أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - الإنتخابات الرئاسية الفرنسية: لوبيات المال والإعلام تحسم الدور الأول















المزيد.....

الإنتخابات الرئاسية الفرنسية: لوبيات المال والإعلام تحسم الدور الأول


لطفي الهمامي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5508 - 2017 / 5 / 1 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإنتخابات الرئاسية الفرنسية:
لوبيات المال والإعلام تحسم الدور الأول
انتهي الصراع الانتخابي بين المترشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية في دورها الأول بين 11 مترشح لصالح كل من مرشح القوى اللبرالية واللوبيات المالية "ايمانيال مكرون"، ومرشحة اليمين العنصري عن الجبهة الوطنية "مارين لوبان" بفارق ضئيل.وأبرزت خارطة التصويت جغرافيا، فرنسا منقسمة إلى جزأين، الأول بالأزرق وهو لون ماكرون والجزء الثاني بالأسود وهو لون مارين.لكن تمكن كل من مرشّح اليمين الجمهوري "افر نسوان فيون" ومرشح اليسار الراديكالي "جون ليك ميلونشون" من الحصول على نسبة عالية من الأصوات تجاوزت 19 بالمائة مقابل اعلي نسبة وهي 23,75 بالمائة،مما ابرز وجه آخر لفرنسا المنقسمة بين أربعة مترشحين مختلفين في البرنامج والتوجه والخلفية.
قراءة أوّلية في النّتائج
ظلّ الشّك يخيّم إلى آخر لحظة حول نتيجة التصويت، لان المترشحين الأربعة الأكثر حظوظا متساوين تقريبا بفارق طفيل لدى مؤسسات سبر الآراء. وهو بالفعل ما عكسته النتيجة الرسمية للدور الأول من الانتخابات الرئاسية. لقد برزت النتائج جدّ متقاربة. فالفرق بين ماكرون وميلونشون أي بين من يحتل المرتبة الأولى والمرتبة الرابعة بلغ حوالي 4 بالمائة, في حين أن الفارق مع مارين لوبان بلغ 2,5 بالمائة. من نتائج ذلك أن فرنسا اليوم منقسمة بحده بين أربعة مشاريع اجتماعية واقتصادية وسياسية تؤشر إلى انقسام حاد في المشهد السياسي مستقبلا.من الملاحظ كذلك أن الحزبين الكبيرين، الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين اللذين هيمنوا على الحياة السياسية الفرنسية منذ حوالي 30 سنة انهزموا خلال هذه الانتخابات،ويعتبر الحزب الاشتراكي من بين الأطراف الأكثر تضرّرا حيث حاز مرشّحه على نسبة 6,3 بالمائة من نسبة الأصوات وتعتبر هذه النتيجة لأول مرة تنحدر إلى هذا القدر في تاريخ الحزب نتيجة للصراعات الداخلية والخيانات المتتالية صلبه رغم أن الرئيس المتخلّى، من المنتمين إليه.من أهم الملاحظات التي يمكن استخلاصها على اثر الدور الأول يمكن تقديم النقاط التالية: أولا، لن يتمكن الرئيس الفرنسي القادم والأقرب أن يكون ماكرون من تجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لفرنسا حاليا ولن يتمكن من التقليص من نسبة البطالة أو من تحسين ظروف العمل أو التمكن من التّحكم في اللوبيات البنكية الأوروبية المتحكمة في الاتحاد الأوروبي لسبب بسيط وهو أن ماكرون سوف يطبق برنامج لبرالي منخرط فيما هو قائم حاليا وليست لديه خطة للقطع مع ما هو سائد مثلما يرغب في ذلك عدد مهم من الفرنسيين.ثانيا، أن الصراع صلب اليمين الفرنسي سوف يحتد لان جزءا منه وبالأساس الجمهوريين سوف يحاولون مهاجمة الجبهة الوطنية حتى يتمكنوا من الحفاظ على نسبة هامة من قواعدهم أما اليسار فان جون ليك ميلونشون يعتبر اكبر الفائزين لأنه تحول إلى القائد السياسي والرمزي لليسار الراديكالي الاجتماعي وهو ما سوف يؤهّله إلى لعب دور سياسي هام خلال الانتخابات التشريعية القادمة و التي سوف تجري خلال شهرين.ثالثا،الذي لعب الدور الهام لتقدم ماكرون وكذلك مارين لوبان هو الإعلام المرئي والمال السياسي.أما التهديد الإرهابي فرغم تأثيره السلبي على عموم الشعب الفرنسي فانه لم يتمكن من خلق مناخ محدد لصعود اليمين,أي أن صعود اليمين بشقيه كان نتيجة المناخ السياسي والاجتماعي العام الذي ساهمت فيه وسائل الإعلام وأساسا التلفزة.من بين نتائج الانتخابات الحالية على المستوى الدولي وكذلك فيما يتعلق بتونس وعلاقاتها بفرنسا،وفي حالة صعود ماكرون فان شيئا لن يتغير من السياسة الخارجية ما عدى بعض المسائل البارزة للرأي العام للمزايدة السياسية.في هذا الإطار وفيما يخص علاقة تونس بفرنسا،ما يمكن ملاحظته أننا خسرنا بخسارة ترشح ميلونشون للدور الثاني لأنه الأكثر جرأة ومبدئية في التعاطي مع تونس بايجابية.
اليسار الفرنسي:صفحة جديدة ممكنة
ما بلغه جون ليك ميلونشون من نتيجة يعتبر مفاجئة ايجابية لليسار المتجذّر، فرغم الهجوم الذي تعرض له من قبل القوى اليمينية وأقطاب يسار الاشتراكية الديمقراطية الحاكمة و المتنفّذة منذ عقود صلب الدولة ورغم التعتيم الإعلامي في البداية إلا انه تمكّن من خلق الحدث وتحويل الحملة الانتخابية إلى قوة حقيقية لتغيير المشهد السياسي الفرنسي.مقابل انهزام تاريخي لممثل الحزب الاشتراكي الحاكم.بداية تشكيل يسار جديد ممكن خاصة إذا تمكّن من حيازة مقاعد مهمة خلال الانتخابات التشريعية القادمة والتي سوف تكون محددة للانتخابات الرئاسية القادمة بعد خمسة سنوات.لقد تمكن جون ليك ميلوشون خلال الحملة الانتخابية من قديم رؤية فكرية وسياسية جديدة تمكن اليسار الاجتماعي من التقدم لإقناع أوسع ما يمكن من الفئات الشعبية، كما قدم درس حقيقي في كيفية الدعاية عبر استعمال الأدوات الجديدة من شبكات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الاتصالية العصرية وكذلك صياغة مشهدية جديدة أثناء القيام بالاجتماعات الجماهيرية.إنها أدوات مشتركة لصالح القوى الثورية في العالم من اجل استلهام تلك الطرق وتطويرها.أما فيما يخص المحاور المطروحة فلقد تمكن من تجاوز ما هو مطروح فرنسيا إلى ما هو متعلق بالإنسانية مثل قضية البيئة والطاقة البديلة والاستهلاك والتعليم والصحة وغيرها من القضايا الأساسية للبشرية اليوم.
تونسيون متمتعون بالجنسية المزدوجة:لمن صوتوا هذه المرة؟
لم تصدر بعد الأرقام التفصيلية لتحديد التركيبة الاجتماعية لكل مرشح وكذلك توزع الشرائح الاجتماعية والتركيبة العمرية ودور الفرنسيين من أصول مغاربية أو غيرها في التصويت خلال هذه الانتخابات. لكن من المتعارف عليه من خلال الانتخابات الفرنسية السابقة بكافة مستوياتها أن التونسيين المتمتعين بالجنسية المزدوجة عادة ما يصوتون بنسبة قليلة جدا.وبصفة عامة يصوتون في الانتخابات البلدية لليسار لأنه الأقرب لتحقيق مصالحهم الاجتماعية أساسا،أما الانتخابات الرئاسية فهم يصوتون لصالح اليمين مثلما فعوا ذلك مع ساركوزي مثلا. فالاتجاه العام لديهم مصلحي مباشر بعمق يميني.وهو ما يطرح على القوى السياسية التقدمية والثورية في تونس أن تعمل على هذا الموضوع لأنها معنية بهم لكونهم مواطنون تونسيون ومساهمون في الترشح والتصويت في الانتخابات التشريعية التونسية.من أهم محاور النقاش السياسي للمترشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية الحالية هي موضوع الهجرة وحقوق المهاجرين وكيفية التعاطي معهم.كما أن الخلط بين الإرهاب والهجرة الاجتماعية والاقتصادية مطروح على الطاولة.أما التونسيين المتواجدين بفرنسا دون التمتع بالإقامة القانونية، فان تهديد ترحيلهم وتشويههم بالإرهاب من قبل اليمين المتطرف لا يزال متواصل،ورغم أن القوى التقدمية والمجتمع المدني الفرنسي في تحرك مستمر دفاعا عنهم إلا أن نسبة قليلة جدا من المعنيين بالأمر تناضل من اجل حقوقها في حين أن الأغلبية إما أنها صامته أو منحازة إلى اليمين سواء كان فرنسيا أو تونسيا.لذلك تبقى قضية الوعي قضية أساسية في النضال ضد العنصرية والتهميش.



