كلّ رئيس أمريكيّ -بمن فيهم باراك أوباما الذي اختلف مع حكومة نتياهو- يفاخر بأنّه قدّم مساعدات لاسرائيل أكثر من سابقيه، وبالطبع فإنّ الرّئيس ترامب ليس استثناء.
والرّئيس ترامب الذي أعلن في حملته الانتخابيّة أكثر من مرّة أنّه سينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس خلال 24 ساعة من تولّيه لمنصبه، ولم ينفّذ ذلك، كما أعلن عن عدم موافقته على حلّ الدّولتين، ودعمه للاستيطان اللا محدود في أراضي الدّولة الفلسطينيّة العتيدة، تراجع عن ذلك أيضا، وصار مع حلّ الدّولتين ومع تحديد الاستيطان.
فكيف يمكن تفسير اتصاله بالرّئيس محمود عبّاس ودعوته له لزيارة أمريكا للاجتماع به، وما نشر عن نيّته طرح صفقة كبيرة لحلّ الصّراع؟
وهنا لا بدّ من التّأكيد مرّة أخرى على أنّ الرّئيس الأمريكيّ لا يستطيع تقرير السّياسة الخهارجيّة الأمريكيّة دون الرّجوع إلى رأي عدّة مؤسّسات أمريكيّة مثل وزارتي الدّفاع والخارجيّة، ووكالة المخابرات الأمريكيّة "الس أي إيه"، وقد تكون المؤّسّسات الأمريكيّة أكثر وعيا وادراكا لمصلحة اسرائيل، من حكومة اليمين الاسرائيليّ التي يرأسها نتنياهو حاليّا، وتدرك أنّ التّخلي عن حلّ الدّولتين لن يكون في صالح اسرائيل، ولا في صالح حليفتها الكبرى أمريكا، وتدرك أيضا أنّ الشّرق الأوسط برمّته لن يشهد أيّ استقرار ما لم يتمكّن الشّعب الفلسطيني من حقّه في تقرير مصيره على أرضه وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس. وتدرك أيضا أنّ بقاء حالة اللاسلم واللا حرب كما هي الآن مستحيلة. وأنّ أيّ مسّ بالسّلطة الفلسطينيّة سيفجّر المنطقة برمّتها، خصوصا وأنّ العمل على خلق قيادات بديلة باء وسيبوء بالفشل.
ولا شكّ أنّ دعوة الرّئيس الأمريكي للرّئيس الفلسطينيّ جاءت قبل انعقاد مؤتمر القمّة العربيّة المزمع عقده في العاصمة الأردنيّة عمّان بأيّام قليلة، تحمل في طيّاتها رسائل للقادة العرب بأن لا يتّخذوا أيّ قرارات ذات أهمّيّة ولو كانت شكليّة بخصوص القضيّة الفلسطينيّة، كي لا يغضب"الأصدقاء" الأمريكيّون.
ويجب أن لا يغيب عن البال أنّ أيّ مسؤول في الادارة الأمريكيّة لم يدع لتطبيق قرارات الشّرعيّة الدّولية لحلّ الصّراع، بل سيترك ذلك للمفاضات بين الطّرفين! والطّرف الاسرائيلي لم تعد نواياه برفض حلّ الدّولتين والتّوسع الاستيطاني خافية على أحد، وما قبوله للعودة إلى المفاوضات إلا من باب العلاقات العامّة أمام الرّأي العام العالميّ، خصوصا وأنّ الحراك السّياسيّ الذي يقوده الرّئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس قد عرّى السّياسة التّوسّعية الاسرائيليّة أمام العالم، واكتسب مؤيّدين للحقوق الفلسطينيّة والاعتراف بالدّولة الفلسطينيّة.
ويبقى الرّهان على حلّ اقليميّ لصراعات المنطقة، خصوصا وأنّ روسيا قد عادت إلى لعب دورها العالميّ على السّاحة الدّوليّة، فهل ستفرض إدارة ترامب التي تعنى بالوضع الدّاخليّ الأمريكيّ حلّا بالتّوافق مع روسيا؟ وكل الاحتمالات قائمة حتّى وإن بدت بعيدة، فلا أخلاق في السّياسة، ولنتذكر تشّدّد زعيم الليكود السّابق مناحيم بيغن كيف وقّع اتفاقات كامب ديفيد مع مصر وانسحب من سيناء.
15-3-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شفا قيامة رفعت زيتون
- القدس في -حرام نسبي- بين الواقع والمتوقّع
- ليلى الأطرش ونساء على المفارق
- ثقافة الهبل- الطائفية الدّينيّة -مسلم مسيحي-
- ثقافة الهبل الاعلامي
- مبارك ليعقوب شاهين وأمير وعمّار
- سقوف الرّغبة وعودة الشيخ إلى صباه
- بدون مؤاخذة- أطماع اسرائيل التوسعية
- ترامب يطلق يد نتنياهو في الشرق الأوسط
- فراس حجّ محمّد والابداع
- ثقافة الهبل في التّعامل مع نصف المجتمع
- ثقافة الهبل-الهبل في علاج المرضى
- ثقافة الهبل- الاستهبال في فهم الحياة
- بدون مؤاخذة-الاستهبال تحت غطاء دينيّ
- بدون مؤاخذ-استهبال الحكام للشعوب والغطاء الدّيني
- بدون مؤاخذة-الاستهبال الدّيني والحروب
- بدون مؤاخذة- الاستهبال وتعطيل العقل
- بدون مؤاخذة: الاستهبال الدّيني مرّة ثالثة
- بدون مؤاخذة: الاستهبال باسم الدّين مرّة أخرى
- بدون مؤاخذة- الهبل والاستهبال باسم الدّين


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-دعوة ترامب للرئيس عباس