أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - مأساة سوريا














المزيد.....

مأساة سوريا


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدمت صورة الطفل السوري الغريق أيلان كردي الجميع وأحدثت دويا هائلا على مستوى العالم إذ كشفت عن حجم مأساة سوريا وكذلك ضعف الأنظمة العربية وعجزها عن تقديم شئ لحلها فضلا عن تعبيرها عن مدى التواطؤ الدولي فيما وصلت إليه الأزمة السورية لذا لم يكن غريبا أن يشعر الجميع في كل أنحاء العالم بالخزى والعار

وبينما أثرت الصورة بشكل ايجابي في العالم الغربي وخاصة دول الاتحاد الأوروبي التي تحرك بعضها وقامت ألمانيا وفرنسا بتحديد حصة إلزامية لاستقبال المهاجرين , لم تحدث الصورة نفس التأثير الايجابي في العالم العربي بكل أسف! , ولا شك أن الأزمات الداخلية التي تعاني منها أكثر الدول العربية وفي مقدمتها محاربة الإرهاب قد أثرت بشكل كبير على دعمها للشعب السوري فقد انكفأت كل دولة على نفسها مكتفية بمشكلاتها الداخلية وأمنها القومي ومن ثم تراجع اهتمامها بالأزمة السورية وبغيرها من أزمات العالم العربي والإسلامي

والمؤكد أن نظام بشار الأسد هو المسئول بشكل رئيسي عما حدث لسوريا ويتحمل الجانب الأكبر من انهيار وتفكك هذا البلد العربي الكبير فضلا عن حجم الضحايا الذي بلغ حوالي نصف مليون قتيل وأربعة ملايين لاجئ سوري , فقد كان بوسعه احتواء الأزمة منذ بدايتها قبل أربع سنوات من خلال القيام بإصلاحات في بنية النظام استجابة لمطالب التغيير , غير أن جشعه واستبداده جعله يتمسك بالحكم حتى آخر نفس كدأب كل الحكام العرب الفاسدين حتى لو انهار البلد فوق رؤوس الجميع!

معضلة الأزمة السورية تكمن أساسا في حجم التدخلات الخارجية من القوى الدولية والإقليمية فيما يحدث في سوريا , فمن ناحية تقوم روسيا وحليفها الإيراني في المنطقة بدعم نظام بشار الأسد سياسيا وعسكريا منذ بداية الأزمة وهو ما أدى إلى استبعاد تدخل القوى الدولية عسكريا وبريا في سوريا ومن ثم صمود النظام السوري حتى الآن

ومن ناحية أخرى فان الولايات المتحدة وإسرائيل من مصلحتها تأجيج الصراع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام تنفيذا لمخطط التقسيم الذي يفضي إلى إعادة تقسيم المنطقة على أسس طائفية وإعادة رسم خرائطها من جديد بعد خلق توازنات إقليمية جديدة , وهو ما سيصب في مصلحة تأمين الدولة العبرية في النهاية , فضلا عن مصلحة الولايات المتحدة في استمرار عمليات بيع السلاح إلى مناطق النزاع

أضف إلى ذلك تدخل السعودية وتركيا ودعمهما للمعارضة السورية المسلحة في سوريا بالمال والسلاح وكذلك لتنظيم داعش ضد النظام السوري وهو ما أدى إلى إكساب الصراع في سوريا بعدا طائفيا بعد أن تحول من صراع سياسي بين النظام/المعارضة إلى صراع ديني سني/شيعي , وهو ما ساهم بشكل كبير في تعقيد الأزمة!

