أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قصف مطار الشعيرات .. ما أشبه الليلة الترامبية بالبارحة الكلنتونية















المزيد.....

قصف مطار الشعيرات .. ما أشبه الليلة الترامبية بالبارحة الكلنتونية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصف مطار الشعيرات .. ما أشبه الليلة الترامبية بالبارحة الكلنتونية
جعفر المظفر
واهم من يعتقد أن التاريخ لا يعيد نفسه .. بل لعل التاريخ بمستويات متعددة لا يفعل أي شيء سوى ان يعيد نفسه, إذ حينما تتكرر المعطيات تتكرر الإسقاطات وصيغ التعبير عنها. الحروب على سبيل المثال تبقى حروب على رغم أن سلاح حسمها قد تغير من السيف إلى البندقية, ومن المنجنيق إلى المدفعية الثقيلة, لكنها في النهاية تعبير عن صدام لا بد منه وصيغة حسم قد لا يكون هناك وجود لغيرها.
في عام 1993 أعلنت الكويت إكتشافها محاولة إغتيال الرئيس بوش الأب, أما نظام صدام حسين فقد نفى بشدة وجود محاولة من هذا النوع معلنا على أقل تقدير ان بوش الأب الذي كان قد خسر معركة الترشيح لدورة إنتخابية ثانية لم يعد يشكل هدفا ذا قيمة, معتبرا أن الكويتيين والحزب الجمهوري كانوا في وارد الضغط على الإدارة الديمقراطية من أجل دفعها لإتخاذ موقف أشد حسما ضد بقاء الرئيس صدام.
إن مراجعة أدبيات تلك المرحلة تؤكد وجود تباين جمهوري ديمقراطي بشأن إكمال أهداف حرب إخراج صدام من الكويت, وما كان مقدرا للكويتين أن يشعروا بالأمان لو ظل صل صدام على رأس السلطة, أما الجمهوريون الذين اكملوا مشوار الحرب بفرض حصارهم الظالم ضد العراق فلم يكن في مصلحتهم ابدا قطع مسار ذلك الحصار الذي أرادوا من خلاله طبخ العراق على نار هادئة وصولا إلى حرب جديدة يتم لهم من خلالها إحتلاله بأقل الخسائر الممكنة, وربما إعتقدوا وقتها أن بقاء الديمقراطيين على رأس السلطة سوف يتقاطع وهدف الحصار بالنهاية. صحيح ان قانون تحرير العراق كان قد صدر في عهد كلينتون غير ان حيثيات إقراره لم تكن تتابعت بمعزل عن ضغوطات ومناورات وتنازلات داخل أروقة الكونغرس نفسه, كما أن تنفيذها كان سيضل خاضعا في النهاية إلى مدى إستعداد الرئيس الذي يمنحه الدستور الأمريكي حق إستعمال الفيتو الرئاسي لعدم تنفيذه. ولأن حرب الكويت والحصار من بعدها ومخطط الغزو ذاته كانت من أدبيات الحزب الجمهوري وبالذات أدبيات جناحه المسيحي الصهيوني, فإن الديمقراطيين من ناحيتهم ظلوا بمناى عن الإلتزام بالأهداف النهائية للحرب والحصار, وجاء إنتصار كلينتون الساحق وعدم التجديد لبوش الاب بولاية ثانية بمثابة إنتكاسة واضحة للجمهوريين الذين إعتقدوا لوهلة أن تحقيقهم إنتصارهم الإستراتيجي الكبير بعد الهزيمة العراقية الكبرى سوف يعمل لا محالة لصالح إنتصار إنتخابي محقق.
غير ان الجمهوريين لم يتركوا الأمر يفوت بسلام فلقد ظلت الضغوطات على إدارة كلينتون تتوالى من أجل زجها في موقف يتلائم او ينسجم مع هدفهم الرئيسي وهو إحتلال العراق ولإنجاز ما كان قد تأجل حينها اثناء حرب الكويت من اجل تحقيق هدف سوف يجعل الحصار تحقيقه يحدث بأقل الخسائر الممكنة, وبخاصة ان قرار الحرب كان قد إشترط وقتها على الجمهوريين أن لا يذهبوا أبعد من إخراج العراق من الكويت مما سيجعل وصولهم إلى بغداد مقدرا له وقتها أن يأكل الكثير من قوة إنتصارهم المدعوم من قبل مجلس الأمن الذي اعطى جواز الحرب تحديدا لإخراج العراقيين من بغداد وليس لإسقاط صدام.
وسواء كان هدف الجمهوريين وقتها دفع كلينتون إلى مواصلة حربهم السابقة فإن المتعارف عليه في السياسة الأمريكية هو إستثمار الحزبين لكل الفرص الملائمة من أجل تحقيق إنتصارات ضد الخصم قد لا يكون لها علاقة حقيقية بالهدف المعلن, وفي هذه الالعاب يتساوى الجمهوريون مع الديمقراطيين.
