أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - نهاية النكوصية














المزيد.....

نهاية النكوصية


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاية النكوصية
المريزق المصطفى

ما يعرفه المغرب اليوم من تغير اجتماعي في شكل نظامه الاجتماعي، يؤكده جل الممارسون للأدوار الاجتماعية المختلفة عن تلك التي سادت في زمن الضبط و الضغط و أيام بداية الانفتاح السياسي و الحقوقي و بداية مشوار النضال الديمقراطي، رغم استمرار هيمنة النزعة النكوصية التي لا زالت تهدد المكتسبات التي ضحى من أجلها المغاربة عقودا من الزمن.
و إذا كان التغير الاجتماعي ضرورة تاريخية و تحول مستمر، فإن تكتل القوى الديمقراطية لن يكون سوى وجها طبيعيا من و جوه التفاعل الاجتماعي مع ما يحدث في واقعنا الحالي من حركات اجتماعية و احتجاجية في أوساط النقابات و جمعيات المعطلين و النساء و الشباب و الأطر و المنتديات السوسيو- مهنية..و التي تشكل اليوم قوة جماهيرية ضاغطة على النكوصية و آلياتها المعادية لتطلعات المواطنات و المواطنين التواقين للحرية و التغيير.
لقد أكدت الأحداث الأخيرة أن النكوصية إنكشف مستورها و موتها بات وشيكا، لأن مستقبل المغرب لم يعد رهينة في يد المحافظين و التابعين لهم، و أن القطب الحداثي و الديمقراطي فتح آفاقا أرحب في فضاء عالم ينحو كليا إلى التقدم و التطور، منتفضا ضد القطبية التقليدية و الشمولية البالية.
إن انخراط عاهل المملكة في سوق النماذج الاقتصادية البديلة، جاء بعد فشل الحكومة في تدبير ملف الاستثمار و علاقته بالتعاون الدولي، و كمثال على تردي هذه العلاقة، نذكر العجز التجاري الكبير من جهة المغرب في العلاقة مع دولة الصين، و الذي بلغ السنة الماضية ما يفوق 25 مليار درهم. فيي حين وصلت الاستثمارات المشتركة بين الصين و الجزائر إلى أكثر منن 10 مليار دولار. و لم نسمع من الحكومة ذات يوم أي تحليل من هذا القبيل، و ما خفي كان أعظم في علاقتنا مع النماذج الاقتصادية الأخرى الصاعدة عبر العالم.
فبدلا من الانكباب على التطور الاقتصادي و الاجتماعي لوضع المغرب على سكة الحداثة و التنمية الشاملة، فضلت الحكومة الانبطاح للنكوصية وبذل جهد مالي و إعلامي و سياسي للترويج لها، وذلك قصد حجب الحقيقة عن الشعب. حيث حققت حكومة السيد عبد الاله بنكيران أسوأ الأرقام على مستوى النمو الاقتصادي وخلق فرص الشغل مقارنة مع حكومتي إدريس جطو وعباس الفاسي السابقتين.
إنها الحقيقة المرة التي تؤكدها كل الأحداث و الوقائع المتسارعة على أكثر من صعيد، و رغم ذلك لازال رئيس الحكومة، و هو في آخر أيام ولايته، يطبل و يزمر، شمالا و يسارا، وكأن شيئا لم يقع في عهده.
أن المغاربة اقتنعوا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن مستقبل الاستقرار و الأمان لن يتحقق إلا في ظل مغرب قوي بجغرافيته و تاريخه و خيراته و مناخه و تنمية بشريته الحضرية و القروية المنفتحة على العالم الجديد، و على تجارب رائدة أثبتت نجاعتها الاقتصادية و الاجتماعية.
لقد قاوم المغرب عبر تاريخه النضالي و الكفاحي كل أشكال الترامي على قيمه الحضارية و الإنسانية، ورفض المس بتعدديته السياسية و الثقافية و بهويته المشتركة. و لهذا السبب لن تصمد النكوصية و لن تعمر طويلا رغم آليات تحكمها، و رغم أساليبها الترهيبية و التشكيكية.
كل المؤشرات تحمل آمالا واعدة للنهوض بالديمقراطية الاجتماعية في مغربنا، و ما الدينامية و الحركية الاجتماعية التي مهما اختلفت معاركها تظل بوابة مشرعة صوب التغير الاجتماعي الذي يحتاج الى دعم أبناء الشعب الحالمين بتغييرات اجتماعية و اقتصادية و سياسية، و إلى تغيير الواقع الحالي و بناء مؤسسات حديثة قادرة على تحقيق الاستقرار السياسي و حماية المغرب من الهيمنة النكوصية و من أي تدخل أجنبي كيفما كان نوعه.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة فضاء لتلقين الدروس و ليس ل-تحليق الرؤوس-
- المنتدى الوطني للمدينة: البيان العام
- رسالة مفتوحة إلى صديقي الوزير
- المدينة المواطنة
- -الكيف- بين الصراع الطبقي و الانتقال الديمقراطي
- فتيحة بائعة - البغرير- و أقصى درجة الحكرة
- في الحاجة إلى تدريس الفلسفة من المهد إلى اللحد
- أطلقوا سراح كل الطلبة المعتقلين
- سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني
- سلامي لك أيتها الأنثى بمناسبة عيدك الأممي
- وجع الماضي و جراح السنون
- تخليد اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية خطوة على درب المصالحة ...
- المؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: سؤال -المدينة ...
- على أبواب المؤتمر الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: الخط السيا ...
- -الأصالة و المعاصرة-: الأسباب الفلسفية و الإضاءة الرمزية
- الواقع السياسي و الواقع الذاتي ... بين القطيعة و الاستمرارية
- أضواء على حزب الأصالة و المعاصرة عشية المؤتمر الوطني الثالث
- الطليعة الواعية في أفق 2016
- من أجل يسار الوسط
- الجامعة المغربية..قنبلة موقوتة


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - نهاية النكوصية