أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - لماذا قتل أمين الشرطة الضابط؟














المزيد.....

لماذا قتل أمين الشرطة الضابط؟


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واقعتان حدثتا مؤخرا لم يلتفت إليهما الكثيرون رغم أهميتهما , وهما واقعتان متشابهتان إلى حد التطابق في المضمون والغريب أنهما وقعتا في نفس الشهر , الواقعة الأولى هي حادث قيام أمين شرطة بقتل ضابط بالأمن الوطني اثر قيام الثاني ومعه قوة مكلفة بمحاولة إلقاء القبض على الأول المتهم بقتل ثلاثة أشخاص في مشاجرة نتيجة الخلاف على قطعة أرض مساحتها قيراطان! (المصري اليوم 13 يونيو)

الواقعة الثانية حدثت منذ عدة أيام إذ قام أمين شرطة بقتل سائق مستخدما سلاحه الميري انتصارا لأحد أقاربه الذي كان يتشاجر مع السائق القتيل! (المصري اليوم 24 يونيو)

ولأن المتهم تقريبا واحد في الحادثين (أمين شرطة) فقد وجدت من المهم التوقف عندهما ومحاولة تفسيرهما وشرح ما ينطويان عليه من دلالات

والحقيقة أنه ليس من قبيل الصدفة أن يقوم أمين شرطة باستخدام سلاحه الميري مخالفا للقانون , وأن تلك ليست الواقعة الأولى التي يحدث فيها ذلك وإنما سبقها حوادث أخرى كثيرة ربما لم يعلن عنها

وفي اعتقادي أن الواقعتين تعكسان مشكلتين أحدهما عامة تخص جهاز الشرطة بشكل عام والأخرى خاصة تتعلق بفئة أمناء الشرطة تحديدا , فقيام أمين شرطة باستخدام سلاحه الميري مخالفا القانون يعكس إلى حد كبير ثقته بأنه لن يحاسب على ما يفعله وإحساسه بأنه ينتمي لجهاز فوق الدولة والقانون!

والواقع أن استخدام الأسلحة النارية في مصر من قبل رجال الشرطة أصبح أمرا عاديا لاسيما عقب ثورة 30 يونيو وسقوط جماعة الإخوان إذ ثمة أوامر عليا بإطلاق النار (تصفية بتعبير الصحف ووسائل الإعلام!) على كل من يشتبه في كونه إرهابيا وذلك في إطار مكافحة الإرهاب الذي صار شعار المرحلة , وحادث الكرنك الأخير أفضل دليل على ذلك

صحيح أن استخدام العنف من قبل رجال الشرطة هو أمر مطلوب مع المجرمين والإرهابيين ولكن المشكلة في إساءة استخدامه من جانب الفاسدين في جهاز الشرطة كما هو الحال في الحادثتين المشار إليهما

والمؤكد أن كل مؤسسة بها الصالح والفاسد ولكن فيما يتعلق بجهاز الشرطة في مصر تحديدا نجد كثير من أفرادها فاسدين خاصة من فئة أمناء الشرطة فقد قام مبارك بالاعتماد كليا على جهاز الأمن في سبيل بقائه في الحكم لمدة ثلاثين عاما ومن ثم أعطاه صلاحيات واسعة جعلته فوق الدولة والقانون لذا لم يكن غريبا أن ينال جهاز الشرطة قسطا كبيرا من الفساد الذي طال كل المؤسسات في عهد مبارك

ولأن فئة أمناء الشرطة تنتمي إلى شريحة أدنى اجتماعيا وماديا وأقل في نسبة التعليم بعكس ضباط الشرطة فقد كان من الطبيعي أن ينحرف أكثرهم ويسيئوا استخدام السلطة الكبيرة الموكلة إليهم , ولذلك لم يكن المخرج الكبير يوسف شاهين وتلميذه خالد يوسف مبالغين حين جسدا شخصية أمين الشرطة الفاسد (حاتم) في فيلم (هي فوضى) فالتجربة أثبتت أن الواقع قد يكون اسوأ بكثير من الفن السينمائي!

وبدلا من أن تقوم الدولة المصرية بعد ثورتين بإعادة هيكلة جهاز الشرطة على أسس سليمة وبتطهيره من الفاسدين فقد أبقت على الأوضاع القديمة كما هي بل وبالغت في إعطاء أمناء الشرطة منح ومزايا مادية بعد أن خضعت لمطالباتهم! , وهو ما يعكس في تقديري ضعفا من جانب الدولة واهتزاز ثقتها بنفسها.

أدري أن الموضوع محبط وموغل في التشاؤم غير أن صدور حكم قضائي ضد أميني الشرطة صاحبا الواقعتين وكذلك صدور حكم ضد الضابط المتهم بقتل الناشطة شيماء الصباغ يعطي الأمل في إمكانية تغيير الأوضاع

المطلوب باختصار أن يكون لدينا جهاز شرطة قوي ومهني وقادر على مكافحة الإرهاب وليس جهاز شرطة فاسد يقتل الأبرياء فضلا عن تنفيذ القانون على الجميع بلا استثناء



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء عملية سيناء الارهابية؟
- ماذا بعد اغتيال النائب العام في مصر؟
- أزمة الأحزاب المصرية
- عام على مجئ السيسى
- اعدام مرسي وبراءة مبارك
- مشكلة مصر الحقيقية
- من المسئول عن تنامي الارهاب؟
- حصاد ثورة 25 يناير في أربع سنوات
- هل تغيرت الشرطة بعد 25 يناير؟
- التحديان المهمان في مصر عام 2015
- من المستفيد من حادث شارلي ايبدو؟
- شيخ الأزهر وفهمي هويدي
- الحصاد الديمقراطي لمصر في عام 2014
- ملاحظات على انتخابات الرئاسة
- لماذا السيسي وليس حمدين صباحي؟
- هل فعلا تحررت سيناء؟
- لماذا انتهت حركة 6 أبريل؟
- كيف يتم القضاء على الإرهاب في مصر؟
- تحديات ما بعد الاستفتاء
- الدروس المستفادة من 25 يناير إلى 30 يونيو


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - لماذا قتل أمين الشرطة الضابط؟