أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - الانتخابات الرئاسية الفرنسية: هل يفوز اليسار الراديكالي بالرئاسة؟















المزيد.....

الانتخابات الرئاسية الفرنسية: هل يفوز اليسار الراديكالي بالرئاسة؟


لطفي الهمامي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5459 - 2017 / 3 / 13 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتخابات الرئاسية الفرنسية:
هل يفوز اليسار الراديكالي بالرئاسة؟
تتواصل الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية في ظل ارتفاع حدّة الصراع بين المترشحين والقوى التي تقف وراءهم. لكن هذا الصراع الحاد في جانب منه طال القوى اليمينية واللبرالية فيما بينها،مما أحدث تغيرات كبيرة في المشهد الانتخابي على كافة المستويات. من بين تلك التمظهرات حياد النقاش عن البرامج والتوجهات العامة للمترشحين وفق ما جرت عليه العادة خلال الانتخابات الرئاسية لصالح النقاش حول الأزمات الداخلية والقضايا المرفوعة ضد بعض المترشحين على خلفية الفساد المالي والإداري وتوظيف المرفق العمومي للصالح الحزبي والخاص.
لم ينأ عن الصراع الجانبي وظل مستمرا في حملته الانتخابية بكل جدية سوى مرشح اليسار الراديكالي "جون ليك ميلونشون". لكن هل يمثل هذا العنصر الذي يعبر عن تماسكه الداخلي ووضوح رؤيته عن إمكانية المرور إلى الدور الثاني، أي تصدر المرتبة الأولى أو الثانية لهذه الانتخابات التي سوف تجري خلال بداية شهر أفريل القادم؟
ممثلو القوى الليبرالية واليمين الفاشي ملاحقون قضائيا بتهمة الفساد المالي واستغلال النفوذ
لا تزال القضية الجارية ضد "فرنسوا فيون" تطغى أخبارها على أغلبية وسائل الإعلام أمام تمسكه بمواصلة حملته الانتخابية والبقاء في السباق الرئاسي، وهو يحتل رغم ذلك المرتبة الثانية في نوايا التصويت حسب سبر الآراء.في هذا السياق أعلن ابرز وجه سياسي لحزب الجمهوريين والذي كان من الممكن أن يعوض "فيون" وهو "الآن جوبيه" يوم 6 مارس عن تخليه النهائي عن فكرة ترشحه موجها نقدا لاذعا لفيون.من جهة الجبهة الوطنية ذات التوجه اليميني الفاشي والتى تتزعمها "ماري لوبان" فإنها تحتل المرتبة الأولى بنسبة 26 بالمائة من نسبة نوايا التصويت أي أنها تحتل المرتبة الأولى رغم القضايا الجارية ضدها بتهمة الفساد المالي.أما مرشح القوى اللبرالية المحافظة والمنشق عن الحزب الاشتراكي الفرنسي أي الحزب الحاكم اليوم "ايمانويل مكرون" فانه يواجه صعوبات تخص برنامجه الذي لم يتبلور بعد رغم انه يحتل المرتبة الثالثة في نوايا التصويت.
إن الصفة المشتركة بين هؤلاء هي أولا:قوتهم في استعمال الإعلام الخاص والعمومي بكافة أشكاله، وهو ما يطرح بحدّه قضية الإعلام والمال السياسي الفاسد وهيمنة اللوبيات ذات المصالح المباشرة و المترشحين اليمينيين للرئاسة.فاغلب وسائل الإعلام ذات الانتشار الواسع تمارس عملية دمغة متواصلة وهي تعمل على تحويل وجهة الناخب الفرنسي عن القضايا الرئيسية لصالح الشخصنة والشعارات العامة الديماغوجية وتحويل القضايا الرئيسية إلى معادلات ذات طابع شكلي خال من أية محتويات لغرض التشويش على النقاش البرنامجي الذي يخص غالبية الشعب الفرنسي.من بين نقاط الاشتراك كذلك صفة الفساد المالي واستغلال النفوذ،فالجميع يعلم تاريخ اليمين الفرنسي بالمال الفاسد سواء عن طريق المؤسسات المالية ورجال الأعمال او من الخارج أي من قبل الرشوة مثلما كان ذلك مع الرئيس السابق ساركوزي ومعمر ألقذافي أو جاك شيراك أو ألان جوبيه. أما من جهة البرنامج فان برامجهم تعتمد أساسا على المغالطة وعلى شعارات الإصلاح كخيار أساسي لديهم دون معالجة القضايا المصيرية.لكن النقطة الأخطر بالنسبة لنا كأجانب أن مرشحي القوى اليمينية هذه المرة تعلن معاداتها للمهاجرين بشكل مفضوح وهى تحرّض الرأي العام عليهم على أساس أنهم سبب ألازمة ومصدر الهجرة غير الشرعية ومموّل واحتياطي للإرهاب.
الحزب الاشتراكي الفرنسي والصراع المفتوح بين خط القطيعة وخط الليبرالية المتوحشة
أعلن المرشح الرسمي للحزب الاشتراكي "بنوا آمون" عن برنامج للقطيعة مع السياسة التي اتبعها حزبه خلال فترة حكمة الحالية، وطرح صلب برنامجه رؤية اجتماعية مغايرة للتي اعتمدها حزبه تاريخيا، وتقوم فكرته على إحداث صندوق وطني يضمن الحد ادني المضمون للدخل الفردي لكافة الفرنسيين سواء اللذين يشتعلون أو العاطلون عن العمل وبذلك يضمن من ناحية الحدّ من الفقر وتدهور المقدرة الشرائية وضمان الحد الأدنى للجميع وفي نفس الوقت يقدم أمل كبير لمن يعمل بان يرتفع دخله الشهري و يتحسن بشكل كبير، كما انه يضمن لمن يريد العمل نصف الوقت موارد مالية مهمة لإحداث التوازن الاجتماعي.لقد اعتبر رؤوس الحزب الاشتراكي هذا المقترح غير واقعي ويساري متطرف وانه يمثل القطيعة مع فكر الحزب الذي كرّس في سياسته الاجتماعية التواصل مع النظام الجاري به العمل وهو ليس مع القطيعة والنموذج الحاصل اليوم.نتيجة لذلك يبدوا مرشح الحزب ضعيف الحظوظ في الانتخابات الحالية كما عملت وسائل الإعلام عل تشويه مقترحه وتغييبه المتعمد حتى تنقص شعبيته ويمكن لقيادات حزبه إجباره على العودة إلى بيت الطاعة، في المقابل سارع عدد هام من الاشتراكيين إلى مساندة المنشق عن الحزب "ايمانويل ماكرون".إن الخلاصة الأساسية من خلال سلوك قيادات الحزب الاشتراكي تبيّن أن هذا الحزب لا يمت للاشتراكية أو الاشتراكية الديمقراطية بصلة وإنما هو حزب اللوبيات المالية بامتياز وهو ضد أي تغييرات لصالح العمال والطبقات الاجتماعية الضعيفة وإنما يعمل لصالح راس المال الأكثر وحشية خلال هذه المرحلة.
اليسار الراديكالي وإدارة الصراع في المشهد السياسي/ الانتخابي
من الأسئلة المصيرية التي يطرحها الناخب اليوم، هي:هل هناك إمكانية لفوز ممثل اليسار الراديكالي أم لا ؟ وطبيعة هذا السؤال مفروضة على الواقع من قبل الإعلام ولوبيات مراكز سبر الآراء،وهو سؤال يعوّض السؤال حول مصلحة المواطن وقناعته ومصالحه، كما أن الجواب الأوّلي عن هذا السؤال هو الذي سوف يحدّد سلوك الناخب يوم الاقتراع.فإذا كان الجواب نعم فهناك إذا إمكانية، والشعور بان هناك إمكانية يبعث على الأمل لدى شريحة واسعة تأخذ في التوسع دعاية وأملا لهذا المرشح أو ذاك. أما إذا كان الجواب من نوع مستبعد أن يصل إلى الدور الثاني فان تأثيره يكون في فقدان الأمل والبحث عن التصويت المفيد أو عن احد المترشحين الأقرب أو الأقل خطورة. من خلال هذه الزاوية ومن خلال عملية حسابية استباقية بعيدة عن التطورات وكذلك عن الروح النضالية للسياسي فان أغلبية المواطنين يعمدون إلى إحداث عملية حسابية بسيطة من خلال ما توفر لديهم من أرقام نوايا التصويت ويصبح ذلك محددا لموقفهم ولتصويتهم. إذا نظرنا للموضوع من هذه الزاوية فان سبر الآراء يعطى "لجون ليك ميلونشون" 11 بالمائة و"لبنوا آمون" 15 بالمائة. لذلك نلاحظ أن الأصوات تتعالى من اجل عقد تحالف انتخابي للرئاسية على هذه القاعدة أي قاعدة أمل المرور إلى الدور الثاني.في غياب هذا التحالف يبقى الصراع السياسي مفتوح ويبقى على مرشح اليسار الراديكالي مجهود كبير لقلب المعادلة برمتها. لكن الأخطر في هذه الانتخابات هو القوى المالية واللوبيات النافذة التي لن تسمح لليسار للصعود للرئاسية ففي ذلك تهديد لمصالحها، لذلك سوف تمنع اقتراب مرشح الحزب الاشتراكي من ميلونشون وسوف تواجهه بطريقة أكثر عنف إن واصل الصعود الذي هو عليه اليوم، ويبقى الأمل مفتوح على التطورات الاجتماعية والسياسية الجارية في فرنسا وأوروبا أساسا.



#لطفي_الهمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الرئاسية الفرنسية: -جون ليك ميلونشون- يتقدم رغم ا ...
- حول زيارة السبسي إلى ايطاليا والشاهد إلى ألمانيا: الاتفاقيات ...
- هل لدينا مشروع نقدّمه للتونسيين بالخارج؟
- قراءة نقدية للقانون المُحدث للمجلس الوطني للتونسيين المقيمين ...
- قراءة نقدية للقانون المُحدث للمجلس الوطنى للتونسيين المقيمين ...
- قراءة نقدية لمسار المجلس الوطني للتونسيين المقيمين بالخارج
- في الذكرى السادسة للثورة: ما علاقة التونسيين بالخارج بالعدال ...
- هل يمكن لتونس الاستفادة من كوادرها بالخارج؟
- في ظلّ التحولات الاقليمية والدولية:هل تخلّت الدولة عن مواطني ...
- في الذكرى السادسة لاندلاع الثورة: التونسيين بالخارج جزء لا ي ...
- حفل أنصار إسرائيل والرّقص على موسيقي الدّبابة
- -نهار على عمّار-
- الطاهر الهمامي :رحل تاركا أثرا يدل عليه
- حتى إسماعيل فعلها....يا عرب.......
- رسالة خاصة في الممنوعات
- ظبيةٌ بريّةٌ، ثائرةٌ تراقب
- الحالمُون في الوطن الحالم
- وَجهُها يفتحُ نوافذهُ للقمَر (سهام عقيل)
- لافتة خارجة عن الصف
- بدون تصفيق


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - الانتخابات الرئاسية الفرنسية: هل يفوز اليسار الراديكالي بالرئاسة؟