أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - حكومة -المونسينيور العثماني-














المزيد.....

حكومة -المونسينيور العثماني-


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم حالة الأزمة السياسية وما ترتب عنها من أزمة اقتصادية واجتماعية، بسبب عدم قدرة السيد عبد الإله بن كيران، الرئيس المعفى من مهامه، على الخروج منها والإعلان عن الحكومة الجديدة التي لم يكتب لها النور في عهده، عاد الوضع السياسي من جديد إلى الوراء، بحثا عن وصفة جديدة على يد الدكتور سعد الله العثماني، الذي دشن مقاربته بإدعاءات وتصريحات، قيل عنها ما قيل، وصدقها من صدقها..
الآن وقد خرج عبد الإله بن كيران من المربع المعلوم، ليدخله رئيس حكومة مكلف جديد، يعرف الجميع أن لا شيء تغير، ما دام الأمر مجرد انتقال من حالة "البلوكاج" إلى حالة أكثر دونيوية سياسية، قد نسميها ب"مرحلة البلوفاج السياسي"، ونعني بها خدعة من الطراز العالي، في زمن "أوصوليي المونسينيور العثماني".
فكيف سيقتنع من جديد المغاربة بجدوى السياسة؟ إن المقاومة التي شاركنا في أطوارها ودافعنا عليها بكل ما نملك، كانت لأسباب سياسية، ولم تكن لأسباب شخصية، مع فلان أو ضد فلان! كانت مقاومة في إطار صراع سلطة، نريد أن تستمد شرعيتها من المملكة الأرضية وليس من المراجع الدينية. ما يعني أن الصراع السياسي المغربي أعادنا اليوم إلى سلطة العقيدة الدينية الممزوجة بالمخزنية والمالية والشيوعية والاشتراكية والأمازيغية، وجعل الإقرار بالأصولية، إعلانا واضحا على التخلي عن الدولة الحديثة.
لن نناقش من خرج ومن دخل ل"البلوفاج السياسي"، لأن الأمر في نظرنا، لا يتعلق بمن سيدبر السياسات العمومية، ومن سيؤثث حكومة " المونسينيور العثماني". إن الأمر أبعد من ذلك بكثير، وهو وجوب إقامة نظام مستقل للسياسة، وليس نظام متخيل إسلامي- مخزني، متعال عن أصوات الشعب الغنية بتعبيراتها وقيمها.
القضية اليوم هي قضية صراع سياسي، يدور بين مدرستين متعارضتين. الأولى، ترى في تشكيل الحكومة وما يجري من حولها من لهط ولهث، آلية لمواصلة الإصلاح وضمان الاستقرار، والحفاظ على التوازن خدمة للصالح العام. وهناك من يرى الوضع غير قابل للإصلاح، وعليه فإن المغاربة محرومون نهائيا من إصلاحات حقيقية، ومن حلم الدولة المدنية، الاجتماعية، الديمقراطية والحداثية.
وإذا كانت الرؤية الثانية تلقي تأييدا من قبل معظم الحركات الاجتماعية المغربية، في الداخل والخارج، وتعتبر البديل المنتظر، إلا أنه وللأسف، من يحمل سياسيا هذا المنظور، أصبحوا كنائس من دون مؤمنين. وأقصد هنا كل الأحزاب اليسارية المغربية من دون استثناء، والتي لا زالت تعيش على انتصارات بعض شعوب القرون الماضية، وعلى الإيديولوجية الاشتراكية التي وصلت إلى الباب المسدود، بفضل التحولات الاقتصادية التي شهدتها المجتمعات الصناعية، وبروز حركات اجتماعية جديدة غيرت مجريات الصراعات الاجتماعية التقليدية، في زمن الدفاع عن الطائفية والطوائف، والجماعة والمجموعات والتجمعات والإثنيات، بدل الصراع بين الطبقات.
وربما الخوف من قول الحقيقة كما هي، والاختباء من الناس ومن خلف المناضلين والمكافحين، وعدم القدرة على الخروج من المأزق، هو ما زاد الوضع أزمة.