بالنهاية وجد كلينتون نفسه في موقف لا يحسد عليه فأما الحرب, اي الوقوع في الفخ الجمهوري, أو الإمتناع عن إتخاذ اي رد فعل مما سيأكل من شعبيته لصالح الجمهوريين. وفي تلك اللحظة قلت لصديق كنت أتحاور معه وقتها حول ذلك الفخ المرسوم بعناية أن أعداء كلينتون هم اليوم إثنين ليس بينهم صدام حسين. من ناحية هناك الجمهوريين ومن ناحية أخرى هناك الكويتيين الذين لا يتوانون عن إيجاد كل الفرص الضامنة لإزاحة صدام, إضافة إلى كون إستجابتهم للخطة سيكون من باب رد بعض الجميل للجمهوريين الذين أعادوا إليهم بلادهم التي كادت أن تضيع إلى الأبد.
في الأيام التي سبقت ضربة الصواريخ الأمريكية ضد مقر المخابرات العراقية الكائنة في مدينة المنصور في العراق زارني في عيادتي الخاصة ضابطان من المخابرات العراقية كانا يعالجان أسنانهما, وقد أخبراني حينها بأنهما مضطران لتقديم موعد العلاج لكونهما سيكونا مشغولين بنقل جهاز المخابرات إلى مقر بديل, وعلمت منهما أن مقر المخابرات سوف يتعرض إلى ضربة صاروخية أمريكية بعد ثلاثة ايام بالضبط, ويعرف الذي يعرف أن المقر الرئيسي قد اصبح قبل الضربة بأيام قليلة فارغا تماما بعد أن تم الإنتقال إلى مقرات بديلة كان أكثرها قد إستقر في مدينة الخضراء المجاورة لمنطقة سكني.
لن أتجرأ على القول أن المخابرات الأمريكية أو البنتاغون هو الذي أوصل خبر الضربة القادمة للعراقيين فربما يكون هناك طرف ثالث قد أوعزت له مهمة إيصال المعلومة, لكن الذي أدريه أن الصواريخ الأمريكية التي تجاوز عددها العشرين لم تحدث اضرارا سوى بطابوق البناية, وأما الخسائر فقد نالت مدنيين تصادف سكناهم إلى الجوار من البناية وفي مقدمتهم الشهيدة ليلى العطار. أما أنا فقد قلت لصديقي وقتها: إن كلينتون لم يستهدف في الحقيقة ضرب العراق بل قصد ضرب الجمهوريين والكويت في العراق.
أعداء ترامب من الديمقراطيين والجمهوريين من أصحاب الدولة العميقة سيظلون في وارد مطاردته حتى إسقاطه. أما بالنسبة لبشار الأسد فلن يعفيه غياب دوره هنا من نصيبه في الجريمة ضد الشعب السوري والذي تنافسه عليه قوى الإرهاب زائدا المجاميع التي رهنت إرادتها لتركيا والسعودية وقطر, لكن محبتنا لعقولنا تجعلنا نشك أنه هو الذي كان وراء إستعمال الكيمياوي أخيرا, ليس لأنه لا يتوانى عن إستعماله لو قدر له ذلك, ولكن لأنه يعلم إن إستعماله هذه المرة سيكون بمثابة الشعرة التي تقصم ظهر البعير, مثلما يعلم أن ذلك سيحرج حلفاءه الروس ويجعله في موقف صعب جدا أمامهم, ومعها يعلم أيضا ان ذلك سوف يطيح بواحدة من أهم الإنتصارات الإستراتيجية التي إستطاع الحصول عليها في الفترة الأخيرة إلا وهي إقرار الأمريكين أنهم لم يعودوا في وارد إشتراط إسقاطه كبوابة لفرض حل سياسي رٌسم له أن يكون المؤتمر القادم في جنيف إحدى بواباته الأساسية.
اللهم, يا الله .. إسقط بشار لكن لا تسقط معه البقية المتبقية من عقولنا وتجعلنا نصدق بكل هوسة وكل هلوسة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- كركوك .. قدس الأقداس
- أكعد أعوج وإحجي عدل
- جارتي الأمريكية الأنجلوساكسونية الجميلة الشقراء
- طرزان والسياسة
- المشكلة في الدين أم في طريقة قراءته
- لملم خطاك
- متى تظهر
- عالم فريدمان المسطح
- التمسك بالهويات الثانوية .. هزيمة من الهزيمة
- الحرب الأمريكية الإيرانية
- عيد الحب
- عالم ترامب المٌكوَّر
- أمريكا أولا
- حول كتابة التاريخ العراقي السياسي المعاصر
- كتابة التاريخ على الطريقة الأرخميدسية
- ترامب .. إن غدا لناظره قريب.
- جواد سليم في واشنطن
- ما أروع أن يكون رجل الدين علمانيا
- لماذا تقاتل روسيا في سوريا


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قصف مطار الشعيرات .. ما أشبه الليلة الترامبية بالبارحة الكلنتونية