أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني














المزيد.....

سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني
المريزق المصطفى / المغرب

"لو كانت الإدارة والمجتمع السياسي كافيين لما كنّا في حاجة إلى المجتمع المدني"، هكذا نطق السيد رئيس الحكومة إحياء ل"اليوم الوطني للمجتمع المدني".
إن مفردات رئيس الحكومة بهذه" المناسبة" و مفردات عامة الناس مترادفة تقريبا. ففي الكثير من "الذكريات" و المحطات يتحدث السيد رئيس الحكومة عن قضايا كبرى تهم "الشؤون العامة"، ناسيا أو متناسيا أن الحياة السياسية عموما لم تعد تقتصر على النشاط الذي تقوم به الأحزاب السياسية في تنظيماتها الموازية و مؤسساتها التشريعية أو الحكومية، و العالم يشهد اليوم أن لا ديمقراطية بدون مجتمع مدني قوي و منظم.
فمن البديهي أن العديد من التحولات الكبرى التي شهدها العالم كان في طليعتها حركات اجتماعية، جماهيرية، سارت فيما بعد ظواهر سياسة تعاملت معها المؤسسات القانونية من زاوية التوازن الاجتماعي كعامل أساسي في تجديد النخب من أجل إقرار الاستقرار و نجاح الانتقال الديمقراطي.
فكعادته، نسي السيد ريس الحكومة ماله و ما عليه، و هو الذي يعرف تمام المعرفة أن الرجات الثورية التي قادتها الحركات الاجتماعية في المغرب، أحدثت تغيرات جذرية في الحياة السياسية السائدة بشكل سلس و سلمي، و من دون عنف و توتر. لأن الهدف كان هو تحقيق مصلحة عامة و أهداف مشتركة بين عموم الفاعلين الأساسيين في حقل الصراع.
إن اللعب السياسي الذي يقوم به السيد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، و هو يحاكم المجتمع المغربي الذي يسمح (حسب رأيه) بوجود أطفال الشوارع "داعيا الأسر إلى التكفل بالأطفال المتخلى عنهم، مع الاستفادة من مساعدة من طرف الدولة، للقضاء على هذه الظاهرة"، هو كلام شعبوي، يتعارض مع ثقافة المواطنة و حقوق الإنسان، و مع دور المجتمع المدني في توعية المجتمع من أجل طرح بدائل تقوم على سيادة القانون و تفعيل دور مؤسسات حماية الشعب من كل الظواهر الاجتماعية الناتجة عن التوزيع الغير العادل للثروات، وسيادة القانون على طريق بناء دولة القانون، والمؤسسات، وذلك للحد من تغول السلطة.
إن تأصيل الثقافة المدنية يتعارض مع الاتهامات الخطيرة التي وجهها السيد رئيس للحكومة حينما تساءل عن الجهات التي يجب أن تتلقى دعم الدولة و التي يجب في نظره أن تتحلى ب"الحس الإنساني"! و هذه فضيحة سياسية و أخلاقية، تضعنا أمام جهل السيد رئيس الحكومة بالجمعيات الجادة التي تتوفر فيها صفات جمعيات المجتمع المدني كما هو متعارف عليه لدى الجميع، داخل المغرب و خارجه.
لقد دأب السيد ريس الحكومة بتشويه أهل السياسة و النقابات و الإعلام و الحركات الاحتجاجية، و ها هو اليوم يقوم يتسفيه الشخصية المدنية و يشكك في دور الفاعلين الجمعويين و هو يدعوهم "ألا يتخذوا العمل الجمعوي مطيّة للاغتناء"!
فعن أي جمعيات يتحدث السيد رئيس الحكومة؟ و ما محل مال اليتيم من الإعراب في هذه النازلة؟
إن المجتمع المدني المغربي الذي لعب دورا تاريخيا في الانتقال من مغرب سنوات الجمر و الرصاص إلى مغرب الانتقال الديمقراطي، هو تلك الجمعيات و المنظمات التي ساهمت في نشر قيم التسامح و المصالحة و إرساء دعائم الثقافة التشاركية و التكاملية في إدارة الشأن المحلي بشفافية و حكامة من أجل الحفاظ على السلم الاجتماعي و الاستقرار السياسي و الاقتصادي و توفير الأمن و الحماية لعموم الشعب.
لقد تعاظمت أهمية المجتمع المدني المغربي منذ سبعينات القرن الماضي، و اتسعت في العقود الأخيرة ليصبح لها دور رقابي على الانتخابات و على القوانين المنظمة لها، و تقوم بتدريب مناضليها على قواعد الممارسة الديمقراطية، و على محاربة الرشوة و الغش، و العنف ضد النساء و الطلبة و المعطلين، و تقوم بتأهيلهم وتدريبهم على آليات الرقابة و المساءلة و المحاسبة و المعاقبة، و تدعوهم للقيام بحملات التوعية و التحسيس ضد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقترفها السلة ضد المواطنين العزل.
و يمكننا أن نستحضر في هذا الإطار الائتلافات الحقوقية و البيئية و التنموية، الجادة و المناضلة، و دورها في إرساء دعائم الحكامة و استقلال القضاء و تطبيق العدالة الاجتماعية و حماية المجتمع من العنف و القمع و الإقصاء و التهميش و الهشاشة و الاستبعاد الاجتماعي و التمييز و الكراهية، و كل ما يتنافى و مبادئ و مواثيق حقوق الإنسان.
كما لا يخفى على السيد رئيس الحكومة دور المجتمع المدني في إثراء النقاش العمومي في كل مجالات الحداثة و الديمقراطية، و تطوير آليات التشاور و الشراكة بينه و بين الدولة.
إن جمع جمعيات المجتمع المدني في "سلة واحدة"، هو سبة لأحد مكونات الدولة الديمقراطية، و استخفاف بالأدوار و الخدمات التي تدخل في إطار العلاقات و الروابط التي تنسجها هذه الأخيرة بين الأفراد و المجتمع من أجل ضمان الحرية و الحد من تدخل الدولة و التشجيع على قواعد التعاون و المنافسىة الشريفة و الحوار الديمقراطي و الإبداع.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامي لك أيتها الأنثى بمناسبة عيدك الأممي
- وجع الماضي و جراح السنون
- تخليد اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية خطوة على درب المصالحة ...
- المؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: سؤال -المدينة ...
- على أبواب المؤتمر الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: الخط السيا ...
- -الأصالة و المعاصرة-: الأسباب الفلسفية و الإضاءة الرمزية
- الواقع السياسي و الواقع الذاتي ... بين القطيعة و الاستمرارية
- أضواء على حزب الأصالة و المعاصرة عشية المؤتمر الوطني الثالث
- الطليعة الواعية في أفق 2016
- من أجل يسار الوسط
- الجامعة المغربية..قنبلة موقوتة
- الجهوية المتقدمة و القضية الوطنية
- المغرب القريب بدل المغرب البعيد
- من المسؤول عن تعثر الانتقال الديمقراطي في المغرب؟
- -تنورة- الحرية و -فستان- الديمقراطية
- رسالة مفتوحة إلى السيد حامي الدين
- التفاوض الثقافي قبل التفاوض السياسي
- برهان عسل الوزيران الحبيب و سمية
- النخب المكناسية بين المؤسسات التقليدية و التطلعات الحداثية
- التراث والمدينة : من التدبير التمثيلي إلى الحكامة التشاركية، ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني