أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - في الذكرى السادسة لاندلاع الثورة: التونسيين بالخارج جزء لا يتجزأ من الشعب التونسي















المزيد.....

في الذكرى السادسة لاندلاع الثورة: التونسيين بالخارج جزء لا يتجزأ من الشعب التونسي


لطفي الهمامي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى السادسة لاندلاع الثورة
التونسيين بالخارج جزء لا يتجزأ من الشعب التونسي

عرف التونسيون الهجرة بمعناها الحديث والمعاصر منذ أواخر القرن الثامن عشر ,وأخذت تتطور خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانطلاق البلدان الأوروبية في النهضة الصناعية و الإعمار, فأخذت اليد العاملة تتدفق عليها تدريجيا. منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي بدأت الهجرة تتغير تدريجيا, فمنها ما كان لغاية اقتصادية واجتماعية ومنها ما كان بعثات حكومية للدراسة، ومنها للتربص وكسب المهارات في عدة ميادين مثل الطب والتعليم والهندسة والإدارة ...الخ. ومن بين اللذين غادروا تونس بقصد الهجرة المؤقتة من تمكن من تأسيس أسرة امتدت الآن جذورها إلى الجيل الثالث على الأقل, فتكوّن بذلك جسم اجتماعي تونسي حامل لخصوصية اصطلح عليها "التونسيون بالخارج"ورغم أن هذا التصنيف يعتبر مغايرا للتقسيم الاجتماعي المعتمد لتحديد طبيعة المجتمع التونسي إلا أنه تصنيف يرمز إلى شريحة تعيش خارج التراب التونسي وتقيم على ارض بلد أخر بصفة الإقامة سواء ما كان منها بصفة قانونية اوغير ألقانونية. أما تصنيفهم السوسيولوجي فهو خاضع لنفس المقاييس الموضوعية المعتمدة لدراسة مجموعة بشرية مشكلة لكيان اجتماعي فمن بينهم الفقراء والعمال والعاطلين عن العمل و رجال أعمال وكوادر من مختلف الاختصاصات قادمين من مختلف الجهات التونسية ومن أجيال مختلفة.
لقد تجاوز عدد التونسيين المقيمين بالخارج 1223213 نسمة سنة 2012 أي خلال الفترة التي بدأت خلالها تحولات ذات أهمية في عدة بلدان عربية كانت مقصدا للتونسيين وهي بالأخص ليبيا وسوريا واليمن، دون اعتبار الآلاف من غير المسجلين منهم نظرا لتواجدهم بطريقة غير قانونية إضافة إلى غياب الجيل الثالث من المهاجرين عن الإحصائيات وكذلك أبناء التونسيين المتزوجين من أجانب.ففي فرنسا تجاوز عدد التونسيين المقيمين 668668 ألف نسمة وبايطاليا حوالي 189 ألف وبألمانيا 87 ألف كما بلغ عدد الطلبة التونسيين بفرنسا وفقا لوزارة التعليم العالي الفرنسية إلى 9000 طالب سنة 2010 دون احتساب المتربصين أو الدارسين بمعاهد تابعة لوزارات أخرى وتمثل نسبة الشباب اقل من 18 سنة حوالي22,7 بالمائة من مجموع المهاجرين.أما بالدول العربية فيقيم حوالي 17 ألف بالسعودية و19 ألف بالإمارات العربية المتحدة .
وبصفة عامة يمثل التونسيون بالخارج نسبة تفوق 11 بالمائة من مجموع السكان ويرجّح أن تكون مساهمتهم المالية بحوالي 3539 مليون دينار سنة 2012.منهم من يحملون الجنسية المزدوجة إلا أن ولاءهم لتونس ولشعبها لا حدود له.كما تبلغ نسبة العمال 40,1 بالمائة وتجاوزت نسبة الكوادر 6,8 بالمائة و14,3 بالمائة من المتقاعدين. كما ان نسبة المرأة التونسية المهاجرة بلغت 36,5 من إجمالي المقيمين بالخارج
يلعب التونسيون بالخارج أدوارا هامة منها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعلمي والتكنولوجي لتواجد عدد هام من الخبرات الأكاديمية.وعرف التونسيون بالخارج في عهد بن علي تعامل مزدوج اثر على الذهنية العامة للتونسيين فمن ناحية نظر لهم كبوق دعاية له و قد جند مؤسسات الدولة من إدارة وغيرها من المصالح الدبلوماسية لترويضهم خدمة لبرامجه فبعث بديوان التونسيين بالخارج سنة 1988 كإطار مسخر لإدخال العملة الصعبة على حساب حقوق المواطنين ومن هذه الزاوية أسس منظومة "مواطنونا بالخارج"تحت تصرف شامل للتجمع والبوليس والعناصر المقربة منه أو العاملة في مجال الرشوة والفساد. واقر للتونسيين بالخارج التصويت في الانتخابات الرئاسية باعتبار انه المترشّح الوحيد على الدوام.ومثّل كذلك التونسيين بالخارج بمجلس المستشارين الصوري والذي ارتكز على ممثلي "التجمع" للسيطرة على اختياراتهم وتوجهاتهم ومراقبة ونهب أموالهم بذريعة الاستثمار وللترويج" للمعجزة الاقتصادية" التي ابتدعها، لذلك تركز اهتمام النظام السابق أساسا على رجال الأعمال والتجار وشجع على الانتهازية والرشوة والفساد المالي والإداري كمقياس أساسي للمعاملات فتحول المئات إلى أبواق دعاية له بالخارج حفاظا على مصالحهم وبحثا عن امتيازات على حساب التونسي المهاجر .لقد رسم لدى التونسي بالداخل صورة مهينة للتونسي بالخارج وتحول "مواطنونا بالخارج"إلى مجموعة اجتماعية منبوذة وصورتها الحقيقية مشوهة.