#لطفي_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستفتاء التركي: إستفتاء للإستحواذ على السّلطة أم تخطيط لإس ...
- الانتخابات الرئاسية الفرنسية: حمّة الهمّامي ضيفا شرفياّ بالم ...
- النّقاشات السّياسيّة الكبري و كونيّة التفكير اليساري
- الانتخابات الرئاسيّة الفرنسيّة : الصراع حول دور الدولة ومكان ...
- حزب العدالة والتنمية التركي يحشد للاستفتاء، على القاعدة الدي ...
- الأزمة التركية - الأوروبية: أردوغان يهاجم أنظمة أروبية باستع ...
- الانتخابات الرئاسية الفرنسية: هل يفوز اليسار الراديكالي بالر ...
- الانتخابات الرئاسية الفرنسية: -جون ليك ميلونشون- يتقدم رغم ا ...
- حول زيارة السبسي إلى ايطاليا والشاهد إلى ألمانيا: الاتفاقيات ...
- هل لدينا مشروع نقدّمه للتونسيين بالخارج؟
- قراءة نقدية للقانون المُحدث للمجلس الوطني للتونسيين المقيمين ...
- قراءة نقدية للقانون المُحدث للمجلس الوطنى للتونسيين المقيمين ...
- قراءة نقدية لمسار المجلس الوطني للتونسيين المقيمين بالخارج
- في الذكرى السادسة للثورة: ما علاقة التونسيين بالخارج بالعدال ...
- هل يمكن لتونس الاستفادة من كوادرها بالخارج؟
- في ظلّ التحولات الاقليمية والدولية:هل تخلّت الدولة عن مواطني ...
- في الذكرى السادسة لاندلاع الثورة: التونسيين بالخارج جزء لا ي ...
- حفل أنصار إسرائيل والرّقص على موسيقي الدّبابة
- -نهار على عمّار-
- الطاهر الهمامي :رحل تاركا أثرا يدل عليه


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - الإنتخابات الرئاسية الفرنسية: لوبيات المال والإعلام تحسم الدور الأول