أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة: الاستهبال باسم الدّين مرّة أخرى















المزيد.....

بدون مؤاخذة: الاستهبال باسم الدّين مرّة أخرى


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 20 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة: الاستهبال باسم الدّين مرّة أخرى
يقول ابن خلدون في "المقدّمة": أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينيّة من نبوّة أو ولاية، أو أثر عظيم من الدّين على الجملة" وما يهمّنا هنا هو أنّ العرب يخضعون باسم الدّين، ولذلك نجد من تلفّعوا بعباءة الدّين، ونصبوا واحتالوا على الآخرين مستغلّين الإيمان الدّينيّ الفطريّ عند العامّة، فيحرّفون الفهم الصّحيح للدّين، تحت شعارات دينيّة يبتدعونها، مستغلّين الجهل السّائد عند البعض في الدّين والدّنيا، فينصبون ويحتالون وينشرون خرافات ما أنزل الله بها من سلطان، فمثلا: في بدايات تسعينات القرن العشرين أشاع أحد المشايخ الذي ينحدر من أصول فلسطينيّة، ويعيش في عمّان، أنّ القيامة ستقوم في شهر حدّده لهم، وأنّ الأرض ستغرق بطوفان عظيم لن ينجو منه إلا من يسكنون إحدى ضواحي عمّان الجنوبيّة، والويل والثّبور وعظائم الأمور سيكون مصير من يمتلكون مالا أو أثاثا فاخرا ولم يتخلّصوا منه قبل اليوم الموعود، والذي يريد النّجاة بنفسه وعياله ما عليه سوى أن يتبرّع بأمواله في صندوق وضعه لهم في المسجد الذي يؤمّ النّاس للصّلاة فيه، وأن يضعوا أثاثهم الفاخر في مكان حدّده لهم، ولمّا مرّ الشّهر المحدّد ولم تقم القيامة! وفقد من استهبلهم أملاكهم، تبيّن أنّ "الشّيخ" قد بنى إسكانا بمالهم في المنطقة التي قال أنّ الطوفان لن يصلها، وفرشه بأثاثهم، وتركهم نهبا للفقر والحاجة التي أوصلت البعض إلى درجة المجاعة؛ لأنّه فقد كلّ شيء، وقد برّأ القضاء الشّيخ من التّهم الموجّهة إليه، لعدم ثبوت الأدلّة؛ لأنه لم يستلم منهم مالا بطريقة مباشرة، وأنّ الذي يطالبون به مجرّد "تبرّعات" قدّموها لصندوق المسجد، أو أثاث ألقوا به في العراء! وقد وصل الهبل مداه عند أحدهم عندما هدّد بطلاق زوجته التي رفضت تسليمه مصاغها الذّهبيّ والأوراق النّقديّة التي يملكها، بناء على نصيحة من أخيها الحاذق الذي حذّر من ألاعيب الشّيخ! لكنّها أصبحت ذات حظوة عند زوجها بعد انكشاف الخديعة.
والسّؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كان باستطاعة ذلك المحتال أن يستهبل ضحاياه، لو لم يتدثّر بعباءة الدّين؟ ولا يفهمنّ أحد أنّ الدّين يدعو إلى هكذا جرائم، بل العكس هو الصّحيح، فالدين يحارب هكذا أمور، والويل والثّبور وعظائم الأمور في انتظار مرتكبيها.
واستهبال النّاس باسم الدّين ليس حكرا على المسلمين وحدهم، بل هو عند أتباع الدّيانات الأخرى أيضا، فهناك من يزعمون أنّ تماثيل حجريّة ومعدنيّة للعذراء تدمع زيتا! وفي تسعينات القرن العشرين أيضا ظهرت إشاعات تفيد بأنّ النّاس يرون العذراء على جدار بئر خَرِب في بيت ساحور قرب بيت لحم، وتوافد الآلاف من المسيحيّين والمسلمين لرؤية "المعجزة"إ وأغلقت السّيارات التي تقلّهم شوارع المدينة، وشوارع في المناطق المجاورة، واستمرّ الوضع أسابيع إلى أن نزل شابّ في البئر، فوجد أحدهم قد حفر رسما لرجل وامرأة متحابّين وبدون رؤوس على جدار البئر الكلسيّ الذي تساقت القصارة عنه.
وفي الدّيانة اليهوديّة أيضا هناك حاخامات زعموا أنّ المسيح المنتظر قادم "لإقامة مملكة يهودا" وحدّدوا تواريخ لذلك، وجمعوا تبرّعات مالية، والتفّ حولهم أتباع، وأخذوا طابع القداسة، فانتشرت صورهم على لوحات الاعلانات وغيرها، وعاشوا وماتوا وأتباعهم يقدّسونهم. وقد ألقت الشّرطة الاسرائيليّة القبض على أكثر من حاخام ممّن يتلفّعون بعباءة الدّين، وصدرت بحقّهم أحكام بتهمة استغلال أطفال جنسيّا!
وبهذا فإنّ الجهل في أمور الدّين والدّنيا يقود بعض "المحتالين" إلى التّظاهر بالورع والتّقوى، فيستهبلون البعض لمآرب تصل حدّ الجريمة، وليس عجيبا أن ينقاد الضّحايا إلى حتفهم ظنّا منهم أنّهم يعبدون الله.
20-1-2017



جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة: الاستهبال الدّيني مرّة ثالثة
أمّا المحتالون والنّصابون المتدثّرون بعباءة الدّين، فهم كثيرون ومن مختلف الشّعوب والدّيانات، فيستهبلون ضحاياهم ويستغلّونهم، ويسلبونهم أموالهم القليلة،
ويجدون من يسوّقهم حتى في وسائل اعلام رسميّة، فقبل انتشار فضائيّات الهبل والشّعوذة في بلاد العربان، وأثناء دراستي في جامعة بيروت العربيّة في النّصف الأوّل من سبعينات القرن العشرين، كان التلفزيون اللبناني ينشر اعلانا للحجز عند "البصّارة أمّ محمد" التي تعرف الطالع ويرتاد "عيادتها" رجال السّياسة! ومساء 18-1-2019 شاهدت على إحدى فضائيّات الهبل العربيّة "الدكتور أبو الحارث" يصف علاجا لامرأة اتصلت به تشكو من مرض الانزلاق الغضروفي "الدّيسك" فوصف لها أن تقرأ على اثني عشر لتر ماء ثلاث سور قرآنيّة، وتشرب منها كأسا ثلاث مرّات يوميّا، أمّا سداد الدّين فيتوجّب على زوجها قراءة ثلاث سور قرآنيّة ذكرها لها، مرّة واحدة لمدّة خمسة عشر يوما، وانتهت المكالمة بدعواتها "للدّكتور" لمساعدته المجّانيّة للمرضى والمحتاجين، دون أن تدري أنّها ستدفع لشركة الاتّصالات التي تتقاسمها مع "الدّكتور" أضعاف أجرة أيّ طبيب مختصّ.
و"مشايخ" المتأسلمين الجدد الذين يوزّعون مفاتيح الجنّة على من يستهبلونهم ويدفعونهم للانتحار لتدمير سوريّا وقتل شعبها، ويوزّع قائد القتلة "فيديوهات" يقول فيها قائدهم ضاحكا للمنتحر الذي يحمل حزاما ناسفا: "الله معك فالحوريّات في انتظارك"! ولا يعلم ذلك الأهبل أنّ قائده ينفّذ أجندات معادية تستهدف وطنه وشعبه وأمّته. ولم يتساءل أحد من الذين يقتدون بهكذا "مشايخ" أنّ أحدا منهم لم يشارك أو دفع ابنه للمشاركة في هكذا جرائم كي يفوز بالجنّة!
وقد سبق المتأسلمون الجدد في هذا المجال أنّ الكنيسة في أوروبا كانت توزّع صكوك الغفران على أتباعها في القرون الوسطى، وجنّدوهم للحرب مع ملوك الفرنجة الطامعين في كنوز الشّرق الذين اتّخذوا الصّليب شعارا لهم، فيما سمّاه المؤرّخون العرب"الحروب الصّليبيّة" وسمّاه المؤرّخون الأوروبّيّون "الحروب الصّليبيّة".
وقد شاهدت قبل بضعة أشهر في شيكاغو أمريكيّين يشتري الواحد منهم حمامة من مزرعة دواجن يملكها أخي راتب، فيكسر رقبة الحمامة ويضعها في كيس بلاستيكيّ، ويذهب بها إلى مشعوذة؛ لترى طالعه وتحلّ له المشاكل التي يعانيها! والمشعوذون في تلك البلاد يفتحون"عيادات" مرخّصة، ويضعون لافتات عليها، ويدفعون ضرائب.
وقد شاهدت يهودا اسرائيليّين يرتادون إحدى القرى العربيّة ويدفعون مئات وآلاف الشّواقل لأحد الدّجّالين؛ كي يعرف لهم طالعهم ويحميهم "ببركاته" العجيبة.
فهل يعود البشر لفهم دينهم الذي يحرّم هذه الخزعبلات، أم أنّ الجهل سيبقى معشّشا في رؤوس البعض؟
21-1-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الهبل والاستهبال باسم الدّين
- بدون مؤاخذة-هبل الفيبسبوك Face Book
- بدون مؤاخذة- فضائيات الهبل العربي
- بدون مؤاخذة-القدس ونقل السفارة الأمريكية
- بدون مؤاخذة-إذا عرف السّبب...
- تحضير الأرواح ورواية -سبيريتزما-
- مشاعر خارجة عن القانون والحبّ المتعثّر
- بدون مؤاخذة- فلسطين الفدرالية
- بدون مؤاخذة- لعلّ وعسى
- كانت القدس وستبقى كذلك
- موسوعة المفاهيم اللغوية لطارق المهلوس
- بدون مؤاخذة- أمّي الرّاهبة
- بدون مؤاخذة-نائب القدس المسيحي
- بدون مؤاخذة- أخي المسيحيّ
- بدون مؤاخذة- أعياد الميلاد المجيدة
- بدون مؤاخذة-جريمة الكرك ليست عفوية
- محمود شقير وصديقه والحمار
- مقطع من رواية-عذارى في وجه العاصفة-
- بدون مؤخذة- الاعلام الرّخيص والسّبايا
- بدون مؤاخذة- اختطاف الدّين


المزيد.....




- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة: الاستهبال باسم الدّين مرّة أخرى