أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عدو صادق أفضل من صديق منافق














المزيد.....

عدو صادق أفضل من صديق منافق


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصيب الكثيرون بالهلع بعد فوز ترامب. أنا غير معني هنا بموقف السياسيين الذين حسمت مواقفهم ومواقعهم مع الحكام الديمقراطيين في واشنطن. ثمانية سنوات من عمر النظام الأمريكي كانت كفيلة بإنتاج الكثير من التحالفات والإمتيازات التي باتت اليوم في مواجهة المجهول, رغم أن ترامب هو مثل سمكة (الصبور) الكثيرة العظام التي يستعصي على الكثيرين أكلها دون أن تنجرح بلاعيمهم إلى درجة الإختناق, فما هو مفيد في سوريا يقابله ما يضر في إيران, وما هو مضر للسعودية لن يكون بالضرورة مفيدا لجماعة الحوثي في اليمن أو لحزب الله في لبنان.
ما يهمني في الحقيقة هو موقف الجماهير العريضة غير المسيسة وغير المحسومة الولاء, بشكل عام.
ترامب كان أعلنها أكثر من مرة أنه ضد هجرة المسلمين إلى أمريكا, كما أن مواقفه لا تحتاج إلى محلل سياسي أو نفسي لمعرفة مستويات التوجه العنصري لديه. هو أشقر أشقرإلى درجة تمكنك من رؤيته وسط الظلام الدامس على عكس أولئك الذين لا يمكن لك أن ترى تفاصيل وجوههم حتى بمعونة مصباح من نوع (بروجكتر).
هو حينما يتحدث عن المكسيكيين تتغير ملامح وجهه وكأنه إكتشف توا صرصارا يسير على رقبته, أما حينما يتحدث عن المسلمين فكأنما هو يبحث عن قاتل أبيه بين صفوفهم.
إن القلق من عنصريته مشروع, رغم أن من واجبنا أن ننتظر لكي نتأكد فيما إذا كانت عنصرية ترامب هي عنصرية دفاعية ام عنصرية هجومية, اي هل أنه كان قد فكر بذلك الإتجاه لغرض حماية أمريكا من أخطار بدأت تهددها من داخلها نتيجة الهجرة غير المنظمة مثلا, أم أن هذه الهجرة قد حركت في داخله مشاعر عنصرية راسخة كانت تشكل أساسيات تكونه الفكري والمزاجي.
إننا هنا بالفعل أمام ظاهرة علينا أن نتعرف أكثر على تفاصيلها واسبابها, ألا وهي ظاهرة العنصرية - السلبية الدفاعية - التي تكونت نتيجة مساحة الأخطاء العريضة التي تسببنا بها للمجتمعات الأوروبية والتي إنتقلت إليهم لأسباب منها صعود شكيمة الحركات التكفيرية والإسلام السياسي بشكل عام ومنها طبيعة الهجرة التي حملت معها الكثير من المشاعر التي تدفع بالأوروبيين والأمريكان إلى صراع الدفاع عن الهويات.
ما يقلقني حقا هو الغضب أو الحزن الذي إجتاح البعض نتيجة خسارة هيلاري وكأنما كانت ملاكا وقد هزمه شيطان إسمه ترامب. ما أريد ان اقوله لهؤلاء, وأنا قد كنت واحدا منهم : قد يكون ترامب شيطانا لكن هيلاري لم تكن ملاكا.
الديمقراطيون, وعلى راسهم أوباما وهيلاي لم يكونوا لطفاء معنا لكي ننصب سرادق العزاء. لقد علمتنا التجارب أن جمهوري (بوش ورامسفيلد) قتلونا بالقنابل لكن ديمقراطيو (أوباما وهيلاري) ذبحونا بالقطنة.
إن ترامب قد يكون عدو, ولكنه عدو من النوع الصادق.
وميزة العدو الصادق أنها تجعلك مباشرة أمام أخطائك, فأما أن تعالجها أو أن تختفي غير مأسوف عليك من على وجه البسيطة.
أما الصديق المنافق فهو الذي يزين لك الخطأ, ويدعوك لتأسيس حياتك ومستقبلك ومصيرك على هذا الخطأ, ليكون من صالحه أن تبقى ولكن معوقا.
نعم الجمهوريون كانوا من بدأ الماساة على يد الرئيس (الشقاوة بوش), لكنهم يقولون هنا في واشنطن أن ترامب هو عدو أو نقيض لطرفي المؤسسة التقليدية الحاكمة بشقيها الجمهوري والديمقراطي, بل أن إنتخابه قد جاء نتيجة لتحدي هذه المؤسسة.
وهو إن كان عدوا لكل الديمقراطيين فهو ليس بالضرورة صديقا لكل الجمهوريين . وهو إنسان غير مثقف على الشاكلة التي عليها أوباما, ولذلك فهو لا يعرف اللف والدوران والمرواغة ويعطيها (طك بطك , أو بالكصة) كما يقول العراقيون عن الرجل البسيط الصادق.
وكلنا نعرف إن العدو الصادق هو أفضل بكثير من الصديق المنافق.
الأول يدعوك إلى معرفة أخطائك, أما الثاني فيزين لك هذه الأخطاء, لكي يجعلها تبدو وكأنها هي الحلول.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع ترامب .. تعالوا نتحدث عن الأسماك
- النفوذ الصهيوني والإنتخابات الأمريكية
- الحسين والمرجعية الدينية وقضية تحرير نينوى
- كيف تكون ملحدا في أسبوع
- ترامب وخطاب الكراهية ضد المسلمين
- طقوس الحزن الحسيني في إيران والعراق .. لماذا الإختلاف رغم ال ...
- وهل يرضى الحسين بهذه الكوميديا السوداء (2)
- وهل يرضى الحسين بهذه الكوميديا السوداء
- حتى جاء غاليليو
- العراق وتركيا .. البحث عن عبد ربَّه
- فساد ما فوق الطاولة .. فساد ما تحت الطاولة
- الموت عَضّا
- مفهوم الأغلبية السياسية في الوضع الطائفي الراهن
- في المسألة الهُزئقراطية والعراق الأمريكوراني
- الطائفة الشنية أو السيعية
- مرة أخرى .. خالد العبيدي رجل مع الملح لا مع السكر
- الإنتهازية والنفاق السياسي .. سليم الجبوري إنموذجا
- وهل ظلَّ لنا نفق لكي يبقى هناك نور في نهايته
- البرلمان العراقي لصاحبه سليم الجبوري
- قضاؤنا النزيه


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عدو صادق أفضل من صديق منافق