لماذا السيسي وليس حمدين صباحي؟

اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تستمد الانتخابات الرئاسية القادمة أهميتها من كونها ثاني انتخابات تتم بعد ثورة 25 يناير وأول انتخابات تجرى بعد ثورة 30 يونيو وسقوط جماعة الإخوان لذا أرفض تماما خيار مقاطعة الانتخابات الذي يصب في صالح الإخوان وإنما يتعين على كل المخلصين لهذا الوطن المشاركة في هذه الانتخابات بكثافة حتى لو كانت نتيجة الانتخابات متوقعة سلفا لصالح أحد المرشحين إذ سوف تؤسس تلك الانتخابات لشرعية دستورية جديدة تقضي تماما على خطاب الشرعية الذي يتبناه الإخوان المسلمون وحلفاؤهم , ومع استبعاد خيار المقاطعة يكون السؤال أيهما أفضل لحكم مصر في تلك المرحلة حمدين صباحي أم المشير السيسي؟

الحقيقة أنني لم أستمع كثيرا إلى المرشح حمدين صباحي فقد استمعت إليه بما يكفي إبان الانتخابات الرئاسية الأولى في 2012 بينما حرصت مثل الكثيرين على الاستماع الى المشير السيسي الذي لم نستمع إليه كمرشح رئاسي من قبل ورأيت بعد تفكير طويل أن المشير السيسي هو الأنسب لحكم مصر في تلك المرحلة وفيما يلي أورد الأسباب التي دفعتني لهذا الاعتقاد :

۱-;-_من المؤكد لدي أن حمدين صباحي هو الأكثر قدرة على تطبيق الديمقراطية بينما ثمة اتفاق على أن السيسي هو الأقدر على جلب الأمن والاستقرار إلى مصر وبالتالي يثار السؤال هل مصر في تلك المرحلة بحاجة إلى مزيد من الديمقراطية أم إلى الأمن والاستقرار؟

أعتقد أنه بعد ثلاث سنوات من الفوضى والعشوائية والانفلات الأمني التي أعقبت ثورة 25 يناير باتت البلاد في حاجة إلى حاكم قوي يعيد إليها الأمن والاستقرار ولا شك أن المشير السيسي بحكم مجاله وخبرته العسكرية قادر على ذلك خاصة أنه هناك حالة استقرار نسبي وتحسن ملحوظ في جانب الأمن منذ 3 يوليو وحتى الآن وهو أمر يحسب للسلطة الانتقالية وعلى رأسها المشير السيسي ومن ثم تطلع كثير من الناس إلى حكم المشير أملا في تخليص البلاد من حالة الفوضى وللحفاظ على هذا الاستقرار

۲-;-_من مزايا السيسي أنه يعدّ مرشح الدولة الذي يأتي من قلب المؤسسة العسكرية وقد أثبتت تجربة حكم مرسي أن مؤسسات الدولة العميقة لا تتعاون مع من يأتي من خارجها , ثم انه بعد التدهور والفساد الذي لحق مؤسسات الدولة في عصر مبارك فإنها باتت بحاجة إلى ترتيب وإصلاح من الداخل وتلك مهمة لن يستطيع أن يقوم بها سوى رئيس من قلب الدولة

۳-;-_بخلاف ما سبق فان ثمة فرق جوهري بين السيسي وصباحي أعتقد أنه يصب في صالح المشير وهو أن السيسي وضع فعلا في الاختبار ونجح فيه على عكس منافسه الذي لم نختبره بعد , وأعني به اختبار 30 يونيو فقد قام بتخليص البلاد من حكم الإخوان مستجيبا لإرادة ملايين المصريين ومتحديا للإرادة الأمريكية وهو ما ذكر الناس بصورة الزعيم الملهم المتحدي للغرب التي كان يمثلها (جمال عبد الناصر) , والحقيقة أن من يستمع إلى حديث المشير السيسي ويتتبع مواقفه يجد أنها تنطلق من إرادة وطنية مستقلة وهذا هو سر شعبيته الجارفة

٤-;-_ولا شك أن شعبية المشير السيسي هي أهم مزاياه على الإطلاق فلكي يحكم أي نظام لابد له من ظهير شعبي يسانده لذا أعتقد أن شعبية المشير السيسي ستوفر له غطاء آمن يمكّنه من قيادة البلاد

٥-;-_إن توجهات المشير السيسي الخارجية مطمئنة للغاية وأعتقد أنها تتسق مع متطلبات الأمن القومي المصري وأذكر هنا بموقفه من دعم دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات ضد محاولات بعض الدول الإقليمية زعزعة استقرار المنطقة فضلا عن توجهه ناحية روسيا وإتمام صفقة الأسلحة الروسية إلى مصر وهي الرحلة الناجحة التي غيرت مجرى التحالفات الدولية وأجبرت الولايات المتحدة على تغيير موقفها من مصر , ناهيك عن النجاحات التي حققتها الدبلوماسية المصرية مؤخرا وتحديدا في ملف حوض النيل

ثم إن المشير السيسي كان الحاكم الفعلي للبلاد طيلة المرحلة الانتقالية التي أعقبت 30 يونيو وأعتقد أنه مازال كذلك بعد استقالته ومن ثم فان انتخاب أحد غيره سيعني أن السيسي قد يحكم من وراء ستار أو أنه سيكون لدينا نظام برأسين , وبالتالي فان انتخاب السيسي سيكون بمثابة وضع الأمور في نصابها الصحيح

صحيح أن انتخاب رئيس بخلفية عسكرية قد يكون له مخاطر على مسار التحول الديمقراطي في مصر وهي مخاوف يؤيدها كثير من المؤشرات , تحدثت عنها تفصيلا في مقال (معضلة ترشح السيسي) , ولكنها تتضاءل بجانب المزايا السالفة الذكر

باختصار فان السيسي هو مرشح الضرورة بتعبير الأستاذ هيكل التي فرضت نفسها لاسيما بعد حالة التجريف الفكري والسياسي التي تمت في عهد مبارك طيلة الثلاثين سنة الماضية , وعلى كل المعترضين على ترشحه لكونه حاكم عسكري أن يفكر منذ الآن فيمن يكون رئيس مصر بعد القادم علما بأنه لن يبقى في الرئاسة لأكثر من ثماني سنوات طبقا للدستور

#اسلام_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل