أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - المشكلة في الدين أم في طريقة قراءته














المزيد.....

المشكلة في الدين أم في طريقة قراءته


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5460 - 2017 / 3 / 14 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشكلة في الدين أم في طريقة قراءته
جعفر المظفر
تطرح قضية الإرهاب الإسلاموي والفقه التكفيري سؤالين مازالا بحاجة إلى أجوبة مقنعة :
هل لدينا مشكلة مع الدين .. ؟
أم أن للدين مشكلة معنا .. ؟
الإجابات الدقيقة تعتمد على الأسئلة الدقيقة, ولكي تكون هناك إجابات بهذا المعنى سأوضح التالي: من قضية الحركات التكفيرية والمتطرفة والإرهابية هناك مدرستان, الأولى تعتبر هذه الحركات خارجة عن الإسلام الحقيقي, أما المدرسة الثانية فترى أن هذه الحركات لها علاقة جوهرية بالإسلام نفسه, فهي لم تأتِ من فراغ وإنما تأسست على ثقافة إسلامية مدعومة بالقرآن والسنة.
بكل تأكيد سؤالنا هذا لا ينطلق من ترف ثقافي وإنما سيأخذنا البحث عن حل شجاع لثقافة الإرهاب للتعامل مباشرة مع المقدس وثقافة النص ؟ والإرهاب الذي اقصده هنا لا ينحصر بعمليات القتل والذبح الذي تقوم به الحركات التكفيرية وإنما هو يمتد ليشمل القمع بكل اشكاله وفي المقدمة القمع الفكري.
لقد فعلها المعتزلة بالأمس حينما وجدوا أن توسع الدولة الإسلامية وتفاعلها مع حضارات أخرى وشيوع حركة الترجمة وتصاعد الإهتمام بقضايا الفكر والفلسفة وتأثير المواجهة مع ثقافات الأمم الأخرى, شعروا إنهم بحاجة إلى مدرسة جديدة من شأنها أن تضع الإسلام في مواجهة البحث الجدي عن الإجابات التي تخلقها المواجهات مع الآخر خارج مساحة الحوار الأخرس مع الذات.
ومع ذلك فإنهم وجدوا من يحاربهم بالسلاح نفسه .
على الجهة المقابلة لم يسقط السلفيون قيمة العقل ولكنهم أرادوه في خدمة النقل لتأكيد سموه, أي النقل, لا الإختلاف معه أوتفنيده عن طريق إخضاعه لظرف المتغير, وكل ذلك من أجل الحفاظ على الأصل والثابت المقدس. بهذا صرنا أمام مدرستين: المعتزلة وهم يضعون العقل قبل النقل والسلفيون الذين يضعون العقل في خدمة النقل, حيث يصير واجب العقل في هذه الأخيرة البحث عن كل ما يدعم المنقول بدلا من تصفيته عقليا وتطويعه بحيث يتقبل متغيرات الزمان والمكان.
الموقف من المعتزلة لم يأتِ بمعزل عن الإعتقاد أن أفكار هؤلاء ستتعارض سريعا مع المقدس الذين يحكمون بإسمه والمتفرع إلى منظومة من المقدسات التي لا تقف عند حدود قدسية الخالق لوحده. الواقع أن تلك هي إحدى المثالب الكبيرة التي وضعها رجال الدين بدلا من البحث عن حلول للمعضلات التي تجابه الدين كحالة طبيعية تسقطها المتغيرات على الثابت.. إن كثرة المقدسات تؤدي إلى تراجع وحتى إلى تهميش المقدس المركزي, أي الخالق نفسه, وهي في كثير من الأحوال تتحد لتشكل غيمة معتمة تمنع رؤية المقدس الكبير الذي يختفي خلفها.
أما الله فيصير في النهاية مجموعة المتحدثين بإسمه. ومن ألاعيبهم تحويل الدين إلى مجموعة أفكار معقدة يصعب فهمها دون جيش من المفسرين والهيئات الدينية الفقهية والتشريعية, وبهذا يفرخ الدين مؤسسات ورجالات سرعان ما تجعل الناس يعبدون الإله المخلوق لا الإله الخالق.
ما لدينا الآن في الحقيقة مجموعة من الآلهة, فرغم إدعاء المذاهب عبادتها نفس الإله, إلا أن صراعاتها العنيفة تصل في أحيان عدة إلى مستوى الحروب الدموية, وهي تعيش أفضل تقارباتها من خلال محاولات تجميد الصراع لا الوصول إلى صيغ مقنعة لحله, كما أنها تخوض تلك الصراعات تحت عناوين التكفير والردة غير معنية كثيرا برضاء الخالق لحسابه, وإنما لحسابها.
حاجتنا اليوم اشد من حاجة المعتزلة. لقد صرنا جزءا من عالم متداخل على بعضه, وقد ولملمته وسائل الإتصالات إلى بعضه, إضافة إلى ما خلقته الحركات التكفيرية والإرهابية من أوضاع شاذة أوجبت ان تكون لنا مواجهاتنا الذاتية مع أنفسنا اولا.
لقد أجاب المعتزلة على السؤال أعلاه بالجواب التالي : ليس لدينا مشكلة مع الدين نفسه وإنما مع طريقة تناوله ومع طريقة الإقتراب منه .. وصار الحل لديهم أن يقدموا العقل على النقل والتأويل على التفسير.
ما أظنه أنهم أرادوا بذلك حل مشكلة دينية بإسلوب سياسي. جزء من ذلك مرده إلى ضغط إيمان موروث لم يكن سهلا التخلي عنه, وآخر مبني على خوف من تهمة التكفير وما ينتج عنها من أضرار قد تبدأ بالموت ولا تنتهي به.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لملم خطاك
- متى تظهر
- عالم فريدمان المسطح
- التمسك بالهويات الثانوية .. هزيمة من الهزيمة
- الحرب الأمريكية الإيرانية
- عيد الحب
- عالم ترامب المٌكوَّر
- أمريكا أولا
- حول كتابة التاريخ العراقي السياسي المعاصر
- كتابة التاريخ على الطريقة الأرخميدسية
- ترامب .. إن غدا لناظره قريب.
- جواد سليم في واشنطن
- ما أروع أن يكون رجل الدين علمانيا
- لماذا تقاتل روسيا في سوريا
- أعياد الميلاد وصناعة الفرح
- القائم من موته كي يورثنا الفرحة
- أمريكا.. البحث عن عبدالله إبن سبأ
- العلمانية في العراق .. قضية وجود أم قضية تحضر
- ملحدون تكفيريون
- عن الحشد الشعبي وتقنينه وقدسنته.


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - المشكلة في الدين أم في طريقة قراءته