أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الارهاب باسم الله














المزيد.....

بدون مؤاخذة- الارهاب باسم الله


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5487 - 2017 / 4 / 10 - 11:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- الارهاب باسم الله
استهداف الكنائس القبطيّة في مصر وقتل المصلين فيها كما جرى يوم الأحد الدّامي يوم 9-4-2017، مذبحة ارهابيّة تدقّ نواقيس الخطر، وتذكّر بمجزرة دير ياسين قرب القدس التي ارتكبتها العصابات الصّهيونيّة في مثل هذا اليوم قبل 69 عاما، ممّا يؤكّد أنّ ملّة الارهاب واحدة. وإذا ما ارتكبت مجزرة دير ياسين بأيد يهوديّة، كانت تستهدف ترويع الفلسطينيّين لتهجيرهم من وطنهم لاقامة دولة اسرائيل، فإنّ جريمة الكنائس القبطيّة تستهدف ترويع الأقباط المصريّين لتهجيرهم من ديارهم ومن وطنهم، ولإثارة الفتنة الطّائفيّة، لإشعال حرب طائفيّة ليست بعيدة عمّا يجري في العراق وسوريّا وسيناء المصريّة، لتمزيق مصر، وتدميرها وقتل وتشريد شعبها خدمة لأجندات أجنبيّة، ومع الأسف فإنّ كلّ هذه الجرائم الارهابيّة تتمّ بأيد عربيّة مسلمة، وبتمويل عربيّ "مسلم" تنفيذا لأجندات أجنبيّة، والهدف هو إعادة تقسيم المنطقة العربيّة لدويلات طائفيّة متناحرة.
ومن يتابع خطابات أو كتابات "المتأسلمين الجدد" ومن يهتفون لهم ممّن تمّت تعبئتهم جيّدا دون أن تتاح لهم فرصة استعمال العقل، أو العودة إلى النّصوص القرآنيّة والسّنّة الصّحيحة واستنباط ما فيها، سواء كان ذلك عن جهل منهم، أو لثقتهم العمياء بمّن يلقّنونهم، سيجد نفسه أمام خيارات صعبة، ولذلك أسبابه الكثيرة التي تنطوي في غالبيّتها تحت عباءة الجهل، وما استهداف مسيحيّي الشّرق تحديدا، وهم مواطنون أصيلون وأصليّون، وتوارثوا المسيحيّة عن آبائهم وأجدادهم معتنقي هذه الدّيانة قبل الرّسالة السّماوية المحمّدية-الاسلام-، وهم حريصون على العروبة وعلى الوطن، وثقافتهم في غالبيّتها ثقافة مسيحيّة، اسلاميّة عربيّة، كونها ثقافة شعبهم وأمّتهم، وهو يتحمّلون السّراء والضّراء مع شعوبهم وأمّتهم، واذا ما أوضح مسلم ذلك دفاعا عن دينه الاسلاميّ، وعن شعبه ووطنه، ودرءا للفتن الطائفيّة التي يحاول الأعداء تغذيتها، فإنّنا نجد من يتطوّع مهاجما ومكفّرا ومذكّرا بالحروب الصّليبيّة والحملات الاستعماريّة، ولا يكلّف نفسه مثلا أن يقرأ التّاريخ الذي كتبه المؤرّخون المسلمون، الذين عاصروا تلك المرحلة، وهو أنّ مسيحيّي الشّرق تصدّوا لغزو الفرنجة مع اخوانهم المسلمين، وكانت البداية من انطاكية، وأنّ مسلمي القرن الحادي عشر الميلادي أدركوا أبعاد تلك الغزوات الأوروبيّة، وسمّوها حروب الفرنجة، وأنّ تسميتها بالحروب الصّليبيّة كانت من أمراء وملوك أوروبا الطامعين في كنوز الشّرق؛ لتعبئة فقراء الأوروبيّين واستغلالهم للمشاركة في تلك الحروب.
وفي الحروب مع الاستعمار والامبرياليّة الحديثة، فإنّ للمسيحيّين العرب دورا في التّصدي لهذه الغزوات لا ينكره إلا كافر، وقد سقط منهم ضحايا كثيرون، وتعرّض البعض منهم ولا يزال للقتل والأسر والتّعذيب. فهل سمع "المتأسلمون الجدد" ومن لا يكلّفون أنفسهم معاناة متابعة الأحداث بأسماء مثل: جورج حبش، نايف حواتمة، طارق عزيز وبمن سبقوهم مثل جول جمّال وغيرهم؟ وهل يعلمون أنّ مهندس اقتحام خط بارليف المنيع الذي اجتاحته ودمّرته جحافل الجيش المصريّ في حرب اكتوبر 1973 هو المصريّ القبطيّ اللواء المهندس باقي زكي؟
