أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - المريزق المصطفى - بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر















المزيد.....

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 16:39
المحور: كتابات ساخرة
    


يحتفل كل واحد منا بطريقته الخاصة في هذا اليوم، تكريما لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر يوم 10 ديسمبر 1948 حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كان أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان، وأنا أريد بهذه المناسبة الحقوقية والإنسانية أن أتقدم بالتحية والتقدير لكل الفاعلين الحقوقيين والنشطاء المدنيين العاملين في الحقل الحقوقي داخل المغرب وفي العالم، كما أترحم على أرواح كل ضحايا الجمر والرصاص، وضحايا العنف السياسي والديني، وضحايا التمييز العنصري والعرقي، وضحايا الإهمال واللامبالاة، وضحايا الفقر والجوع والبرد والهشاشة والاستبعاد الاجتماعي والحرمان المادي والعاطفي، وضحايا الإيذاء الجنسي و الطفولي، وضحايا الجهل والمرض والبطالة، وضحايا ظلم المجتمع واللامساواة واللاعدل، وضحايا القهر الطبقي والاجتماعي؛ وبنفس المناسبة أريد أن أوقع تضامني اللامشروط مع المعتقلين الطلبة ومع المعتقلين بسبب الرأي، ومع كل التنظيمات المدنية التي تمثل الدفاع عن الحق في الشغل، كما أرسم تضامني مع كل نشطاء الحركات الاجتماعية (بكل ألوانها وأطيافها) المناضلة من أجل مغرب آخر...
نعم، اللائحة طويلة جدا ولا يمكن حصرها، نظرا لما تعيشه بلادنا من حاجات حقوقية واجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية ورياضية..
وبنفس هذه المناسبة أريد أن أطرح على نفسي، قبل غيري، سؤال حقوق الإنسان. لماذا؟
الجواب طبعا سيكون ذاتي، لأنني أطرحه اليوم على نفسي ولأنه يتعلق بالمعنى الذي أقصده أو أشير إليه عندما أتكلم عن حقوق الإنسان.
وهنا لا أريد أن أكون ديماغوجيا أو سياسيا أوفاعلا حقوقيا، أريد أن أكون ذلك الإنسان الذي يتفاعل مع محيطه بقدر من المبادئ والقيم لترتيب وتدبير أولويات الحياة في العلاقة مع غيره، وكذلك في العلاقة بالإدارة العامة، وبالنظام في حالته الاجتماعية، وبالإرادة المرتبطة بالمؤسسات، وبالاستقلالية والسيادة العامة والحرية والمساواة والإخاء والتسامح والتضامن والتعاون والتعاقد.
وهنا يكمن بيت القصيد الذي لا مناص منه، حيث تصدمني تصرفاتي في العديد من الحالات حينما تواجهني الكوابح والاكراهات، أو حينما تغيب الوسائل الضرورية لتحقيق التوازن، أو حينما تعترضني هيئات أو جماعة أو سلطة، أو حينما أشعر بالضعف وأنا أحاول الدفاع عن شيء من دون اقتناع أو معرفة، أو حينما تكبر "الأنا" داخلي وتنتفض لتقول كلمة الفصل في قضية من القضايا التي قد تمس بحقوق غيري، أو حينما تنفصم شخصيتي وتتحول لكائن يبحث عن المنفعة الحدية بعد استهلاكه المتوحش للمنفعة الكلية.
وفي أحيان أخرى، أفقد ذاكرتي حينما تجبرني التقاليد المحلية والأممية منها على لعب دور الدركي الحامي للراديكالية وللمركزية وللتخطيط وللإيديولوجية، كما أفقد كذلك هويتي كلما شعرت بإمكانية الانتصار على المنافسين الغير القادرين على المنافسة معي، وأفقد إنسانيتي حينما لا يتحداني من هو أكثر إنسانية مني.
ورغم تكويني العلمي المتواضع، ورغم تجربتي السياسية المحترمة، ورغم انتمائي لعالم الحقوقيين والمدافعين عن الإنسان، ورغم ما اكتويت بناره من تعذيب واعتقال ومنفى، ورغم دراستي للأنوار وللنهضة وللديمقراطية وللعدالة وللأخلاق، أخجل من نفسي في العديد من الأحيان حينما أدوس على حقوق غيري، وحينما أنسى فضائل التسامح والتمييز بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة، وحينما أستفرد بخيارات فردية لأضرب حق الجماعة في تكوين خياراتها، أوحينما لا ألتزم بما تعهدت به لغيري، أوحينما أتنكر للإلزامات الجماعية وأريد إضفاء الشرعية على مخاطر إساءة استعمال السلطة، أو حينما تقودني العبثية للسخرية من المتفوقين مني، ومن المتدينين أكثر مني، ومن الراديكاليين الأكثر راديكالية مني، ومن المبشرين بالتغيير، ومن الرافضين للمدنس والمقدس، ومن الملتزمين بدين الله أو ب"دين البشرية".
