أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - المريزق المصطفى - في الحاجة إلى تدريس الفلسفة من المهد إلى اللحد














المزيد.....

في الحاجة إلى تدريس الفلسفة من المهد إلى اللحد


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 09:06
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    



مرت اليوم أزيد من 30 سنة على صدور العدد الأول من مجلة "الجدل" التي كان يديرها سليم رضوان، و هي المجلة التي كانت تبحث عن إعادة الحياة إلى جثة الفلسفة الباردة، في زمن بداية انهيار "محبة الحكمة" في بلادنا. حيث كانت المجلة تعرف بالفلاسفة و تنشر نصوصا و دراسات في مجالات و حقول معرفية مختلفة، و تولي اهتماما بالمشاكل التي تواجه تدريس الفلسفة بمؤسساتنا الثانوية و بميادين فكرية و ثقافية و اجتماعية أخرى.
و لعل ما كانت تنشده "الجدل" هو التربية على القراءة بعمق و التنقيب عن المعنى بين سطور الدراسات و الأبحاث و الكتب، و رفض البديهيات و التحليلات السطحية و التأويلات الباهتة، و التعرف على إشكالات و قضايا و مواقف مرتبطة بالمجتمع و الأفكار السائدة فيه، و التعريف بتجارب المدرسين و بأفكارهم و اقتراحاتهم، من أجل تطوير تدريس الفلسفة و الرفع من مستواهم. كما كانت تهدف إلى خلق نقاش حي، حر و موضوعي حول مستقبل الفلسفة بمدارسنا الثانوية و الجامعية.
إن استحضار ذاكرة "الجدل" اليوم، هو تكريم لجيل قاوم العتمة، و حارب اليأس و الاندحار و الفراغ الذي كان يستقطب لصفوفه الطوائف و المذاهب. جيل كان يؤمن بسمو الفكر الإنساني ( و ليست الفلسفة سوى استعارته)، جيل كان لا يريد للناس أن يكونوا نسخة متكررة من بعضهم البعض، جيل كان يناهض الموت و الجمود. في زمن كانت علاقة الدولة بالفلسفة علاقة حذر و احتياط إن لم نقل عداء و حرب علانية، و هو ما كرس غياب الفلسفة عن النسيج الثقافي لمجتمعنا عبر إغراق المنظومة التعليمية في الوحل و الخطط الترقيعية. و هو من جهة أخرى هجوم ممنهج على الفلسفة كفضاء للسؤال، للشك و للنقد، و كفضاء للمغامرة و الحرية و للهجرة و الترحال.
وانه لمن المشروعية بمكان اليوم، استحضار" الحق في الفلسفة " كما طالب به الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا، للتعبير عن الواقع الفلسفي ببلادنا و للتحرك العاجل و القوي من أجل إعادة الاعتبار للمؤسسة التعليمية ووقف تفكيكها و انهيارها. ذلك أن المسألة التعليمية هي مسألة فلسفية كلية، و أن كل برنامج أو نوع أو أسلوب من التدريس تخترقه فكرة فلسفية يستند عليها، و توجه –ضمنيا- و باستمرار فلسفة بكاملها.
فإذا كان العلم يستهدف و صف الظواهر ويجيب عن كيف تحدث، فالفلسفة تحاول تفسير ما وصل إليه العلم و تحاول أن تجيب عن لماذا تحدث. فما الذي دفع السيد رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران للحديث عن الفلسفة و كأنما يتحدث عن "سوق الغزل"؟
إن حرمان المغاربة من الحق في الفلسفة من المهد إلى اللحد بالنقص من عدد ساعات تدريسها و تشجيع خطاب و فكر شعبوي لإخضاع التعليم لغاية معينة، و لتكوين مهني معين، و جعل التعليم سلعة، هو ضرب للأسس و نظريات و مبادئ الفلسفة التي تقوم على الاختلاف باعتبارها صنو الحرية، بل هي الحرية ذاتها. و الدليل هو أن الفلسفة ظهرت في اليونان، و لم تظهر في مصر رغم عراقة و عمق الحضارة الفرعونية.
إن سيادة الأمية اليوم في مجتمعنا، تضع كل مكونات المجتمع أمام مسؤولية تاريخية استثنائية، فإما إصلاح المنظومة التربوية و الاعتناء بالفكر الإنساني و دمج الفلسفة في كل الأطوار التعليمية من الروض إلى الجامعة، و إما سنحول مجتمعنا إلى قبلة للتطرف و الإرهاب و العنف.
لقد أكد التاريخ عداء الفكر الديني للفلسفة و الفلاسفة ( من تمنطق كفر، الإسلام لا يحتاج إلى فلاسفة...)، و منع تدريس الكندي و الفرابي و ابن سيتا و ابن رشد و غيرهم. و نتذكر جميعا حين طالب راشد الغنوشي رئيس "حركة النهضة الاسلامية" التونسية بوقف تدريس الفلسفة في الثانويات و استبدالها بنصوص حسن البنا و سيد قطب و غيرهم من مؤسسي التارات الإسلامية المتطرفة.
لهذا لم يعد مسموحا للدولة التشجيع على سيادة معارف مضادة لدور المدرسة الحديثة، و لم يعد مسموحا لها بدخول أي إصلاح محمول على صهوة التبعية و التخلف و النكوصية.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطلقوا سراح كل الطلبة المعتقلين
- سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني
- سلامي لك أيتها الأنثى بمناسبة عيدك الأممي
- وجع الماضي و جراح السنون
- تخليد اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية خطوة على درب المصالحة ...
- المؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: سؤال -المدينة ...
- على أبواب المؤتمر الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: الخط السيا ...
- -الأصالة و المعاصرة-: الأسباب الفلسفية و الإضاءة الرمزية
- الواقع السياسي و الواقع الذاتي ... بين القطيعة و الاستمرارية
- أضواء على حزب الأصالة و المعاصرة عشية المؤتمر الوطني الثالث
- الطليعة الواعية في أفق 2016
- من أجل يسار الوسط
- الجامعة المغربية..قنبلة موقوتة
- الجهوية المتقدمة و القضية الوطنية
- المغرب القريب بدل المغرب البعيد
- من المسؤول عن تعثر الانتقال الديمقراطي في المغرب؟
- -تنورة- الحرية و -فستان- الديمقراطية
- رسالة مفتوحة إلى السيد حامي الدين
- التفاوض الثقافي قبل التفاوض السياسي
- برهان عسل الوزيران الحبيب و سمية


المزيد.....




- آلاف المتظاهرين في تل أبيب احتجاجا على الخطة الإسرائيلية للس ...
- اشتباكات في -تل أبيب- وتهديدات يمينية للمتظاهرين.. والسبب صف ...
- عشرات آلاف المتظاهرين يغلقون شوارع بتل أبيب رفضا لقرارات نتن ...
- اقتحام القناة 13 خلال احتجاجات في تل أبيب.. ومواجهات بين الش ...
- اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين بتل أبيب ومسلحون من اليم ...
- اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين بتل أبيب ومسلحون من اليم ...
- تقرير إعلامي حول الندوة الإلكترونية: “العاملات في مواجهة الا ...
- التعتيم الإعلامي الوجه الآخر لغياب العدالة
- نرفض التنكيل بالكاتب أحمد دومة ونطالب بالافراج عن معتقلي الر ...
- معهد هندسة وتكنولوجيا الطيران يفصل عشرات الموظفين


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - المريزق المصطفى - في الحاجة إلى تدريس الفلسفة من المهد إلى اللحد