أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - زمن انهيارات القيم الوطنية














المزيد.....

زمن انهيارات القيم الوطنية


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 5489 - 2017 / 4 / 12 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقترب ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن ارض سورية, و من يذكر الاستقلال اليوم؟
الاستقلال الذي لم يتحقق إلا بدماء و تضحيات السوريين و بايمانهم بسوريتهم و بقيم وطنية اعلى من الاديان و الطوائف و المذاهب و الاثنيات. صراع استمر طويلاً, بدأً من معركة ميسلون و مرور قوات غوروعلى اجساد شهدائها السوريين و على رأسهم الشهيد يوسف العظمة إلى الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الاطرش و ابراهيم هنانو و حسن الخراط و صالح العلي و عبد الرحمن الشهبندر و عياش الحاج و فوزي القاوقجي لتكتمل مع نضالات الاحزاب الوطنية و رجالاتها, شكري القوتلي و هاشم الاتاسي و محمد علي العابد و فارس الخوري و سعد لله الجابري و خالد العظم.... لنستذكر من ذكرى الجلاء ما حل و يحل بسورية منذ قيام ثورتها الشعبية ضد نظام الهمجية و الخيانة الاسدي و لما وصلنا إليه من غياب كامل لكل القيم الوطنية للاستقلال الاول 1946 و للثورة الشعبية الاعظم 2011 حيث يتقاذف السوريين اتهامات التخوين في صف يهلل للاحتلال الروسي الايراني و لصف آخر يهلل للقصف الامريكي او الاسرائيلي او التركي للمنشآت السورية العسكرية و الاقتصادية و البنى التحتية التي دفعوا ثمنها من عرقهم و دمائهم و عملهم خلال عقود من الزمن.
يقف المرء في حالة صدمة كاملة عندما يسمع معارض, يدعي الوطنية, يناشد امريكا او اسرائيل او تركيا لاحتلال مناطق من ارض سورية او قصف منطقة من مناطق سلطة الاحتلال الاسدي أو يشاهد مسيرات لموالين يرفعون العلم الروسي او الايراني او عصابات حزب الله اللبناني و دعوات لقصف مناطق لا تخضع لسلطة النظام, إنها الكارثة الوطنية الكبرى.
شخصياً, و قد كنت ضابطاً بسلاح الجو, صعقت من تصريحات لضابط طيار منشق يستاء من تواضع الضربة الجوية الامريكية لمطار الشعيرات و يطالبها بتدمير كامل سلاح الجو السوري و نظام الدفاع الجوي.
للتاريخ, فقد كان صدام حسين و كبار قياداته العسكرية و الامنية في متناول القوات الامريكية دائماً و ابداً خلال حربين, لم يكن صدام حسين هدفاً للامريكان الا بعد تدمير البنى التحتية العراقية و تدمير مؤسسة الجيش و القواعد العسكرية العراقية (من غير قوات الحرس الجمهوري, التي سلمت بغداد و انحلت بين المدنيين البغداديين) و مراكز الابحاث العلمية و المؤسسات الاقتصادية إنها حرب تدمير للحاضر و للماضي للقيام بعملية بناء على اسس لاوطنية ترسخ واقعاً تقسيمياً (بحجة اللامركزية) و اثنياً (بحجة حقوق غير العرب بالاستقلال) و طائفياً (بحجة حماية الاقليات) و في النهاية بناء دولة هشة و متراخية تتحكم القوى الدولية بصمامات الصراعات الدينية و الطائفية و الاثنية فيها دائماً.

لكل المهللين لقصف الامريكان أو لقصف الروس أو لقصف اسرائيل و لقصف الاتراك و لقصف موزانبيق... للقواعد العسكرية السورية و طائراتها و منشآتها الاقتصادية و البنى التحتية, هذه جميعها ملك لنا جميعاً و دفع كل سوري و سورية ثمنها و لكن صمتنا و صمت اهالينا من جعلها بأيدي الخونة و الجبناء و اللصوص, و الثورة قامت لاستعادتها و اسقاط عار الاسدية عنها و تسليمها للجيش الوطني الذي عمل الكثيرين من المعارضين على منع قيامه و استبداله بالميشيات الطائفية و المتطرفة.
الامريكان و الاسرائيليين و الروس و الاتراك و الايرانيين و التحالف الدولي, الجميع يعرفون مكان تواجد بشار الاسد و قادته العسكريين و الامنيين المجرمين و لكنهم جميعاً لهم هدف تدمير اسس اعادة بناء سورية الجديدة و مؤسسات دولتها القادمة و بناها الاقتصادية و الثقافية و الحياتية و الدليل لمن فقد الدليل هو ترك الامور منذ بداية الثورة حتى لحظات التعفن و الاحباط الكامل, لحظات تبدأ بعدها تقاسم النفوذ و الثروات على الارض السورية و على حساب كل السوريين.
أصدق ما قاله الثوار الاحرار في الداخل السوري كان مناشدة ترامب بقصف القصر الجمهوري حيث من هناك خرجت اوامر قصف خان شيخون بالكيماوي و ليس مطار الشعيرات و من هناك تصدر اوامر قصف السوريين بكافة انواع الاسلحة التقليدية و غير التقليدية.
أنه زمان غياب الوعي و القيم و المعايير الوطنية الكامل, إنه غياب العقل و الفكر و تصدر للشعبوية و التخوين و الاحباط و الحقد و الانتقام و يغيب مع كل هذه الجعجعات و الصراخ, أصوات العقلاء و اصحاب المثل و سوريين حقيقيين يقع على عاتقهم اعادة بناء سورية و دولتها و مؤسساتها بعد اسقاط هذا النظام العار و محاكمة القتلة و تحرير ارضها من كل مستعمر و حاقد و طائفي و متطرف و الذي بالتأكيد لن يتحقق سوى باستعادة الثورة و خطابها و قيمها الوطنية و قيم الحرية و حقوق كل السوريين على ارض سورية.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالنار كللت يا شام
- لماذا علينا و ليسوا معنا؟
- صور من المقالب الآخرى
- سورية بين دولة العدالة و سراب الدولة
- استدعاء الماضي لخسارة المستقبل
- دروس سريعة من ليلة الانقلاب
- زنوبيا السورية
- هدف الحرب هو الحرب
- القبعات الزرق في سورية
- أين الصين من الثورة السورية؟
- جواز سفر سوري, و جثة ارهابي
- أوهام الانتصارات
- مصالح الدول, بين الشر المطلق و الخير المطلق
- آذن القلعة, ينادي!
- لا تنسوا كي نذكر العالم دائماً بجريمته
- تركيا الجار الحنون
- قرص شنكليش
- فمتى نبدأ أيها السوري؟
- دولة المواطنة و ضمانة الانتماء
- الطاغية لم يمت بعد


المزيد.....




- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...
- قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
- حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده ...
- أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش
- الرئيس الأميركي يعلق على زيارة مبعوثه ويتكوف إلى غزة
- -تيسلا- مطالبة بـ 242 مليون دولار كتعويض عن حادث مميت
- مصدر لـCNN: نتنياهو يؤجل قراره بشأن العملية العسكرية في غزة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - زمن انهيارات القيم الوطنية