لماذا فشلنا في مواجهة الارهاب؟

اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5492 - 2017 / 4 / 15 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل يعقل أنه بعد حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية بأربعة أشهر فقط يقع حادث أبشع في كنيتسين واحدة في طنطا والأخرى في الاسكندرية يسقط على اثرهما عشرات القتلى والمصابين؟ , الاجابة تعكس حجم الفشل الذي وقعنا فيه وهو ما سأحاول في هذا المقال توضيح أسبابه

المؤكد أن هناك فشل أمني كبير فقد أجرت جريدة المصري اليوم تحقيقا عقب الحادث أثبت أنه تم العثور على عبوة ناسفة وتفكيكها بجوار كنيسة طنطا وذلك قبل وقوع الحادث بعدة أيام , وهو ما يعني بداهة أن الكنيسة مستهدفة , ما كان يستوجب أخذ الحيطة والحذر وتشديد الاجراءات الأمنية!

هذا عن حادث الكنيستين , وبشكل عام فقد فشلنا في مواجهة الارهاب حين اكتفينا بالحل الأمني فقط دون معالجة أسبابه والعوامل التي أدت اليه وهي كثيرة ومتعددة

الارهاب الحالي في مصر بدأ عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو 2013 , وهو ما كان طبيعيا ومتوقعا , غير أن الدولة ارتكبت مجموعة من الأخطاء أدت الى تفاقمه عوض حله اذ توسعت الدولة في عمليات البطش والاعتقال ليس فقط بالاسلاميين أو جماعة الاخوان ولكن ضد كل المعارضين بل والمؤيدين بمن فيهم شباب ثورة يناير و30 يونيو , ناهيك عن حملات التضييق والاضطهاد التي يتعرض لها أهالي سيناء على خلفية الحرب الدائرة هناك , وهو ما أدى بطبيعة الحال الى خلق وتوسيع البيئة الحاضنة للارهاب والمناهضة للدولة , وما يؤكد ذلك أن أكثر العمليات الارهابية في مصر يقوم بها شباب ليس لديهم تاريخ تطرفي وانما هم نتاج اضطهاد سياسي واجتماعي دفعهم الى كراهية الدولة ومن ثم ممارسة العنف والارهاب ضدها , فهل يعقل أن دولة تحارب الارهاب تسعى لمعاداة الجميع بهذا الشكل؟!

ثم هل يعقل أن دولة تحارب الارهاب تقوم بغلق كل سبل المشاركة السياسية في وجه الشباب؟! , فمن قانون منع التظاهر الى قانون الجمعيات الأهلية الجديد الذي يفرض قيودا لا حصر لها على ممارسة عمل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني! , بحيث لم يبق سبيل للشباب سوى مواقع التواصل الاجتماعي أو العنف والارهاب!

أضف الى ذلك فشل الدولة في حل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر فقد ارتكبت الدولة أخطاء كارثية حين اتخذت قرارات اقتصادية متسرعة وغير مدروسة لحل الأزمة استجابة لشروط وتعليمات صندوق النقد الدولي مثل قرار تحرير سعر الصرف فضلا عن رفع الدعم عن الوقود والبنزين , ما أدى الى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بلا سقف أو ضابط , الأمر الذي أدى الى زيادة معاناة الناس وارتفاع نسبة الفقر في المجتمع , وهي كلها عوامل مواتية لدفع الناس الى كراهية الدولة وممارسة العنف والارهاب ضدها

الارهاب في مصر نتيجة طبيعية لأخطاء النظام الحاكم وفشل الدولة في معالجة أسبابه , وهو ما يدفع الوطن كله ثمنه في النهاية وفي المقدمة اخوتنا الأقباط , وما لم تقم الدولة بمراجعة نفسها وتصحيح المسار فلن تفلح حالة الطواري والاجراءات الاستثنائية في حل المشكلة

#اسلام_احمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل