توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية
(Tawfiktemimy)
الحوار المتمدن-العدد: 1442 - 2006 / 1 / 26 - 07:18
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
الصدفة وحدها قادتني لأكون ضيفا على نادي الاخاء التركماني.. والمصادفة السعيدة نفسها قادتني الى الطابق العلوي من بناية النادي بصحبة الزميل العزيز زاهد البياتي. لأطلع على الحُلة الجديدة لمكتبة النادي التركماني.. واشهد على الجهود التي بذلها الاخ تاج الدين عوني امينها العام في سبيل ترميم هذه المكتبة التي مرت عليها حملات النهب والتدمير والعبث التي مرت على البلاد وعندما اقلب في عناوين الكتب وارشيف المطبوعات من المجلات والصحف التركمانية كنت مسرورا بالعثور على رافد مجهول من روافد الثقافة العراقية الام، متيقناً ايضا من فداحة حملات الاقصاء والتغييب والالغاء لهذا الرافد الثقافي العراقي المهم عن امه الثقافية العراقية.
اقلب ارشيف” الاخاء “ وهي مجلةالتركمان العريقة كما اقلب عشرات العناوين من الكتب والمؤلفات لا تعرف لاول مرة على رموز ثقافية عراقية بالصميم في الشعر والقصة والنقد والتاريخ.. وادرك كم من الحواجز الموهومة والاسوار المفتعلة وضعها الساسة ما بين روافد الثقافة العراقية وحالوا دون لقائها المحتم وتلاقحها الشرعي فتخندقت كل ثقافة في خندقها وضربت حولها اسوارا من العزلة وجدارا من الخوف فتشرذمت هذه الثقافة العراقية في محاجر من العزلة القومية والطائفية والدينية..
لم اكتشف احد الكنوز الثقافية العراقية فحسب بل شعرت بالأسى والمرارة لغياب اسماء مبدعين من التركمان العراقيين عن دائرة اهتمام المتلقي العراقي الاخر وتساءلت بمرارة لماذا تحضر كل هذه الرموز في دائرتها الثقافية القومية لتغيب عن دائرة الوطن العراقي الكبير.. وهي لا تنطق الا باوجاع هذا الوطن ولا تحلم الا باشراقه من جديد؟.
لماذا يغيب هذا الابداع عن ملحق” ادب وثقافة “ في جريدة الصباح التي يقرأها الالاف من العراقيين شمالا وجنوبا وينحصر في مرايا لا تعكس الا في اطار ضيق ولقراء محددين وافق مسدود.
هي دعوة ليس لتركمان العراق فحسب بل كل اصناف المبدعين الاكراد والاشوريين والمندائيين والايزيدية وغيرهم للانطلاق بثقافاتهم الوطنية وارثهم التاريخي نحو الساحة الوطنية.. بدلا من ان تظل قابعة هناك بين ركام مكتباتهم التي لا يرتادها الا ابناء الطائفة او القومية.
لماذا لا نتعاون لرفع هذه الفواصل ونهدم تلك الحواجز ونقيم بدلا منها مرايا متعاكسة لثقافتنا العراقية الأم تتوهج على سطوحها كل روافدها المتألقة والغائبة قهراً وظلماً؟
وهل انتظر مصادفة اخرى لتقودني لمكتبة كردية او آشورية او مندائية.. لأدعو من جديد لتجميع شتات هذه الروافد المتبعثرة والكنوز المخزونة لتظهر للعالم الولادة الجديدة للثقافة العراقية الام التي جذبت روافدها بعد طول غياب وكبت وقهر والغاء.
#توفيق_التميمي (هاشتاغ)
Tawfiktemimy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