أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الموت عَضّا














المزيد.....

الموت عَضّا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموت عَضّا
جعفر المظفر
في الشارع الذي إعتدت السير فيه هناك كثير من الأشياء التي تدعوك إلى عدم مفارقته, الأشجار الملونة بأكثر من عشرة ألوان ربما جعلتك تعتقد في البداية أن البلدية هي التي تصبغها. الخريف لا فصل يضاهيه أو يفوز عليه في رقصة الطبيعة حتى تكاد تظن أن الأشجار تشترك جميعها في مسابقة لملكات الجمال. لكن الليل بعد أن يفرش عباءته قد يدعو آخرين من غير جنسك لكي يشاركوك به. وربما هو الخوف من (السعلوة) الذي يجعلك تخاف من الحيوانات أو تعتقد بإمكانية أن تهاجمك.
ومثلما كانت أمي تخوفني بـ (خضرة أم الليف), التي ظهر لي ان المقصود بها النخلة, فإن زوجتي تذكرني دائما بأن حيوان (الراكون) قد يظهر لي فجأة من بين اشجار الغابة المحاذية ليقتطع مني وجبة عشائه, على الرغم من محاولتي إقناعها أن لحمي بات عصيا حتى على الراكون نفسه, وأن الحيوانات لا تأكل هكذا خبط عشواء وإنما هي صاحبة ذوق ايضا.
لكن المراة لا تتخلى عن دور الأم حتى مع زوجها, واحدة تخيفك في الطفولة, وواحدة تخيفك في الكهولة, وربما هي تحسب ان رحلة الثلاثة أميال اليومية ليست بريئة تماما, وحتى لمن يتدرب للمشاركة في سباق المارثون السنوي في بوسطن فإنها تعتقد أنه لا يتدرب بهذا الشكل, لأن مرة أو مرتين في الاسبوع قد تكون كافية.
وحينما أحدثها عن السكر والضغط والكوليسترول تتحدث لي عن إستهلاك العمود الفقري والمفاصل ثم تعبر سريعا إلى أخطار الأفاعي وعضة الراكون التي تؤكد على انها تسبب داء الكلب حيث يبدأ الأمر بالعطش والخوف من الماء والتحدث بلغة من عضَّك, ثم تموتا معا, أنت ومن عضَّك.
الراكون هنا في فرجينيا هو مثل كلب الغزالية, كلاهما لا يتقنان سوى العض, فإن رايت كلبا من كلابنا في العراق يهز ذيله فلا تصدقه, فهو يحاول ان يتآلف معك حتى تطمئن إليه, ثم إذا به, مع أخوته الكلاب, يحمل عليك حملة كلب واحد.
لقد حملوا علينا حملة كلب واحد ثم جعلونا نعض بعضنا بعضا في زمن عانينا فيه من نقص لدواء عضة الكلب.
أما أبشع الميتات فهي ان تموت عضّا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الأغلبية السياسية في الوضع الطائفي الراهن
- في المسألة الهُزئقراطية والعراق الأمريكوراني
- الطائفة الشنية أو السيعية
- مرة أخرى .. خالد العبيدي رجل مع الملح لا مع السكر
- الإنتهازية والنفاق السياسي .. سليم الجبوري إنموذجا
- وهل ظلَّ لنا نفق لكي يبقى هناك نور في نهايته
- البرلمان العراقي لصاحبه سليم الجبوري
- قضاؤنا النزيه
- رجل مع الملح لا مع السكر
- حينما يكون الأستاذ فلان الفلاني ضد الطائفية
- الإنتخابات الأمريكية الحالية .. ساحة فضائح لا ساحة برامج.
- تركيا .. مَنْ إنقلب على مَنْ (2)
- تركيا .. مَنْ إنقلب على مَنْ
- بهدوء .. محاولة للإقتراب من الحدث التركي
- الملك فيصل الأول والشعب العراقي
- الإسلام السياسي في العراق ومرض الإزدواجية
- بين ماركس وعلي بن ابي طالب .. الفقر رجل يمكن قتله
- الهروب إلى داعش .. حول نظرية الفعل ورد الفعل
- تاريخ العراق وبابل أعظم من أن يزال
- تَعَّرْقنوا تَصِحُوا


المزيد.....




- -الرياح مواتية لممداني-.. عمدة نيويورك الأسبق لـCNN: أعتقد أ ...
- من صيحات طائشة إلى تصرفات غير لائقة.. إليك قائمة بأسوأ المسا ...
- ما دور السعودية والإمارات في اليمن؟
- حشود تتجمع مبكرا في ميناء سيدني لعرض الألعاب النارية ليلة رأ ...
- نصائح لتحقيق أهدافك لعام 2026
- نهاية عصر الرقم 10.. صانع الألعاب الكلاسيكي يختفي من أمم أفر ...
- رغم وضوح الهدف المعادي، لماذا التناغم معه؟
- جنوب اليمن... هل لإسرائيل دور في التوتر السعودي-الإماراتي؟
- مأزق الكشف عن هويات الجناة في سوريا
- الصين توسع مناوراتها بالذخيرة الحية في مضيق تايوان


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الموت عَضّا