أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - هل هناك نية لإفساد التعليم في مصر؟














المزيد.....

هل هناك نية لإفساد التعليم في مصر؟


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 02:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث في امتحانات الثانوية العامة هذا العام مهزلة بكل المقاييس إذ لأول مرة في تاريخ مصر يتم تسريب الامتحانات بهذا الشكل الذي وصل الى حد تسريب الامتحان قبل أن يبدأ بعدة ساعات وتداوله بين الطلاب على نطاق واسع , ليس هذا فحسب بل لقد طال التسريب نماذج الاجابة نفسها التي من المفترض ألا تقع سوى بين يدي الأساتذة المصححين , والدليل على ذلك ما قاله بعض مدرسي اللغة الألمانية لجريدة المصري اليوم في تحقيقها عن الموضوع أن مجموعات كبيرة من الطلاب أجابت على أسئلة الاختيار من مُتعدد والصواب والخطأ بامتياز فيما تركوا سؤال التعبير فارغا , وأضاف: "لما طالب يجيب ثلاثين من ثلاثين فى أسئلة الاختيار من متعدد والصح والخطأ ويجيب صفر من عشرة فى سؤال التعبير يبقى ده شاف نموذج الإجابة ونقشه بالمللى، وساب التعبير لأن ده ملوش مكان فى نموذج الإجابة" , وبحسب مُدرس لغة عربية فقد حفظ الطلاب نموذج الإجابة حتى إنهم كتبوا الدرجات التى تكتب بجانب كل إجابة، يعنى كمان صححوا لنفسهم.

والحقيقة أن الدولة فشلت تماما في السيطرة على عملية التسريب الذي طال معظم الامتحانات تقريبا , وحين عجزت وبلغ اليأس منتهاه قررت الدولة اعادة امتحان الديناميكا في 2 يوليو بعد أن أداه الطلاب كما قررت تأجيل امتحانات الجيولوجيا والرياضة البحتة والتاريخ الى 4 يوليو , الأمر الذي أثار غضب الطلاب والطالبات فنزلوا لأول مرة في مظاهرات حاشدة احتجاجا على سوء ادارة الدولة للامتحانات واشتبكوا مع قوات الأمن , وحين حدث ذلك تحركت الدولة فألقى الرئيس نفسه خطابا لطمأنة الطلاب كما تم اعلان أن جهة سيادية هي التي ستتولى طباعة الامتحانات!

ولا شك أن تسريب الامتحانات أو اعادتها يهدر تماما مبدأ تكافؤ الفرص الذي نص عليه الدستور , فما ذنب الطالب المتفوق الذي ذاكر طوال العام ثم امتحن وأجاب بشكل جيد ولم يغش أو يتم تسريب الامتحان اليه؟ , وماذا لو أجاب بعض الطلاب بشكل جيد في امتحان الديناميكا ثم لم يوفقوا في امتحان الاعادة؟

والحقيقة أن مشكلة التعليم في مصر قديمة وقد ورثها النظام الحالي من نظام مبارك الذي أفسد العملية التعليمية بالكامل على مدار ثلاثين سنة بشكل متعمد , ومن مظاهر فساد العملية التعليمية ما يلى :

1_ على مدار السنوات الماضية تم إهانة المعلم وإذلاله عن عمد من خلال الهبوط بمستواه المادي باعطائه مرتب هزيل جدا لا يكفي لمعيشة ادمية , ما دفع المعلمين الى الاتجاه للدروس الخصوصية التى أتت بالضرورة على حساب العملية التعليمية ذلك أن الطلاب باتوا يعتمدون بشكل أساسي على الدروس الخصوصية بديلا عن التعليم في المدارس وبالتالي ضاعت هيبة المعلم بعد أن مد يده إلى تلاميذه وأصبحت المدارس مجرد ساحة للهو واللعب والاستهزاء بالمدرسين فضلا عن تدهور مستوي المعلمين العلمي والاعتماد على خريجي كليات الزراعة والآداب بل وبعض خريجي الدبلومات بدلا من خريجي كليات التربية فكانت النتيجة كارثية! , ناهيك عن تخلي المدرسة عن دورها في تربية النشء مما أدى إلى تخريج أجيال سيئة السلوك!

2_الميزانية المخصصة للتعليم ضعيفة للغاية وبالتالي فان المباني والمرافق المدرسية متدهورة بشكل كبير بل تكاد تكون غير آدمية , ومع زيادة عدد السكان وقلة المدارس والأبنية فقد شهدت الفصول تكدسا كبيرا بحيث صار عدد الفصل الواحد خمسين أو ستين طالب , وهو في تصوري وضع يستحيل معه القيام بالتدريس وإيصال المعلومة إلى الطلاب!

