أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المظفر - جواد سليم في واشنطن














المزيد.....

جواد سليم في واشنطن


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5399 - 2017 / 1 / 11 - 20:54
المحور: الادب والفن
    



كالعادة, نجتمع في سيارة واحدة, ثلاثة او أربعة من الرجال العراقيين الذين يسكنون في مناطق متقاربة من ولاية فرجينيا الملاصقة للعاصمة واشنطن ثم ننطلق نحو هدفنا الذي غالبا ما يكون اللقاء بعراقيين آخرين جاءوا من مناطق مختلفة من نفس الولاية, وحيث يكون اللقاء في مقهى من مقاهي (ستاربك) المنتشرة في كل أنحاء الولايات المتحدة أو لحضور نشاط ثقافي كذلك الذي إعتاد (منتدى الديوان العراقي) في واشنطن أن يقيمه شهريا, والذي تنوعت ندواته أما لتكون مهرجانا شعريا يشارك فيه في العادة شاعر أو شاعران أو حوارا حول مسائل فكرية متعددة تشمل التاريخ والعديد من الظواهر الإجتماعية, او موضوعة فنية تتعلق بالرسم والموسيقى يتحدث فيها فنان أو فنانة معروفة.
ومنتدى الديوان العراقي حتى من ناحية الفكرة لوحدها يمثل ظاهرة إيجابية في حياة الجالية العراقية, ومثله في ذلك العديد من التجمعات العراقية المنتشرة في البقية من بلدان العالم والتي تقوم بدور تذكير الجالية العراقية بدورها في المهجر. ويوم يطالعك نصب جبران خليل جبران, الأديب اللبناني الشامخ, في إحدى ضواحي واشنطن والمكتوب على جداريته «ها أنا الشاب والشجرة الصغيرة التي اقتلعت جذورها من تلال لبنان وتجذرت وأثمرت هنا» فإن ذلك يذكرك بأن المجتمعات الأوروبية والأمريكية تتميز بكونها تسمح بتفاعل الثقافات إلى الحد الذي يمنحك فرص التعريف ببلادك الأصلية من خلال لغات إعتادت هذه المجتمعات أن تستمع إليها حتى لو جرى النطق بها همسا, ومنها, لا بل وفي مقدمتها, لغة الثقافة والفنون.
ويوم (تأسس الديوان العراقي في واشنطن) راعى مؤسسوه الإبتعاد به عن السياسة تحديدا, وحصر عمله بالنشاطات الإجتماعية والأدبية والفنية لكي يكون قادرا على جذب العراقيين وإدامة الصلة بينهم والتقليل بشكل أساسي من فرص التمزق التي تدخل عليهم من بوابات الإختلاف الذي تحول من إختلاف في وطن إلى إختلاف على وطن.
إن تقدير طبيعة الظرف وإستعدادات المتلقي ستاخذنا مباشرة إلى حالة التشرذم والتمزق التي يعيشها العراقيون, وقد عملت المرحلة الحالية على تقديم العراق للعالم على أنه لم يعد غير أكاديمية للإرهاب واللصوصية.
ولعل تجميع العراقيين حتى بالمستوى المتواضع بات يواجه صعوبة خلقتها ظاهرة يصح أن نسميها هنا بـ (السياسفوبيا), إذ أن نسبة كبيرة منهم باتت تتوجس من الآخر المذهبي والديني والقومي وتفترض صعوبة الإجتماع معه على هدف ومهمة موحدة. لكن تعريف السياسة من خلال عضوية صلتها بطبيعة الظرف وصفات المتلقي تعطينا فرصة توسيع مفهوم العمل السياسي وتعريفه بطرق تضمن شموله للنشاطات الثقافية والفنية والإجتماعية البعيدة عن العناوين السياسية التقليدية المباشرة, فالندوة الشعرية كما المعرض الفني كما اللقاء الإجتماعي سيحقق هدفه الوطني الأسمى في هذه المرحلة ألا وهو تجميع العراقيين في ساحة تذكرهم دائما أنهم ابناء وطن واحد, وسيبقيهم ذلك النشاط النوعي في وضع الإستذكار بحيويتهم التاريخية. والأهم أن نشاطات نوعية على هذا المستوى ستعيد ثقة العراقي بنفسه وبصاحبه وببلده مثلما تفلح تدريجيا بإيصال حقيقة ان العراق لم يكن أكاديمية للإرهاب واللصوصية بل كان في الأصل مهدا للحضارة.
في السيارة التي جمعتنا وصاحبيَ بإتجاه القاعة التي تبعد ما يقارب الساعة عن داري, والتي تقررأن نستمع فيها إلى محاضرة عن (توظيف الفلكلور الشعبي في اللوحة التشكيلية المعاصرة في العراق) للرسام والأكاديمي العراقي المعروف شاكر الآلوسي, تناوبنا تخوفاتنا حول إمكانية أن لا يكون هناك حضور يليق بالفنان ومضمون المحاضرة وذلك بسبب البرد القارس وسرعة الرياح, لكن المفاجأة أن القاعة كانت مكتضة تماما بالحاضرين الذين إستمتعوا بالمحاضرة حتى الكلمة واللوحة الأخيرة .
تحدث الرسام المبدع الأستاذ شاكر الآلوسي لفترة ساعة ونصف بإسلوب يحسده عليه أفضل المحاضرين الأكاديميين من اصحاب الخبرة الطويلة وأتحف محاضرته بصور لرسوم أبدعتها ريشة رسامي العراق من مجموعة الرواد وغيرهم, وحينما تصفحت وجوه الحاضرين وتنوعاتهم الدينية والمذهبية عرفت تماما كيف يصهر الفن والأدب والتراث شعبا في مٌكوَّن واحد وكيف يمكن لعراقي الخارج ان يقولوا للسيد ترامب ولغيره من عامة الغربيين أنت على حق ياسيدي في ما يتعلق بالوضع الحالي, فالعراق قد بات حقا بفضل إحتلالكم له أكاديمية للإرهاب ومدرسة للصوصية, لكنه بفضل أحفاد حمورابي وابناء الميسوپوتاميا، سيعود معافى وصالحا للعيش والتحضر من جديد, وإن بعض أدلتنا على ذلك قد تحدث بها (حمورابي في باريس)* و (جواد سليم في واشنطن)**
شكرا للديوان العراقي في واشنطن الذي أكد على ان العمل السياسي لا ينحصر بمفرداته التقليدية وإنما قد يكون أعلى صوتا حينما تنطق به ريشة فنان أو لسان شاعر يستطيع أن يصهر المكونات العراقية كلها في مكون واحد, رغم البرد القارس والريح الهوجاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عنوان مقالة للمبدعة إنعام كججي حول معرض الآثار العراقية الأخير في باريس.
** عنوان ثان إخترته لمحاضرة الرسام المبدع شاكر الألوسي ألقاها قبل يومين في منتدى الديوان العراقي في واشنطن