فالأوضاع السياسية المغربية الراهنة، لا تحتاج لرفع الشعارات والتبجح بالمواقف والتغني بالقيم والتشدق بالتغيير. لقد آن الأوان للعمل على إحياء كل تراث المتنورين والليبراليين والماركسيين والماويين وغيرهم، وزرعه في تربة جديدة، أما نضالات الحركات الاجتماعية التي يختبئ في داخلها العديد من القياديين المحسوبين على الأحزاب اليسارية، هي النضالات الشرعية والمشروعة التي يجب تبنيها، ومساندتها، ودعمها، من دون الركوب عليها، حفاظا على استقلاليتها.
فليعلم الجميع الآن أن حكومة "المونسينيور العثماني"، إعلان جديد عن غياب "الموديل" السياسي المغربي الذي طالما حلم المغاربة بوجوده الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، والثقافي، وإعلان رسمي عن نهاية الأحزاب اليسارية المغربية، وانخراط جزء كبير منها في موديل "النيو- أصولية".
اليوم يجب الاهتمام بالأهم، خلق حركات اجتماعية جديدة لمواجهة التكنوقراطية، طبقة المسيرين الجدد، واقتراح نمط آخر من المعرفة الاجتماعية، وفهم شروط إنتاجها وسيرورتها وآفاق تطورها، وهذا لا يعني التفريط في تراثنا الكفاحي والنضالي التاريخي، وما قدمه الشعب المغربي من تضحيات جسام من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. أبدا لا يمكن أن ننسى أبطالنا وأمجاد شعبنا.. ولعل ما تقدمه اليوم الحركات الاجتماعية من نضالات، إلا دليلا جديدا على انغارسها في المد السياسي الذي يربط الماضي بالحاضر، وقدرتها على لعب الدور الأساسي في المطالبة بالتغيير، والانتفاضة على كل من يريد أن يلصق هزيمته بتواجده السياسي في صفوفها.
إن تشكيل حومة "المونسينيور العثماني"، لن تختلف عن ما سبق من حكومات، في غياب إصلاحات جذرية، دستورية ومؤسساتية، تقودنا إلى ملكية ببرلمان قوي وبصلاحيات واسعة، يتبنى تشريعات جديدة ومستعجلة، وفي مقدمتها: الفصل بين الشأنين السياسي والديني، محاربة آفة الأمية لدى أوسع فئات المجتمع، إعطاء الأولوية للثقافة، إعادة النظر في منظومة التعليم والتربية والتكوين، والاستجابة لمطالب الحركات الاجتماعية (السلم الاجتماعي، الدفاع عن البيئة، احترام حقوق المرأة، احترام الهويات الاجتماعية والثقافية، توفير الشغل لحاملي الشواهد الجامعية..الخ)، واعتبارها نقلة نوعية في العمل السياسي الجديد.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيوأصولية والاحتكام للمشترك بيننا
- مهام النخب وتحديات المستقبل
- السياسة كفكر وممارسة
- حسناء أبو زيد في ضيافة المقهى الثقافي بقصر التراب بمكناس
- عذرا سيدتي...في عيدك الأممي
- ما نريده لحميد شباط و لحامي الدين
- من أجل مدن للعيش المشترك وإنتاج قيم المواطنة
- الصحة وحقوق الانسان
- أي جواب عن انتمائنا وشرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟
- ادريس خروز يحاكم السياسة التعليمية في المغرب ويبحث عن تعليم ...
- المقاومة السياسية والمقاومة الثقافية كل لا يتجزأ
- المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين
- نحو تقييم نقدي
- التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية
- حماية حصانة الدولة والمجتمع
- مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
- بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من ...
- من أجل اشتراكية جديدة في خدمة الشعب
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر
- وداعا مدرستي الحلوة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - حكومة -المونسينيور العثماني-