3_المناهج الدراسية لم تسلم هي الأخرى من الفساد سواء من حيث الشكل أو المضمون إذ تعتمد في الأساس على الحفظ والتلقين بدلا من المنهج العلمي القائم على التفكير وإعمال العقل! وبالتالي كانت النتيجة تخريج أجيال تعودت على الحفظ الأصم ولا تستطيع استخدام عقلها في التفكير والنقد

ومع إهمال أولياء الأمور تربية أبنائهم فقد كان من الطبيعي أن يفسد الطلاب علميا وأخلاقيا , ولأن التعليم هو أساس تقدم الأمم فيتعين على الدولة الاهتمام به وجعله في مقدمة أولوياتها , ولحل مشكلة التعليم في مصر أقترح ما يلي :

1_زيادة الميزانية المخصصة للتعليم في الموازنة العامة للدولة والتعامل معه باعتباره قضية أمن قومي

2_زيادة مرتبات المدرسين بحيث يكون الحد الأدنى لدخل المعلم 5000 جنيه أسوة بأساتذة الجامعات في مقابل اصدار تشريع بتجريم الدروس الخصوصية تجريما تاما

3_عمل دورات تدريبة مستمرة للمعلمين بهدف الارتقاء بمستواهم العلمي

4_ايفاد طلبة كليات التربية في بعثات علمية الى الخارج كما فعل محمد علي مؤسس مصر الحديثة حين أرسل رفاعة الطهطاوي ورفاقه في بعثة علمية الى فرنسا عام 1826م , على أن يعود هؤلاء الطلاب لنقل خبرتهم وما تعلموه الى مصر

5_التوسع في انشاء مدارس جديدة على الطراز الحديث مجهزة بأفضل الوسائل والأجهزة العلمية الحديثة مع تقليل كثافة الفصول بحيث لا تزيد كثافة الفصل الواحد عن عشرين طالبا

6_تنقية المناهج الدراسية واعادة تحديثها بحيث تكون قائمة على المنهج العلمي وليس الحفظ والتلقين

7_تغيير نظام امتحانات الثانوية العامة العقيم بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والتعليم الالكتروني

غير أنه لكي يتم تنفيذ تلك الاقتراحات يتعين أن تتوافر ارادة سياسية للاصلاح فهل تلك الارادة موجودة؟
في حوار الرئيس السيسى الأخير للتليفزيون المصري مع الاعلامي أسامة كمال أجاب الرئيس حين سئل عن اصلاح التعليم في مصر قائلا:"لكي نكون واقعيين مش قبل 12 سنة"! , وبالتالي يبدو واضحا أنه ليس هناك نية لاصلاح التعليم في مصر , واذا علمنا أيضا بأن الحكومة خالفت الدستور فيما يتعلق بزيادة الميزانية المخصصة للتعليم في الموازنة العامة الجديدة يتأكد لدينا أنه ثمة نية لافساد التعليم في مصر بابقاء الوضع على ما هو عليه عوض اصلاحه لغرض ما لا نعلمه! , وهو ما يعني أن قضية اصلاح التعليم في مصر ستظل مؤجلة لحين اشعار اخر



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا ينتهي الارهاب في مصر؟
- ما كشفت عنه أزمة تيران وصنافير
- لماذا حصلت أمى على لقب الأم المثالية؟
- ملاحظات على حوار المستشار هشام جنينة
- هل ستقوم ثورة ثانية في مصر؟
- حصاد عام 2015 في مصر
- ماذا وراء التحالف الاسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية؟
- تداعيات أحداث باريس الارهابية
- لماذا يتعين مقاطعة الانتخابات البرلمانية في مصر؟
- مأساة سوريا
- قناة السويس الجديدة بين التهوين والتهويل
- عامان على 30 يونيو وسقوط حكم الاخوان
- لماذا قتل أمين الشرطة الضابط؟
- من وراء عملية سيناء الارهابية؟
- ماذا بعد اغتيال النائب العام في مصر؟
- أزمة الأحزاب المصرية
- عام على مجئ السيسى
- اعدام مرسي وبراءة مبارك
- مشكلة مصر الحقيقية
- من المسئول عن تنامي الارهاب؟


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - هل هناك نية لإفساد التعليم في مصر؟