أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أمريكا أولا














المزيد.....

أمريكا أولا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمريكا أولا
جعفر المظفر
زعيمة العالم الحر, هو اللقب الذي تقلدته أمريكا بعد أن خرجت من عزلة ما وراء البحار وقررت المشاركة مع أوروبا وروسيا في حربها ضد النازية الهتلرية.
والآن لو أن إنسانا إستفاق فجأة من غيبوبة كان دخلها قبل تلك الحرب ليرى مجموعة التراجعات التي سلكتها أمريكا على صعيد إنساني عالمي في الإسبوع الأول بعد إستلام ترامب لرئاستها, فلسوف يعتقد ان ألمانيا هي التي كسبت تلك الحرب أما أمريكا فكانت هي التي خسرتها.
ولكي يتأكد من ظنه, سيكفيه أن يطلع على فحوى الخطاب المتراجع على صعيد حقوق الإنسان ومحاربة العنصرية ليتذكر كيف بدأ هتلر تدمير ألمانيا والعالم إعتمادا على حكاية تفوق الجنس الآري وبقية الشعارات التي غذتها النازية وأطلقتها من قمقمها بدعوى الإنتقام للوطنية الألمانية التي أذلتها معاهدات الحروب السابقة ودفعت بالفكر النازي إلى الواجهة.
ولن يقف الأمر عند هذا الحد وحده, لأن إعادة سريعة للعناوين الرئيسة التي خاضت أمريكا من خلالها حربها الباردة ضد الإتحاد السوفيتي سوف تجعل ذلك الإنسان نفسه يتعجب بشدة كيف إختارت أمريكا لنفسها رئيسا يفقدها بهذه الكيفية والسرعة ثمار حربين عالمتين, ومتنازلة طواعية عن تضحيات كانت قدمتها مقابل حصولها على موقع الزعامة العالمية.
على الجهة الأخرى سيكون ظالما من ينكر حق أمريكا في السعي لحماية أمنها والإهتمام بإنسانها بالدرجة الأولى, إذ أن ما من دولة في هذا العالم, ما عدا العراق طبعا, من لا يرفع هذا الشعار ويعتز به.
حتى جزر القمر, ودول أخرى كقطر والكويت وجزر المالديف, وهي دولة ميكروسكوبية بالتعريف الجغرافي, فإن من حقها, لا بل ومن واجبها, ان تتمسك بهذا الشعار وترفعه وتطوف به في أركان المعمورة, وإلا لما إستحقت أن تكون دولة بعلم ونشيد وطني.
لكن الأمر مع أمريكا ليس كما هو الأمر مع جزر القمر, فالأخيرة لا تطرح نفسها زعيمة إلا على نفسها, ولا يتراكب أمنها أو رخاء مجتمعها بمعادلات متداخلة ومتفاعلة وإلى الدرجة التي يصعب فيها الفصل أحيانا بين ما هو داخلي صميمي وبين ما هو عالمي متخطية بذلك مفهوم الوطنية الجغرافية ذات الأصول العِرقية البحتة.
إن أمريكا بالذات, وليست جزر القمر, ولا حتى ألمانيا أو فرنسا أو روسيا, من عليها الإحتراس حينما تقترب من شعار (نحن أولا), ليس من باب إغفال حقها في التركيز على مصلحة مواطنها, وإنما من جهة واجبها بطريقة تصريف ذلك الحق والوصول إليه.
كذلك فإن كثيرا من الحوار يجب ان ينصب حول الطريقة التي يعلن فيها السيد ترامب أوامره التنفيذية, وليس حول فحوى تلك الأوامر. وكثيرمن الرفض يجب أن يتناول التناقض والتضاد حتى بين طرفي جمله القصيرة الرامية لشرح تلك الأوامر أو التصريحات. ففي إعلانه عن نية بناء الجدار مع المكسيك مثلا لا يتورع السيد ترامب عن التهديد بضرورة أن تقوم المكسيك نفسها بدفع تكاليف الجدار وكأن هدفه الأساس هو إهانة الجار لا بناء الجدار.