لقد جعلتني هذه المناسبة أفكر في سلوكي الديمقراطي والحقوقي، ولهذا قمت في الصباح الباكر من نومي، لأقف أمام المرءات من دون حلاقة الدقن أو هدوم، سائلا نفسي عن ما اقترفته من انتهاكات في حق غيري، في زمن أجبرتنا خيوط جرائمه على الاهتمام أكثر بخروقات السلطة، وجرائم الأنظمة، وأجهزة الدولة، ومؤسسات الدين والسياسة ومنظمات المجتمع المدني.
بحثت عن نفسي وما تبقى من ذكريات زمني وبراءة طفولتي وعصامية شبابي، فلم أجد منها اليوم سوى معتقدات دغمائية وطقوس إلزامية، مفروضة من قبل سلطة تراتبية.
لحقوق الإنسان تاريخ طويل، أي نعم..قلت مع نفسي. فهناك من يستعملها بمفاهيم إيديولوجية، وهناك من يربطها بالملكية الخاصة، وهناك من يوحي بها للخصائص المشتركة مع وبين المجتمعات، وهناك من يعتبرها منظومة قانونية تضم عددا من الاتفاقيات والمعاهدات تترك آثارها على مؤسسات مختلفة من حيث التشريع والتدبير والتسيير والإدارة، وهناك من يعتبرها حقوق متأصلة في البشر منذ القدم، غير قابلة للتصرف والتجزيء، تنص على عدم التمييز، وتنطوي على حقوق والتزامات.
ثم تساءلت من جديد: وماذا ينقصني حتى أكون محترما لحقوق الإنسان؟
هنا تذكرت علاقتي بالرقابة الاجتماعية وما تفرضه علي من نماذج ثقافية ونظم معيارية وعقاب وثواب، ومن موارد مادية ورمزية لتؤمن توافق تصرفاتي مع محيطي وتوجهني بجملة من القواعد والإرشادات والتوجيهات لكي لا أخرج عن الطريق.. هكذا، اعترفت بانحرافي عن المبادئ الأخلاقية والمعايير الاجتماعية، واعترفت بأن حقوق الإنسان لا تقبل المس بكل شخص لكونه إنسان، بغض النظر عن هويته أو لونه أو انتمائه السياسي أو الديني أو اللغوي أو العرقي أو...كما، اعترفت بجهلي بالفضاء العام لتنمية ثقافة حقوق الإنسان واستحضار الحق في المدرسة، والتربية على حرية الرأي، والحق في الاختلاف والمساواة والديمقراطية، كما تيقنت أن ما تعلمته من دروس حقوق الإنسان، لم أعمل على ترسيخه كثقافة تدافع عن الإنسان، وعن حقوقه في الوجود والتفكير والممارسة.
ولهذه الأسباب، أطلب منكم المسامحة والمغفرة، وأعاهدكم أني سأكفر عن ذنوبي، خدمة لكم كمدخل لخدمة مجتمعنا وتنمية وطننا.
إمضاء: المريزق المصطفى
أستاذ باحث في علم الاجتماع ، كاتب، وفاعل حقوقي وسياسي



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا مدرستي الحلوة
- -السياسة البهلة- وفطوم الجبلية الزروالية
- النبوة السياسية والطريق إلى مغرب الغد
- حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي
- الهوية الجماعية لمغرب الغد
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية: الجزء الثالث
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية الجزء الثاني
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية
- إلى السيد حامي الدين بمناسبة عيد الأضحى المبارك
- في الحاجة إلى العقل السياسي القاعدي
- تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته
- حكومة بن كيران ام مزبلة الطاليان ؟
- حول ما نريد...
- هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة بني زروال؟
- حاكم الهوى و الريح
- حدود دولة رئيس الحكومة و عوامل الابتزاز السياسي و التقسيمي
- نهاية النكوصية
- الجامعة فضاء لتلقين الدروس و ليس ل-تحليق الرؤوس-
- المنتدى الوطني للمدينة: البيان العام
- رسالة مفتوحة إلى صديقي الوزير


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - المريزق المصطفى - بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر