أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ليلى الأطرش ونساء على المفارق














المزيد.....

ليلى الأطرش ونساء على المفارق


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5456 - 2017 / 3 / 10 - 12:38
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت
ليلى الأطرش ونساء على المفارق
صدر كتاب "نساء على المفارق" للأديبة ليلى الأطرش عام عام 2009 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، ويقع الكتاب الذي صمم غلافه فلاديمير كوش في 192 صفحة من الحجم المتوسط.
وليلى الأطرش أديبة فلسطينية ولدت في مدينة بيت ساحور، وتقيم في الأردن، وهي تكتب الرّواية والقصّة القصيرة، وترجمت أعمالها لبضعة لغات.
وكتابها "نساء على المفارق" يمكن ادراجه ضمن "أدب الرّحلات" ويمكن اعتباره مذكّرات للكاتبة أو للمدن التي زارتها.
في هذا الكتاب وصفت الأديبة مدنا زارتها وعرفتها، وقد أبدعت في وصف مدينة بيت لحم في النّصّ الأخير، وبعض حاراتها، وصفت كنيسة المهد، ودير مار الياس، وطرحت مفاصل هامّة من تاريخ المدينة، وصفت وأجادت الوصف، ولا غرابة في ذلك، فبيت لحم مدينتها ومرتع صباها.
ويلاحظ القارئ لهذا الكتاب أنّ وصف المدن جاء تمهيدا لحوادث تتعلّق بشؤون النّساء، وما يتعرّضن له من مصائب وكوارث في أماكن متعدّدة، فجميع النّساء اللواتي تمّ الحديث عنهنّ ضحايا لثقافة الشّعوب الذّكوريّة، ممّا يجعل المرأة ضحيّة بشكل دائم. وسأتطرّق بهذه العجالة إلى النّصّين الأوّل والأخير في الكتاب بشيء من التّفصيل.
في النّصّ الأوّل من كتابها "الماسة السّوداء" تتحدّث عن مدينة "بتسبرغ الأمريكيّة" التي زارتها في العام 2008 للمشاركة في مؤتمر أدبيّ عن "الخوف في الأدب". وهنا تشرع بالحديث عن اختلاف الثّقافات، ومفهوم الحرّية أو كبتها، وتنتقد قمع الحرّيّات في بلداننا العربيّة فتقول" أمّا أنا فعشت في بلاد الرّقابة، الدّين والسّياسة والمجتمع والعمل، فكيف أدّعي أنني لم أجرّب الخوف؟"ص29. وتحدّثت عمّا يتعرّض له الكاتب العربيّ من خوف وتخويف ممّا يمنعه حتّى من التّعبير عن فكره كتابة.
وحديثها هذا يدفع الفتاة مريم من الكاميرون التي تدرس في جامعة "شاتام الأمريكيّة" للاقتراب من الكاتبة لأنّها هي الأخرى تعيش حالة خوف، وخوفها ليس من حرّيّة التعبير، وإنّما من قضيّة أخرى هي الخوف من فقدان غشاء البكارة، التي يحاسب مجتمعها في الكاميرون عليها، فمريم مسلمة، "والمسلمون يشكّلون 65% من مواطني الكاميرون، في حين تبلغ نسبة المسيحيّين 25% والباقي ديانات أخرى" ص27. ومريم تعيش خوفها دينيّا ومجتمعيّا، ووالدها المحامي الثّريّ يخاف على ابنته أن تقع "بالخطيئة" في غربتها. "ومريم دائمة الخوف من فقدان صديقة طفولتها وزميلة صباها، من أهل الفتاة لو علموا، ومن عذاب الله وحسابه لأنّه وحده يعلم."ص30. و"صديقة وزميلة مريم كاميرونيّة مسيحيّة من أصل لبنانيّ"ص31.
لكنّ صديقة مريم تقع بالخطيئة "فقدت عذريّتها في عاطفة وشوق في حضن من تحبّ"ص31، وحبّها هذا "مرفوض من الأهل وبائس، تخشاه عائلة الشّاب، وتحذّر وحيدها من هوى مدمّر، فأهل الفتاة عرب مسيحيّون متعصّبون، وهم يهود متعصّبون." ص31. وحتّى "ترقيع البكارة خلقت شكّا وخوفا غير مبرّر عند بعض الشّباب العربيّ"ص32.
وفقدان العذريّة في المجتمعات العربيّة والاسلاميّة عواقبه وخيمة، "أشرح للشّابّات أهمية العذرية في ثقافة المجتمعات العربيّة والاسلاميّة، فالتّفريط بها قد يقود إلى جريمة شرف"ص34.