ومع الأسف فقد استطاعت الامبرياليّة تجنيد "المتأسلمين الجدد" ليخوضوا حروبها معها، بعد الحرب العالميّة الأولى التي تمخّضت عن هدم الامبراطوريّة العثمانية، ووضعت المسلمين في مجابهة الاتّحاد السّوفييتي وحلفائه، واصفة المسلمين "بالسّور الواقي من خطر الشّيوعيّة"، وهكذا.
وحتّى أنّنا نجد من يهاجمون من يدافع عن الاسلام من المستشرقين الذين درسوا الاسلام وتأثّروا به، فمثلا هناك مستشرقة ألمانية تدعى "انجليكا نويفرت" وصفت من يهاجمون الاسلام في العالم الغربي بدراسة طويلة" وممّا قالته: "كلّ من يقول أنّ الاسلام لا يواكب العصر، فهو ذو عقل محدود." فوجدنا من المتأسلمين الجدد من يهاجمها لأسباب يصعب تفسيرها إلا بالجهل وعدم فهم المقروء.
وفي تقديري أنّه لو اجتمعت كلّ قوى "الكفر" في العالم لمحاربة الاسلام، لما نجحت في ذلك كما نجح المتأسلمون الجدد من الدّواعش وقوى التّكفير الأخرى في ذلك.
واستمرار جرائم استهداف الأقباط في مصر بشكل خاصّ، وبقيّة المسيحيّين في العالم العربيّ كسوريّا والعراق، يضعنا أمام تساؤلات جديرة بالاهتمام، منها: من المسؤول عن تغذية وتربية هذا الفكر الارهابيّ؟ ومن يموّله؟ وما هي التّنظيمات التي تمارسه أو تؤيّده؟ ولماذا يرتضي بعض الرّعاع أن يكونوا وقودا له؟ وما دور المناهج الدّراسيّة ووسائل الاعلام في مختلف مراحلها في ذلك؟ ومن يسمح لفضائيّات دينيّة تحرّض على الطّائفيّة والبغضاء بالبثّ؟ وهل وجود تنظيمات دينيّة تؤمن بالطّائفيّة يدخل ضمن حرّيّة الأحزاب وحرّية الرّأي؟ ولماذا تغيّب ثقافة التّسامح وقبول الآخر؟
إنّ الاعتداء على الكنائس وعلى المسيحيّين هو اعتداء على الوطن وعلى الشّعوب وعلى الانسانيّة، ومن يفجّر كنيسة ويقتل المصلين فيها، لن يتورّع عن تفجير مسجد على المصلين فيه، أو على المارّة في الشّوارع، وحتّى على الآمنين في بيوتهم.
فطوبى لشهداء تفجير الكنائس، وسحقا للارهابيّين القتلة ومن يقف خلفهم.
10-4-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد دحبور يلتحق بالرّاحلين الكبار
- بدون مؤاخذة- التاريخ العربي يعيد نفسه مرّات
- بدون مؤاخذة-إعادة تقسيم المنطقة العربيّة قيد التنفيذ
- لندوة اليوم السّابع طموحات كبيرة
- ندوة اليوم السّابع مرّة ثالثة
- ندوة اليوم السّابع مرّة أخرى
- ندوة اليوم السابع لا تعتب على أحد
- قلب مهند الصباح حيث ولد الآباء والأجداد
- ديوان -على أشرعة السّحاب-في اليوم السابع
- في مئويّة الشّاعرة فدوى طوقان
- حروف نعيم عليان على أشرعة السّحاب
- بدون مؤاخذة-دعوة ترامب للرئيس عباس
- على شفا قيامة رفعت زيتون
- القدس في -حرام نسبي- بين الواقع والمتوقّع
- ليلى الأطرش ونساء على المفارق
- ثقافة الهبل- الطائفية الدّينيّة -مسلم مسيحي-
- ثقافة الهبل الاعلامي
- مبارك ليعقوب شاهين وأمير وعمّار
- سقوف الرّغبة وعودة الشيخ إلى صباه
- بدون مؤاخذة- أطماع اسرائيل التوسعية


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الارهاب باسم الله