أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - تركيا .. مَنْ إنقلب على مَنْ














المزيد.....

تركيا .. مَنْ إنقلب على مَنْ


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5230 - 2016 / 7 / 21 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا .. مَنْ إنقلب على مَنْ
جعفر المظفر
في كل يوم تظهر إلى العلن مكامن ضعف الإسلام السياسي العربي, والعراقي في مقدمته, يوم تضعه المتغيرات في مواجهة إمتحانات لا يستطيع إجتيازها بنجاح. هذه المرة الإسلام السياسي السني يعيش حالة (بلاع الموس) التي يعيشها الإسلام السياسي الشيعي يوم يجري الحديث عن القدرة على إتخاذ الموقف المبدئي الوطني البعيد عن التبعية الإقليمية, سواء لإيران أو تركيا. والحال أن تفسير حالة الإرتباك الموقفي للإسلامَيْن ليس صعبا, ذلك ان ظروف الخصومات الداخلية قد جعلت التحالف مع أحد البلدين أمرا ضروريا, إن لم يكن قبل ذلك نابعا من الفقه العقائدي للإسلام السياسي نفسه.
لسنا الآن معنيين بمناقشة فيما إذا كانت قصة الإنقلاب التركي حقيقية أم مخترعة, أو حتى مناقشة الموقف الفكري أو الأخلاقي من قضية الإنقلابات العسكرية ذاتها, لكن التنبيه إلى ضرورة الإبتعاد عن النمطية حينما يجري الحديث عن الإنقلاب بمعناه التركي, يصبح تنبيها واردا, وحتى ضروريا. في هذا الإتجاه علينا أن نتذكر أن هناك عقدا متفقا عليه, بصيغة ما, يعطي المؤسسة العسكرية التركية دورا حاسما على صعيد مراقبة السلطة وحتى حق ردعها وتغييرها إذا تم خروجها على اساسيات النظام العلماني لتركيا الأتاتوركية. ويوم يكون معنى مفردة الإنقلاب هو الخروج على ما هو متفق عليه بين طرفين, شرعا قانونيا أو أخلاقيا, فإن السؤال عن مَن بدأ الإنقلاب الحقيقي يصبح أساسيا, ويصبح من الإنصاف إعادة تعريف الإنقلابات العسكرية في تركيا تماما على أساس هذه الخصوصية التي تربط ما بين الجيش والسلطة السياسية في تركيا.
وسوف لن يكون من الغرابة حقا لو أن قانونيا منصفا تقدم بمطالعة تفيد أن أردوغان كان السباق إلى الإنقلاب وربما كان هو المنقلب الحقيقي, ثم يقدم مطالعة منصفة بكل الخروقات التي يتحملها أردوغان نفسه والتي شرعها على طريق إقامة نظام إسلاموي سياسي كبديل في النهاية عن النظام العلماني المحروس بالحق العسكري لحمايته.
لقد كنا من ضمن المعجبين بتجربة أردوغان في الحكم, ولم يكن ذلك الإعجاب متكئا على إنجازات أردوغان الإقتصادية فقط وإنما على قدرته لإقامة تجربة متوازنة وحداثية للإسلام السياسي مقارنة بتجربة الإسلام السياسي عامة, ويوم نذهب إلى الإتفاق مع أردوغان, من ناحية جنائية وقانونية, على وجود إنقلاب عسكري فعلي, فإن موافقتنا تصبح منقوصة تماما فيما إذا لم تُفحص على ضوء مدى إلتزام أردوغان بمعالجة الموقف ضمن إجراءات قانونية لا تأتي على حساب الوفاء للقيم السياسية والإخلاقية الأساسية التي خلقت ذلك الإعجاب مناصفة مع النجاحات الإقتصادية.
إن إستمرار الإعجاب بأردوغان يصبح في خبر كان فيما إذا تم التحقق من تجاوزه على الجانب الأخلاقي والفكري الحداثي للتجربة التركية والمتأسس على الوفاء للديمقراطية وحقوق الإنسان. ولو كان الإعجاب بجوانب التقدم الإقتصادي هو المعتمد دون فحص مدى الإلتزام بالجوانب الإنسانية الأخلاقية لأي نظام أو قائد لكان الإعجاب برجل مثل ستالين يصبح نموذجيا خاصة إذا أخذنا أيضا دوره في الإنتصار السوفيتي العظيم لحماية روسيا من أخطار النازية الهتلرية.
إن المعالجات القانونية للحدث التركي قد تفضي إلى إقرار التهمة ضد العسكر القيادين للإنقلاب, ولكن هذا الإقرار سيبقى قائما في مساحته القانونية الجزائية, أما المساحة الإخلاقية والسياسية والفكرية فسوف يتم فيها رصد كل خطوة إنقلابية بالمعنى السياسي والأخلاقي والفكري يقوم بها أردوغان ضد حقوق الإنسان وضد القيم الديمقراطية للتجربة التركية.
إن طريقة معالجة أردوغان لقضية الإنقلاب والإنقلابين سوف تعيد بلا شك تعريف من هو المنقلب الحقيقي وتحديد مَنْ إنقلب على مَنْ.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهدوء .. محاولة للإقتراب من الحدث التركي
- الملك فيصل الأول والشعب العراقي
- الإسلام السياسي في العراق ومرض الإزدواجية
- بين ماركس وعلي بن ابي طالب .. الفقر رجل يمكن قتله
- الهروب إلى داعش .. حول نظرية الفعل ورد الفعل
- تاريخ العراق وبابل أعظم من أن يزال
- تَعَّرْقنوا تَصِحُوا
- المسلمون في الغرب .. إشكالية هوية
- الجعفري حكيم العراق
- ناقل الكفر كافر وربما أشد كفرا من قائله
- الخانات الثلاث
- أيتها الديمقراطية العراقية .. كم من الجرائم ترتكب بإسمك
- تحرير الفلوجة
- الكورد وقضية الإستفتاء
- النظام السياسي في العراق يتقاسم مع داعش مسؤولية الجريمة
- عبدة الشيطان
- تظاهرات العراقيين .. النتائج العرضية
- سقوط إتحاد القوى
- ديمقراطية الأغلبية السياسية في العراق
- وإنك لعلى كل شيء قدير


المزيد.....




- -فخ جديد-.. مصادر: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذّر نتنياهو ...
- مستشفى الشفاء بعد 22 شهرًا من الحرب: غرف مدمّرة وطبابة معدوم ...
- -ميتا- تعين خبيرا في الذكاء الاصطناعي براتب 250 مليون دولار ...
- اليد الميتة: ما لا تعرفه عن سلاح روسيا الذي قد يُنهي العالم ...
- -وعد إقامة دولة فلسطينية فارغ ومتأخر جداً- – مقال في نيويورك ...
- قبيل جلسة للجمعية العامة.. محاولات أمريكية لرفع العقوبات الأ ...
- الحكومة الإسرائيلية تصادق على مخططات استيطانية جديدة تقسّم ا ...
- إسرائيل تعلن -القضاء- على عنصر من حزب الله في لبنان متهم بتو ...
- منها إطالة الإحساس بالشبع.. فوائد صحية مذهلة لبذور الفلفل
- لاريجاني يعود لواجهة القرار الأمني بإيران.. هل تبدأ مرحلة ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - تركيا .. مَنْ إنقلب على مَنْ