أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في المسألة الهُزئقراطية والعراق الأمريكوراني














المزيد.....

في المسألة الهُزئقراطية والعراق الأمريكوراني


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المسألة الهُزئقراطية والعراق الأمريكوراني
جعفر المظفر
لقد جرى إيهام (الشيعة) بأنهم كانوا الرابح الأكبر في النظام العراقي الهزئقراطي, لكن الحقيقة تقول أن لا أحد ربح من نظام المحاصة والمكونات. لقد خسر الجميع وطنهم وثروتهم ومستقبلهم وأصبحوا أعداء لبعضهم وتحولت شوارعهم إلى ساحة تتجول فيها الميليشيات والإرهاب.
شيعة الجنوب والوسط لم يعد يجمعهم مع الحرية والإستقلال والسيادة سوى الإسم أما مصيرهم وقرارهم فقد صارا بيد إيران وعملائها الميليشياويين. لقد تحولت أنهارهم إلى بحيرات مالحة, اما الأحزاب والمؤسسات الدينية فقد حولتهم إلى شعب ماضوي بإمتياز وجعلت أيامهم كلها عاشوراء وأراضيهم كلها كربلاء.
أما السنة فقد تحولت مدنهم إلى خراب وأهاليهم إلى مهجرين ومهاجرين, ثم وجدوا أنفسهم موزعين أما على قوى إرهابية فتكت بخصومهم الشيعة في البداية ثم فتكت بهم بعد ذلك, وبين قوى سياسية إدعت تمثيلهم أمام النظام الهزئقراطي لكنها سرعان ما تحولت إلى شريك فعلي للقوى الطائفية الشيعية بعد نجاحهما سويا في تأسيس شركة موحدة ذات مجلس إداري مهمته تسويق سلع الطائفية على الفقراء والمخدوعين من أبناء الشعب العراقي ليقوم هذا المجلس بعد ذلك بتوزيع أرباح هذا النشاط الإستثماري على أعضائه كل حسب نسبة إستحقاقه وفق عملية (هُزْئقراطية) جرى التأسيس لها بشكل بارع.
إن ثلاثة عشر سنة سادها الصراع المذهبي الطائفي قد أنتجت شعبا ممزقا إلى مكونات كيانية مهيئة ثقافيا ودينيا وقوميا لتشكيل دول حتى ولو كان تعداد أهلها بضعة ألوف.
ولو أن المصالح الإقليمية والدولية إقتضت بقاء العراق موحدا فسوف يكون هذا العراق عبارة عن عدة دول في دولة واحدة يجمعها علم ودستور ومجلس أمة : كل عن المعنى الصحيح محرف .. على قول شاعرنا الكبير الرصافي الذي لا ندري لأي مكون كياني ستكون عائديته. حتى الجواهري سوف تتنازعه قرى دولة النجف. أما عبدالرزاق عبدالواحد فسوف تكون عائديته محسومة لإحدى القرى الصابئية في محافظة ميسان, إن ظل هناك صابئة في العراق, وأما تمثال السياب فسوف نتستفيق ذات صباح لنجده منتصبا في بستان من النخيل المقطوعة الرؤوس في قرية جيكور عاصمة دولة أبو الخصيب السنية : ترى هل ظل سنة في ابي الخصيب ؟!
إن واحدا من أهم نتاجات الثلاثة عشر سنة الأخيرة من العراق (الأمريكوراني) هو إندماج مجموعة الحكام الشيعة والسنة في مذهب واحد يصح تسميته بالمذهب (الشني) أو (السيعي), فالمالكي ما عاد شيعيا كما في السابق وكذلك ربعه من سياسي الشيعة, وسليم الجبوري ما عاد سنيا أيضا كما كان في السابق وكذلك ربعه من سياسي السنة. إنهم جميعا أصبحوا منذ سنوات أعضاء مؤسسين قيادين لشركة إستثمارية واحدة مجال عملها تسويق الطائفية وإدارتها بآليات ديمقراطية مشوهة ومخادعة ما زال بعض المثقفين يدافعون عنها بصفتها وصفة لمعالجة آثام الدكتاتورية ويراهنون على إمكانية أن تتطور بإتجاهات إيجابية.
إن أشخاصا مثل سليم الجبوري يستحقون الكراهية تماما مثلما يستحقها المالكي, وربما اكثر منه لأنهم كذابي زفة, فهؤلاء تاجروا بإسم مظلومية السنة كثيرا. لقد صعدوا على أكتاف السنة تحت عناوين الدفاع عنهم ضد العملية السياسية الظالمة والدستور الذي كتب بليل.. كنا نراهم يصولون ويجولون ضد الطائفية الشيعية ونظامها العميل. في البداية رفض أكثرهم العملية السياسية من ناحية المبدأ والتفاصيل, ثم قرروا المساهمة فيها ولكن تحت خيمة (العراقية) ذات العناوين الوطنية العابرة للطوائف, ثم وبعد أن إكتشفوا أن (الوطنية ما تأكلهم خبز) قالوا لعلاوي مع السلامة وإتجهوا لتشكيل تجمعات طائفية خاصة بهم ومتناغمة مع ما يريده النظام الطائفي, فالسياسة في النهاية تجارة, والتجارة شطارة, طرفها الأول يقتضي أن يكونوا أعضاء في مجلس إدارة شركة النظام وطرفها الثاني يقضي عليهم ان يظلوا مدافعين عن مصالح السنة لأغراض إنتخابية ضمن صيغ متفق عليها مع الشريك الشيعي وغير مسموح أمريكورانيا تجاوز حدودها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفة الشنية أو السيعية
- مرة أخرى .. خالد العبيدي رجل مع الملح لا مع السكر
- الإنتهازية والنفاق السياسي .. سليم الجبوري إنموذجا
- وهل ظلَّ لنا نفق لكي يبقى هناك نور في نهايته
- البرلمان العراقي لصاحبه سليم الجبوري
- قضاؤنا النزيه
- رجل مع الملح لا مع السكر
- حينما يكون الأستاذ فلان الفلاني ضد الطائفية
- الإنتخابات الأمريكية الحالية .. ساحة فضائح لا ساحة برامج.
- تركيا .. مَنْ إنقلب على مَنْ (2)
- تركيا .. مَنْ إنقلب على مَنْ
- بهدوء .. محاولة للإقتراب من الحدث التركي
- الملك فيصل الأول والشعب العراقي
- الإسلام السياسي في العراق ومرض الإزدواجية
- بين ماركس وعلي بن ابي طالب .. الفقر رجل يمكن قتله
- الهروب إلى داعش .. حول نظرية الفعل ورد الفعل
- تاريخ العراق وبابل أعظم من أن يزال
- تَعَّرْقنوا تَصِحُوا
- المسلمون في الغرب .. إشكالية هوية
- الجعفري حكيم العراق


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في المسألة الهُزئقراطية والعراق الأمريكوراني