أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - عاصفة الفيلم المسئ














المزيد.....

عاصفة الفيلم المسئ


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أكن أود الكتابة في هذا الموضوع لاعتقادي أن التجاهل أفضل في التعامل مع مثل هذه الإساءات , غير أن العاصفة التي أثارها الفيلم المسئ للرسول وما صاحبها من ردود فعل هي ما دفعتني إلى الكتابة

لم تكن تلك الإساءة الأولى التي يتعرض لها رسول الإسلام من الغرب فقد سبق أن تم نشر رسوم مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام في الدنمارك منذ عدة سنوات وكذلك صدر أفلام مسيئة للإسلام في فرنسا وهولندا , غير أن الجديد في الأمر تلك المرة أن بعض أقباط المهجر من المصريين متورطون في صناعة الفيلم المسئ , ليس ذلك فقط مصدر المفاجأة وإنما الأدهى أن الفيلم بذئ لدرجة مثيرة للاشمئزاز! , وبالتالي كان من الطبيعي أن يستفز مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم وخاصة في البلدان العربية ذات الطبيعة المتدينة مثل مصر وليبيا

والحقيقة أن رد الفعل الإسلامي كان سيئا للغاية إذ لم يكتف بالتظاهر السلمي والتعبير عن الاحتجاج وإنما تم الاعتداء على السفارات الأمريكية بل وصل الأمر الى قتل السفير الأمريكي في ليبيا وهو عمل مشين لا يتفق بتاتا مع قيم وتعاليم الإسلام الذي يتظاهر المسلمون من أجله!

ولا شك لدي في أن عمل هذا الفيلم كان متعمدا إذ يتزامن مع ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر من جانب كما يتزامن مع قرب الانتخابات الأمريكية والصراع على أشده بين الجمهوريين والديمقراطيين من جانب آخر وبالتالي فلا أستبعد أن يكون بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي من الجمهوريين يقفون وراءه بغية إثارة الغضب في بعض الدول العربية والإسلامية ضد الولايات المتحدة مما سيصب حتما في صالح مرشح الحزب الجمهوري وليس أوباما

ومما يؤكد أن ثمة مؤامرة تقف وراء صناعة الفيلم أن بعض أقباط المهجر متورطون في الأمر وهم في معظمهم عملاء للخارج يعملون بشكل حثيث على إشعال الفتنة الطائفية في مصر بهدف تقسيمها , بل إنهم طالبوا صراحة بدولة مسيحية في جنوب مصر

ولقد ساءني للغاية اعتداء بعض المتظاهرين على السفارة الأمريكية في القاهرة واشتباكهم مع قوات الأمن التي تقوم بحراسة السفارة فضلا عما صدر منهم من ألفاظ بذيئة بثتها وسائل الإعلام يعف اللسان عن ذكرها , ولا جدال في أن من قاموا بذلك مندسون أو مدفوعون من جهات ما ولا علاقة لهم بنصرة الإسلام إذ لا يحض الدين على الاعتداء على الآخرين وسبهم بألفاظ بذيئة!

والواقع أن الاعتداء على السفارة الأمريكية لم يمر بسلام فقد أعلن الرئيس الأمريكي أوباما أن مصر دولة لم تعد دولة حليفة وهو ما أثار خيفة البعض , غير أنني لا أعتقد أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة ستتأثر كثيرا بما جرى ولا أخذ تصريح الرئيس الأمريكي على محمل الجد وإنما أراه مجرد مزايدة تدخل كجزء من الصراع الدائر في الولايات المتحدة على خلفية الانتخابات الأمريكية

أهم ما كشف عنه الفيلم المسئ في اعتقادي أن التطرف ليس إسلاميا كما يدعي البعض وإنما هو موجود في كل الديانات فكثير من المسيحيين واليهود أشد تطرفا وإرهابا من المسلمين

كما أكدت واقعة الفيلم أن الشعوب العربية متدينة بطبعها وهو ما تجلى من ردة الفعل لذا فكثيرا ما يلعب أعداء الخارج على ذلك الوتر الحساس بإثارة التوترات الدينية والعرقية داخل البلدان العربية

إن مواجهة التطرف لا تكون بتطرف مماثل وإنما بتقديم النموذج الأمثل في التعريف بحقيقة الإسلام , وأظن أن صناعة فيلم سينمائي مضاد عن سيرة الرسول الكريم قد تشكل خطوة أولى في هذا الطريق

المؤسف أن رد الفعل الرسمي لم يكن أقل سوء من نظيره الشعبي فقد طالب الرئيس محمد مرسي الرئيس الأمريكي أوباما بردع المستهزئين بالأديان وهو ما يسوغ لنا وصفه بالجهل إذ لا يوجد نص قانوني في الولايات المتحدة يجرم ازدراء الأديان وإنما حرية الفن والإبداع مكفولة هناك للجميع دون حدود أو قيود , بينما كان الأجدى أن يطالبه بالعمل على بناء منظومة قانونية عالمية تنص على تجريم ازدراء الأديان وهو ما يجب أن نعمل جميعا من أجله حفاظا على قدسية الأديان من جهة ومنعا للفتن من جهة أخرى



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب إعادة هيكلة وليس حالة الطوارئ
- الصراع على السلطة في مصر
- جريمة رفح الكاشفة
- سياسة مصر الخارجية 3 , التجربة التركية
- سياسة مصر الخارجية ۲
- خطاب الرئيس المنتخب
- المعركة القادمة , ما بعد انتخابات الرئاسة
- المخطط الشيطاني لاستعادة النظام السابق في مصر
- كيف نفهم نتيجة الانتخابات؟
- المناظرة الرئاسية
- مأزق الاخوان المسلمين
- انتخابات الرئاسة
- عودة الى مسألة الدستور
- إعادة هيكلة وزارة الداخلية
- الثورة والفوضى
- الشرعية الثورية والشرعية الدستورية
- لا رئيس قبل وضع الدستور
- أحداث استاد بورسعيد
- مذكرات شاب ثائر يوم ٢٥ يناير
- هل ثمة صفقة بين المجلس العسكري والإخوان؟


المزيد.....




- لماذا يرفض الصينيون الحوافز المالية الحكومية للتشجيع على الإ ...
- تركيا.. فيديو محاولة حرق مسجد آيا صوفيا ترصده كاميرا مراقبة ...
- -صواريخ نووية-.. فيديو ما قاله ترامب من على سطح البيت الأبيض ...
- العراق.. ضجة بعد فيديو شجار وأحذية تتطاير بالهواء بمجلس النو ...
- فيديو مداهمة سوريين في السعودية بعملية -حية- تشعل تفاعلا
- مجلس الدفاع الإيراني.. هيئة أمنية قيادية عجلت بإنشائها الحرب ...
- -براهموس- صاروخ هندي روسي اشتق اسمه من نهرين
- المدرسة الرشيدية.. صرح مقدسي يقاوم منذ عهد السلطان عبد الحمي ...
- أسطول الصمود العالمي.. أكبر تحرك بحري دولي لدعم غزة
- جاك سميث مستشار خاص تولى التحقيقات الجنائية ضد ترامب


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - عاصفة الفيلم المسئ