غير أن ثمة متغيرات جديدة على الأرض تلقي بظلال من الأمل في إمكانية إيجاد حل للأزمة السورية في المدى القريب أو المتوسط إذ بعد أن توحش تنظيم داعش وسيطر على أجزاء كبيرة من الأرض أدركت القوى الدولية ومعها السعودية وتركيا حجم الخطر الذي قد يلحق بها ويهدد مصالحها جراء استفحال هذا التنظيم وبالتالي بدأت في تغيير موقفها إزاء الأزمة السورية وبدأ الحديث يتردد عن ضرورة إحداث تغيير في النظام السوري بعد أن أصبح عاملا من عوامل نمو الإرهاب في المنطقة

ومن جهة أخرى بدأت القوى الداعمة للنظام السوري في تغيير موقفها تجاهه فروسيا بدأت هي الأخرى تدرك حجم الخطر الذي قد يسببه بقاءه ومن ثم صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا إن الرئيس السورى بشار الأسد مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ولاقتسام السلطة مع معارضة بناءة , في تطور مهم للموقف الروسي , كما أن دعم إيران الحليف الأكبر للنظام السوري قد بدأ يتراجع بشكل ملحوظ على خلفية عقد الاتفاق النووى مع القوى الكبرى مؤخرا وكذلك بسبب تداعيات المواجهات الإقليمية بينها وبين المحور السعودية التركي في المنطقة لاسيما في اليمن

والمؤكد أن التقدم الكبير الذي أحرزته المعارضة السورية المسلحة على الأرض مؤخرا يمثل عاملا مهما لحل الأزمة السورية سياسيا إذ بدأ النظام السوري يدرك أن نهايته قد حانت كما بدأت القوى الدولية والإقليمية في تغيير موقفها والاتجاه نحو حل سياسي للأزمة لاسيما بعد واقعة غرق الطفل السوري

في سياق ما سبق يبدو واضحا أن الظرف الدولي والإقليمي مواتي تماما لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية يقوم بتغيير رأس النظام ويبقي على ما تبقى من الدولة والجيش السوري مع ضمان مشاركة الجميع في العملية السياسية , غير أن هذا الحل يواجهه في تقديري عائقان مهمان : الأول اختلاف قوى المعارضة السورية فيما بينها في العديد من النقاط وعدم توحدها في ائتلاف واحد , الثاني عدم حسم مصير بشار الأسد سواء من جانب القوى الدولية أو قوى المعارضة الداخلية



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة السويس الجديدة بين التهوين والتهويل
- عامان على 30 يونيو وسقوط حكم الاخوان
- لماذا قتل أمين الشرطة الضابط؟
- من وراء عملية سيناء الارهابية؟
- ماذا بعد اغتيال النائب العام في مصر؟
- أزمة الأحزاب المصرية
- عام على مجئ السيسى
- اعدام مرسي وبراءة مبارك
- مشكلة مصر الحقيقية
- من المسئول عن تنامي الارهاب؟
- حصاد ثورة 25 يناير في أربع سنوات
- هل تغيرت الشرطة بعد 25 يناير؟
- التحديان المهمان في مصر عام 2015
- من المستفيد من حادث شارلي ايبدو؟
- شيخ الأزهر وفهمي هويدي
- الحصاد الديمقراطي لمصر في عام 2014
- ملاحظات على انتخابات الرئاسة
- لماذا السيسي وليس حمدين صباحي؟
- هل فعلا تحررت سيناء؟
- لماذا انتهت حركة 6 أبريل؟


المزيد.....




- ليبيا: انتخابات بلدية جزئية وسط أعمال عنف وتأجيل بعض مراكز ا ...
- ترامب ينقل لزيلينسكي شروط بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا
- البرنامج السري المرعب الذي قادته الاستخبارات الأميركية للتلا ...
- -مستحيل-.. الشرع يرد على مطالب تقسيم سوريا و-الاستقواء- بإسر ...
- لاريجاني: اختراق إسرائيل لإيران موضوع جدي وتجب مواجهته
- عاجل | مصدر بمستشفى المعمداني: 7 شهداء في قصف من مسيرة إسرائ ...
- ميلانيا ترامب تكتب رسالة إلى بوتين.. ماذا جاء فيها؟
- مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب دعا عددًا من القادة الأوروبيين لحض ...
- خطة ماكرون الجديدة في أفريقيا
- نائب رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة: علينا تجنب التخوين والت ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - مأساة سوريا