وفي تصريحه عن حرب إحتلال العراق فهو يعلن أن ذلك كان عدوانا ولا سند قانوني يدعمه, لكنه يعود في نفس التصريح إلى التأكيد على أن أمريكا أخطأت حينما لم تستولي على النفط العراقي. إن تصريحا عجائبيا كهذا يدعو إلى الظن بأن يدا معادية قد إمتدت لتحوره أو ان صاحبه كان أراد أن يكون مبدعا في الإتيان بالشيء ونقيضه في جملة واحدة.
ونجد أن أمر التناقض هذا يمتد ليشمل طريقة إدارة المعركة ضد داعش, فها هو السيد ترامب يهدي مسلمي الدول التي تعاني من الإرهاب إلى داعش بدلا من أن يعطي ألأولوية لكيفية الفصل بينهم وبين الإرهاب. ثم يؤكد على النية في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بدلا من أن يظهر نوايا متوازنة تجاه هذه القضية التي قد يترتب على سوء الإقتراب منها إدخال المنطقة برمتها في فوضى سوف تخدم داعش نفسها. ولا تنعزل قراراته هذه عن فوضى قراراته الأخرى بشأن منع المسلمين القادمين من البلدان السبعة الحاصلين أصلا على سمات دخول لا يمكن الحصول عليها إلا بعد تدقيق أمني كبير, كما أنها أيضا لا تنعزل عن تغذية ظاهرة الإسلاموفوبيا وتوزير شخص يصرح بالفم المليان أن الإسلام ليس دينا سماويا.
الحال ان الهدف هنا ليس الدفاع عن الإسلام والمسلمين, كما وهو أيضا لا يستهدف الوقوف ضد حرية التفكير والتعبير, لكن الإتيان بمسؤول رفيع على هذا المستوى ضمن إدارة تعلن أن مهمتها المركزية هي محاربة داعش أمر لن يخدم هذه المهمة ذات التاثير الهام على الأمن الوطني الأمريكي, لا بل أنها باشخاص كهؤلاء ستٌظْهِر داعش وكانها تخوض معركة الدفاع عن الإسلام ضد الصليبية الجديدة.
إن ملايينا من الأمريكين قد أظهروا مواقف عظيمة وهم يؤازرون بشجاعة أخوتهم في الإنسانية ومن ضمنهم كثير من اليهود الذين يعرفون تماما إلى أين تؤدي قيم الكراهية العنصرية حينما يقدر لها أن تنفلت.
هؤلاء جميعا هم المدافع الأساسي عن (أمريكا أولا).
وهؤلاء هم الذين يعرفون جيدا ما الذي على أمريكا أن تفعله لكي تكون أولا.
لهم جميعا, مسيحيين ويهود ومسلمين وهندوس ومورمان وربوبيين وملحدين, وإلى ما وسعت القائمة من أديان ومناهج ..
للإنسان فيهم أرفع قبعتي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول كتابة التاريخ العراقي السياسي المعاصر
- كتابة التاريخ على الطريقة الأرخميدسية
- ترامب .. إن غدا لناظره قريب.
- جواد سليم في واشنطن
- ما أروع أن يكون رجل الدين علمانيا
- لماذا تقاتل روسيا في سوريا
- أعياد الميلاد وصناعة الفرح
- القائم من موته كي يورثنا الفرحة
- أمريكا.. البحث عن عبدالله إبن سبأ
- العلمانية في العراق .. قضية وجود أم قضية تحضر
- ملحدون تكفيريون
- عن الحشد الشعبي وتقنينه وقدسنته.
- حكاية الشرف الذي تغار علية صحيفة الشرق الأوسط ويدافع عنه منت ...
- عدو صادق أفضل من صديق منافق
- مع ترامب .. تعالوا نتحدث عن الأسماك
- النفوذ الصهيوني والإنتخابات الأمريكية
- الحسين والمرجعية الدينية وقضية تحرير نينوى
- كيف تكون ملحدا في أسبوع
- ترامب وخطاب الكراهية ضد المسلمين
- طقوس الحزن الحسيني في إيران والعراق .. لماذا الإختلاف رغم ال ...


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أمريكا أولا