أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - الحصاد الديمقراطي لمصر في عام 2014














المزيد.....

الحصاد الديمقراطي لمصر في عام 2014


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 5 - 02:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذا كان عام 2013 هو العام الذي شهد ثورة تصحيح المسار في 30 يونيو بعد سنتين من التخبط والعشوائية التي حدثت عقب ثورة يناير فان عام 2014 هو العام الذي بدأت فيه مصر طريقها نحو بناء النظام السياسي الجديد من خلال تنفيذ خارطة الطريق التي أعلن عنها في يوليو 2013

ولقد نجحت مصر في انجاز الخطوة الأولى بوضع دستور جيد يليق بمصر في يناير 2014 حاز قبولا واسعا لدى الأوساط السياسية والشعبية على السواء بنسبة تصويت بلغت 98% , صحيح أن به بعض المواد المعيبة مثل عدم النص بشكل صريح على مدنية الدولة وعدم وضع قواعد صارمة لممارسة العملية السياسية تقضي بفصل الدين عن السياسة فضلا عن التوسع في صلاحيات المؤسسة العسكرية وكذا جواز محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية ولكن الدستور في مجمله جيد ويعد من أفضل الدساتير في تاريخ مصر الحديث

كما تمكنت مصر من استكمال الخطوة الثانية في خارطة الطريق بنجاح باجراء انتخابات رئاسية تعتبر ثاني انتخابات حرة نزيهة في تاريخ مصر أسفرت عن انتخاب الرئيس السيسي وهي خطوة ناجحة رغم بعض التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية مثل دفع الناس الى التصويت لمرشح معين فضلا عن مد يوم ثالث للتصويت

غير أن ثمة مؤشرات تنذر بالخطر على المسار الديمقراطي في مصر أهمها التباطؤ في اجراء الانتخابات البرلمانية بما أسفر عن تجاوز المهلة التي كانت محددة في الدستور وهي ستة أشهر فضلا عن قانون الانتخابات المعيب الذي جعل الانتخابات بنظام القائمة المطلقة وليست النسبية , وكذلك قانون تقسيم الدوائر السئ الذي جعل هناك تفاوت كبير في تقسيم الدوائر وهو ما يعني عدم تكافؤ الفرص بين المرشحين , وهو ما ينذر في النهاية بافراز برلمان ضعيف من نوعية برلمانات فتحي سرور التي تتكون من نواب العصبيات الذين لا وظيفة لهم سوى حل مشاكل الناس اليومية بعيدا عن مهمة التشريع والرقابة المنوطة بالبرلمان

واذا سلمنا بحقيقة أن الديمقراطية ليست مجرد انتخابات أو صناديق اقتراع وانما هي ممارسات على الأرض فان ثمة مؤشرات أخرى خطيرة مثل قانون التظاهر الذي يتعارض مع نص دستوري يبيح حرية التظاهر السلمي , والذي أتاح للحكومة القبض على كثير من شباب الثورة ومن ثم أثار الغضب في صفوف شباب الجامعات ضد الحكومة والنظام الجديد , وكذلك القانون الذي أصدره الرئيس عقب حادث العريش الارهابي وأدخل في اختصاص المحاكم العسكرية الجرائم التي يرتكبها مدنيون ضد المنشات العامة باعتبار أنها منشات عسكرية! وهو ما يتعارض أيضا مع مع المادة (٢-;-٠-;-٤-;-) من الدستور التى تحصر اختصاص القضاء العسكرى بالنسبة لمحاكمة المدنيين فى الجرائم التى تمثل اعتداء مباشرا على المنشآت العسكرية أو معسكرات القوات المسلحة أو ما فى حكمها

ومما يزيد القلق على مستقبل الديمقراطية أن الرأي العام في مصر لم يعد مكترثا بمسألة الديمقراطية والحريات بقدر ما يعنيه الأمن والاستقرار وذلك نتيجة حالة الفوضى والانفلات التي أعقبت ثورة يناير وسوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية , وهو ما استغلته الحكومة فتوسعت في فرض القبضة الأمنية وتضييق الحريات بدعوى محاربة الارهاب في ظل وجود اعلام يدفع بشدة في هذا الاتجاه وقد نجح في تحميل ثورة 25 يناير كل مظاهر الفوضى والعشوائية والانفلات ويقوم بتبرير أي أخطاء قمعية تتخذها الحكومة ليس هذا فحسب بل والترويج أيضا لنظام مبارك الذي تم تبرئته من قبل القضاء من كل التهم الموجهة اليه , كل هذا فضلا عن حالة الانقسام المجتمعي وغياب الحوار والتوسع في سلطات الرئيس!

في سياق ما سبق يتبين لنا أن هناك مخاطر حقيقية على مسار التحول الديمقراطي في مصر , وأعتقد أن عام 2015 سيحدد بشكل كبير ما اذا كانت مصر ستتقدم خطوات الى الأمام في هذا المسار أم ستعود الى الوراء



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على انتخابات الرئاسة
- لماذا السيسي وليس حمدين صباحي؟
- هل فعلا تحررت سيناء؟
- لماذا انتهت حركة 6 أبريل؟
- كيف يتم القضاء على الإرهاب في مصر؟
- تحديات ما بعد الاستفتاء
- الدروس المستفادة من 25 يناير إلى 30 يونيو
- ملاحظات على دستور لجنة الخمسين
- ثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان
- لماذا يتعين البدء من نقطة الصفر؟
- ما مصير السلطة التشريعية في مصر؟
- حادث اختطاف الجنود المصريين في سيناء
- من المسئول عن وأد الثورة؟
- أزمة بورسعيد
- حتى لا تكون ثورة ثانية
- سقوط النخبة
- أزمة الإعلان الدستوري المحصن
- ماذا وراء مقتل العميد وسام الحسن في لبنان؟
- أزمة النائب العام
- عاصفة الفيلم المسئ


المزيد.....




- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها من أجل تخليص ...
- الحرس الثوري: بداية نهاية أسطورة الدفاع للجيش الصهيوني.. سيط ...
- رئيس الإمارات يعرب لنظيره الإيراني عن تضامن بلاده مع طهران
- -تلغراف-: الصين أرسلت سرا طائرات نقل إلى إيران
- زعيم كوريا الشمالية يؤكد دعم بلاده لروسيا خلال لقائه مع شويغ ...
- صاروخ -فتاح-.. رسالة إيرانية تفوق سرعة الصوت تهز إسرائيل
- تحديث مباشر.. ترامب يدرس خيارات أمريكا مع دخول الصراع بين إس ...
- السلطات الإيرانية تمدد إغلاق الأجواء في البلاد
- اكتشاف آلية للتحكم بالجوع
- ماذا يعني تناول جرعة زائدة من المغنيسيوم؟!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - الحصاد الديمقراطي لمصر في عام 2014