كما ابرم نظام بن علي اتفاقيات لمطاردة خصومه السياسيين بالخارج وأطلق وسائل الإعلام في الداخل لهتك أعراضهم والنيل من كرامتهم وتشويههم ومن هذه الزاوية أصبحت صورة التونسي بالخارج سلبية ومرتبطة لدى بعض النخب بالعمالة للخارج.
أما في الخارج فان الإدارة التونسية وغيرها من المصالح الدبلوماسية ضلت حكرا على الحكم ففقد الآلاف من التونسيين حقوقهم المدنية والسياسية جرّاء ذلك.
لقد استمر حال التونسيين المحتاجين إلى مساندة من طرف بلدهم دون آمل خاصة منهم الآلاف الموزعين على دول أوروبية وكندا وخاصة منهم من هم محرومين من الإقامة القانونية ووثائق إقامة في حين كان الفساد يعم المصالح التونسية بالخارج وتركزت مهماتها الأساسية في الدعاية لبن علي ونظامه وملاحقة المعارضين.من بين أهم نتائج ذلك أن الدولة التونسية تخلت عن دورها في الإحاطة ومتابعة عدة أجيال من أبناء الجالية التونسية بالخارج على كافة الأصعدة، كما تركت المجال مفتوح لقوى أخرى تقدمت على أساس أنها رافعة لشعار العروبة والإسلام ودافعة عن الهوية كمدخل إيديولوجي لاستقطاب عدد هام لغايات مختلفة.
من الناحية النضالية فلقد لعب جزء هام من أبناء وطننا بالخارج في التشهير والعمل على الإطاحة بالدكتاتورية فانتظموا في جمعيات ومنظمات وهيئات دفاع عن ضحايا القمع ودعموا كافة التحركات الاجتماعية والانتفاضات وعلى رأسها انتفاضة الحوض ألمنجمي ,كما تحملوا مسؤولياتهم النضالية تجاه نضال الشعوب العربية وبالخصوص القضية الفلسطينية وناصروا القضايا العادلة في العالم فكانت حركة النضال التونسي من ابرز الحركات فاعلية في الخارج وأساسا بأوروبا وكثيرا ما شكلت عنصر متقدم في فضح الانتهاكات وتعرية حقيقة النظام السابق.
كما أن المكونات الحالية للجبهة الشعبية بالخارج كانوا من بين الديمقراطيين والتقدميين في النضال ضد الدكتاتورية منذ بداية التسعينات على أساس وطني وديمقراطي و من اجل ثورة شعبية تونسية تطيح بالدكتاتورية ومن اجل مجلس تأسيسي يصوغ دستور تونس الجديدة ولقد ساهموا في تطوير حركة النضال خلال فترة طويلة للضغط على الدكتاتورية والتشهير بجرائمها ومساندة المعتقلين والملاحقين وإسناد الحركة الاجتماعية والسياسية ,كما ناضلوا إلى جانب الجمعيات والمنظمات والأحزاب التونسية بالخارج من اجل تحقيق الديمقراطية وحماية كرامة المواطن التونسي وحقه في العودة إلى بلده دون ملاحقة بوليسية.ومثلما ناضلوا خلال سنوات حكم بن علي فلقد كانوا من ابرز القوى السياسية والمدنية التي انخرطت في الثورة التونسية وفي هذا الإطار فان التونسيين بالخارج بدورهم كانوا في الصفوف الأمامية لدعم الثورة وإسقاط بن علي ونظامه.
كما للثورة مطالب مباشرة في تونس، فان لها مطالبها كذلك من قبل التونسيين المقيمين بالخارج من اجل إعادة تنظيم العلاقات بين التونسيين وإعادة تنظيم الإدارة والمصالح المختلفة التي يمكنها أن تحقق طموحات الثورة التونسية. و كما أن الثورة لم تحقق أهدافها بالداخل فان مطالب التونسيين بالخارج ظلت بدورها دون تحقق نظرا لالتفاف منظومة 23 أكتوبر 2011 عليها ولتزال مهمشة من قبل الحكم إلى اليوم.
ديسمبر 2016
لطفي الهمّامي



#لطفي_الهمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفل أنصار إسرائيل والرّقص على موسيقي الدّبابة
- -نهار على عمّار-
- الطاهر الهمامي :رحل تاركا أثرا يدل عليه
- حتى إسماعيل فعلها....يا عرب.......
- رسالة خاصة في الممنوعات
- ظبيةٌ بريّةٌ، ثائرةٌ تراقب
- الحالمُون في الوطن الحالم
- وَجهُها يفتحُ نوافذهُ للقمَر (سهام عقيل)
- لافتة خارجة عن الصف
- بدون تصفيق
- وقوف المَنازل
- قصص الأجساد
- -مٌناشدة -
- -حق العودة- التونسية الجزء الثاني
- -حق العودة - التونسية
- فلينهض الشعب السوداني ضد جلاده
- المدن الجريحة
- الانقلاب على جمهورية الجماهير
- العنكبوت-3-
- العنكبوت-2-


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - في الذكرى السادسة لاندلاع الثورة: التونسيين بالخارج جزء لا يتجزأ من الشعب التونسي