أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - صور من المقالب الآخرى














المزيد.....

صور من المقالب الآخرى


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاب لأبوين موظفين, الأب مهندس و الام مدرسة, لا تكفي مدخراتهم المادية لاستكمال الشهر المالي دون استدانة و بعض المساعدات العائلية, لكنها عائلة سورية مكافحة تعيش في الساحل السوري و تحمل من القيم الانسانية و الاخلاقية كأي عائلة سورية متوسطة الدخل عالية التحصيل العلمي. هنا مفهوم الدخل المتوسط يختلف عنه في بقية دول العالم. الدخل المحدود في سورية يعني انه لا مدخرات لا أمل بطبختين لحمة خلال الشهر و فاكهة لمرتين في الاسبوع و يعني التجول في الشوارع لعدم امكانية الذهاب لسيران مشاوي خلال سنتين من التوفير.
الشاب الصغير لا يحب الدراسة و يعشق الاقامة في الازقة و الحارات و لعب كرة القدم و التدخين في الزوايا بعيداً عن عيون امه.
بعيداً عن ملاحقات امه للدراسة تحضيراً لامتحانات الثانوية العامة, يذهب من عدد من ابناء جيله إلى احد المشايخ كي يبارك لهم اقلام الحبر التي سيحملونها خلال الامتحانات علها تجيب على كل الاسئلة بفضل دعاوي و تجليات الشيخ المشعوذ.
و بعيداً عن تساؤلات والده ينظم مع مجموعة من اولاد الحارة رحلة تعفيش إلى حلب طمعاً باغراض النازحين و المهجرين و الحصيلة المتوقعة مبلغ مئة ألف ليرة.
الأب المقموع طوال عمره و المثقل بديون مالية لاستكمال حياة عائلته العادية جداً و العامل كمهندس مع حالة بطالة مقنعة يعيشها معظم المهندسين السوريين منذ حكم الطاغية حافظ الأسد, لكنه حر و لا يقبل الخضوع لاغراءات الرشوة و التسلق الوظيفي و كتابة التقارير بزملائه, ماذا سيحدث له عندما يعرف برحلة ابنه التعفيشية؟
الأم المربية و التي تعاني قهراً مهنياً منذ بداية العام الدراسي و حتى تهديدات تتلقاها خلال مراقبتها لامتحانات الشهادة العامة من الطلاب و من أهلهم و من بعض السلطات المسؤولة, لكنها حرة و لن تقبل بالخطأ و لا أن تنقلب قاعات الامتحانات لساحات سرقة للعلم و الاجابات و الغش الرائج, ماذا سيصيبها عندما تعرف أن ابنها سيذهب لحلب ليعفش اغراض سوريين عانوا كما عانت هي من حكم الأسد و عصاباته؟
الصورة على المقلب الآخر
شاب من حلب بنفس العمر والداه لا يختلفان عن أهل شاب التعفيش في حياتهم السورية الطبيعية و المنفتحة على العمل و العلم و الأدب و الفن قبل أن تنالهم آلة النظام الأسدي من جهة و تنظيمات التطرف و الارهاب من جهة أخرى من تدمير بيتهم و نزوح العائلة باربعة اتجاهات في هذا العالم و بضياع مستقبله في الدراسة و التحصيل العلمي ليكون لقمة سائغة لفكر التطرف و القتل و الخلافة و الثأر و الانتقام من الجميع.
ماذا ستكون الصورة عندما يلتقي شاب التطرف بشاب التعفيش بين انقاض البيوت المدمرة في حلب و أي مستقبل لسورية ينتظرنا كسوريين أمام جيل من التطرف و جيل من التعفيش هما نتاج حقيقي و مر و مدمر لهوس ابناء حافظ الأسد في قتل السوريين و تدمير سورية و تعذيب أهلها و تهجيرهم من وطنهم بعد أن عاثوا بها لصوصية و مؤامرات و تحطيم للهوية الوطنية و تسليمها نهائياً لكل من له مصلحة في هذه الأرض.
سورية اليوم و غداً, أمام موجة عاتية من الكوارث و المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و لو سقط أو رحل النظام المجرم اليوم فمالذي سيفعله كل سوري من أجل انقاذ مئات آلاف الشباب السوري في الداخل و الخارج من وحوش التطرف و الارهاب و التعفيش و اللصوصية و التخفف بكل القيم الاخلاقية و الانسانية و الوطنية؟
صحيح, اننا اليوم خارج كتابة معادلات الحل الوطني و لكننا متورطين بشكل أو بآخر بإعادة بناء سورية و بناء الشخصية الوطنية السورية التي تحطمت في العمق بعد عقود من حكم الطاغية الأب و تكسرت بالشكل و المضمون بعد ست سنوات من حرب عصابات الأسد على الشعب السوري.
أيها السوريون, ستبدأ ثورتكم الحقيقية يوم يسقط أو يرحل نظام الأسد الخائن, لكن لا مناص عن سقوطه أو رحيله أولاً. هل لديكم خطة عمل لسورية أم أنكم تنتظرون اتفاق روسيا و امريكا على كتابة مناهج ابنائكم الدراسية؟؟



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية بين دولة العدالة و سراب الدولة
- استدعاء الماضي لخسارة المستقبل
- دروس سريعة من ليلة الانقلاب
- زنوبيا السورية
- هدف الحرب هو الحرب
- القبعات الزرق في سورية
- أين الصين من الثورة السورية؟
- جواز سفر سوري, و جثة ارهابي
- أوهام الانتصارات
- مصالح الدول, بين الشر المطلق و الخير المطلق
- آذن القلعة, ينادي!
- لا تنسوا كي نذكر العالم دائماً بجريمته
- تركيا الجار الحنون
- قرص شنكليش
- فمتى نبدأ أيها السوري؟
- دولة المواطنة و ضمانة الانتماء
- الطاغية لم يمت بعد
- سقوط سجن تدمر
- العرس بسورية و المؤتمر بالرياض
- خاين يلي بيخطف ثائر


المزيد.....




- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...
- قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
- حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده ...
- أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش
- الرئيس الأميركي يعلق على زيارة مبعوثه ويتكوف إلى غزة
- -تيسلا- مطالبة بـ 242 مليون دولار كتعويض عن حادث مميت
- مصدر لـCNN: نتنياهو يؤجل قراره بشأن العملية العسكرية في غزة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - صور من المقالب الآخرى