ومريم التي تخاف من ضعف مقاومتها أمام "التمايز عن المجموع والسائد في الفكر الاجتماعيّ، خاصّة حين يضحي الاختلاف في نظر الآخر تخلّفا ونقيصة."ص35.
تقف حائرة أمام ما يقوله والدها ودعاة الفضائيّات وخطباء المساجد وهي "أن المرأة أساس الخطيئة" ص35. والعذريّة بين مسلمي الكاميرون تنتهي ليلة الزّفاف، ويحتفى بها بدقّ الطبول دلالة على "لبكارة".
وعدم انخراط المهاجرين العرب والمسلمين في المجتمعات الغربية، التي يهاجرون إليها أو يدرسون في جامعاتها، وضعهم في حالة ضياع وتمزق بين القيم التي تربوا ونشأوا عليها، وبين قيم المجتمعات الجديدة التي يعيشون فيها، "هذا التّمزّق بين الآباء والأبناء أدّى إلى 165 جريمة شرف بين مسلمي باكستان وبنغلاديش تحديدا في عام 2006."ص38.
ويلاحظ أنّ الكاتبة في هذا النّص قد أشركت أتباع الدّيانات السّماويّة الثّلاثة"الاسلام، المسيحيّة واليهوديّة" فالتّفريط بالعذرية عند العرب والمسلمين قد تكون نهايته "جريمة شرف" ضحيّتها المرأة، والمسيحيّة العربيّة أيضا تخاف على عذريتها وتخاف العواقب، لذا فقد رقعت بكارتها، وصديقها اليهوديّ لقي معارضة كبيرة من أهله.
وفي النّصّ الأخير في الكتاب"قتيلة شرف...لا اسم ولا عنوان" تطرح الكاتبة قضيّة "جريمة شرف"حصلت في بيت لحم في ربيع عام 1967، حيث قتلت فتاة "مسيحيّة" لأنّها تركت بيتها وزوجها وأطفالها وهربت إلى عمّان؛ لتنجو من زوج أذاقها صنوف العذاب والحرمان، ولتعود إلى بيت والدها، ليتمّ طلاقها، وبعد ثلاث سنوات تقتل على يدي شقيقها الطفل-14- عاما بتحريض من والديه، ولتلقى عمليّة القتل تعاطفا من المجتمع، وكأنّي بالكاتبة تقول بين السّطور بأنّ المجتمع بثقافته شريك بهكذا جرائم.
في هذا النّصّ نشاهد وصفا تاريخيّا وواقعيّا لكنيسة المهد وساحاتها، ولمسجد عمر الذي يقابلها، ولمدينتي بيت ساحور وبيت جالا، ولدير مار الياس"الخضر" وموسمه الاحتفالي الذي يصادف الأول من أيّار كلّ عام، وما نسجه الخيال الشّعبيّ من كرامات لهذا القدّيس.
الأسلوب: معروف أنّ الأديبة ليلى الأطرش قاصّة وروائيّة، وفي كتابها هذا نشاهد السّرد القصصيّ والرّوائيّ بشكل واضح، لا ينقصه التّشويق، وتثريه اللغة الانسيابيّة الفصيحة.
8-3-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الهبل- الطائفية الدّينيّة -مسلم مسيحي-
- ثقافة الهبل الاعلامي
- مبارك ليعقوب شاهين وأمير وعمّار
- سقوف الرّغبة وعودة الشيخ إلى صباه
- بدون مؤاخذة- أطماع اسرائيل التوسعية
- ترامب يطلق يد نتنياهو في الشرق الأوسط
- فراس حجّ محمّد والابداع
- ثقافة الهبل في التّعامل مع نصف المجتمع
- ثقافة الهبل-الهبل في علاج المرضى
- ثقافة الهبل- الاستهبال في فهم الحياة
- بدون مؤاخذة-الاستهبال تحت غطاء دينيّ
- بدون مؤاخذ-استهبال الحكام للشعوب والغطاء الدّيني
- بدون مؤاخذة-الاستهبال الدّيني والحروب
- بدون مؤاخذة- الاستهبال وتعطيل العقل
- بدون مؤاخذة: الاستهبال الدّيني مرّة ثالثة
- بدون مؤاخذة: الاستهبال باسم الدّين مرّة أخرى
- بدون مؤاخذة- الهبل والاستهبال باسم الدّين
- بدون مؤاخذة-هبل الفيبسبوك Face Book
- بدون مؤاخذة- فضائيات الهبل العربي
- بدون مؤاخذة-القدس ونقل السفارة الأمريكية


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ليلى الأطرش ونساء على المفارق