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أروع أن يكون رجل الدين علمانيا
- لماذا تقاتل روسيا في سوريا
- أعياد الميلاد وصناعة الفرح
- القائم من موته كي يورثنا الفرحة
- أمريكا.. البحث عن عبدالله إبن سبأ
- العلمانية في العراق .. قضية وجود أم قضية تحضر
- ملحدون تكفيريون
- عن الحشد الشعبي وتقنينه وقدسنته.
- حكاية الشرف الذي تغار علية صحيفة الشرق الأوسط ويدافع عنه منت ...
- عدو صادق أفضل من صديق منافق
- مع ترامب .. تعالوا نتحدث عن الأسماك
- النفوذ الصهيوني والإنتخابات الأمريكية
- الحسين والمرجعية الدينية وقضية تحرير نينوى
- كيف تكون ملحدا في أسبوع
- ترامب وخطاب الكراهية ضد المسلمين
- طقوس الحزن الحسيني في إيران والعراق .. لماذا الإختلاف رغم ال ...
- وهل يرضى الحسين بهذه الكوميديا السوداء (2)
- وهل يرضى الحسين بهذه الكوميديا السوداء
- حتى جاء غاليليو
- العراق وتركيا .. البحث عن عبد ربَّه


المزيد.....




- تحت الركام
- ألعاب -الفسيفسائي- السردية.. رواية بوليسية في روايات عدة
- لبنان.. مبادرة تحول سينما -كوليزيه- التاريخية إلى مسرح وطني ...
- MAJID TV “تثبيت تردد قناة ماجد 2024” .. نزلها في خطوة واحدة ...
- الروائية ليلى سليماني: الرواية كذبة تحكي الحقيقة
- -الرجل الذي حبل-كتاب جديد للباحث والأنتروبولوجي التونسي محمد ...
- شارك في -صمت الحملان- و-أبولو 13?.. وفاة المخرج والمنتج الأم ...
- تحميل ومشاهدة فيلم السرب 2024 لـ أحمد السقا كامل على موقع اي ...
- حصريا حـ 33 .. مسلسل المتوحش الحلقة 33 Yabani مترجمة للعربية ...
- شاهد حـ 69 كامله مترجمة .. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 69 بجود ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المظفر - جواد سليم في واشنطن