أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - المريزق المصطفى - -الكيف- بين الصراع الطبقي و الانتقال الديمقراطي














المزيد.....

-الكيف- بين الصراع الطبقي و الانتقال الديمقراطي


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 02:40
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


"الكيف" بين الصراع الطبقي و الانتقال الديمقراطي
المريزق المصطفى، فاعل حقوقي و سياسي من المغرب

هل انتصر"الفلاح الكتامي" في فرض موضوع "الكيف" داخل الفضاء العمومي المغربي؟
لم يكن بالأمس القريب مسموحا لأحد بالدفاع عن زراعة القنب الهندي أو المطالبة بتقنينه، و لم يكن من السهل أن تكشف عن هويتك "الكتامية" أو إنتماءك لأحدى دواوير و مداشير تنتج العشبة الخضراء.
و اليوم، ماذا تغير؟
لعل ما يجب الإشارة إليه قبل الغوص في الموضوع، هو هذه اللحظة الفاعلة و المبدعة في تاريخ منطقة ظلت إلى أمد قريب تعيش في العتمة، معزولة عن تناقضات النمط السوسيو- إقتصادي المركزي، و التي من معالمه بروز مواقف صلبة ( و أحيانا راديكالية) من هذا التحول الذي جعل مستقبل "بلاد كتامة" محرك أساسي للفاعل السياسي و للنخب محليا، جهويا و وطنيا.
و يجدر بالذكر هنا أيضا أن التطور السياسي في المنطقة و استحضاره للظلم التاريخي الذي عاشه أهالي كتامة، ساهم بشكل كبير في التفكير بطرق و أشكال أصيلة و إبداعية لمقاربة الموضوع و إخراجه لعموم الرأي العام من دون حشمة و لا خجل.
إن هذا التطور الحاصل اليوم في مقاربة الموضوع، و انطلاقا من الخبرة الذاتية،يجعلنا نذهب إلى أبعد من ذلك لنسلط الضوء على الخطوط العامة و العريضة للشروط التاريخية التي أنتجت طبقة الفلاحين المزارعين في المنطقة، و منها المرحلة الكولونيالية و ما نتج عن العلاقات بين الدولة و "المجتمع الكتامي" منذ ما بعد الاستقلال.
و في هذه الإضاءة، و كما في أبحاث و أطروحات مختصة التي أنتجها نخبة من الباحثين، يبدو تحليل الوضع انطلاقا من تطور الطبقات الاجتماعية في تاريخ بلادنا ضروريا في كل أبعاده و أصالته. إنها مرحلة بداية المصالحة مع مغاربة و طنيون عانوا الأمرين من العبودية المتمثلة في العمل الجبري للنساء و الفتيات و الأطفال في غياب تام و كامل للحماية الاجتماعية، إلى معاناتهم مع الفاشية أيام جعل الجنرال فرانكو المنطقة الخليفية قاعدة خلفية لتمرده العسكري على الحكومة، و ما تكبدوه من ظلم و إقصاء و عزلة و تهميش طوال الحكومات المتعاقبة على مغرب الاستقلال.
ورغم التطور الذي حصل في البنيات الاقتصادية و الاجتماعية المغربية، ظلت "بلاد كتامة" تعيش في شكلها القبلي كشكل من أشكال المجتمع الكلي القائم على مجموعات سكنية متعددة و مختلفة ( عائلات، تجمعات بشرية، مجموعات محلية مندمجة فيما بينها)، يشعر أعضاؤها بنوع من التضامن العميق بينهم أكثر من قوة تضامنهم و علاقتهم مع الخارج.
و إذا كانت الدولة الحديثة قد أعطت أولوية قصوى للمغرب الحضري في العديد من المجالات و القطاعات التنموية، فإن الانتقال الاقتصادي و الاجتماعي في "بلاد كتامة" ظل معطلا، و ظل مرتبطا بنظام الأدوار التي خولتها الإدارة المركزية لهذه المنطقة التي ساهمت – عبر طبقتها الميركانتيلية – في بناء و توسيع العديد من المدن و الحواضر المغربية.
إن إلقاء نظرة سريعة سواء على درجة التطور الاقتصادي و التنموي أو بنيات الإدارة و الخدمات في المغرب الحضري تكشف لنا عن بساطة و ضعف " بلاد كتامة"، ما يجعل الانتماء الاجتماعي لسكان هذه المنطقة للوطن يحتاج فعلا لانتقال ديمقراطي جهوي، يضمن المساواة و العدالة المجالية و الأمن الغذائي و السلم الاجتماعي لكل المواطنات و المواطنين المغاربة من دون تمييز و لا تقسيم بين أبنائه.
و إذا كانت "بلاد كتامة" تتجه اليوم نحو الذوبان في المدن و المناطق المجاورة لها بقوة العناصر التاريحية التي أشرنا إلى البعض منها، فإن تكامل هذا الاندماج لن يتم إلا من خلال/ و بواسطة قوانين و إجراءات حكومية أو تشريعية تقنن زراعة "الكيف" و تجعل منه رافعة للتنمية المحلية في إطار قانوني منظم، في أفق إدماج المنطقة في المشاريع الوطنية المهيكلة الكبرى على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و المجالي و البيئي.
إن التطور المنشود ل"بلاد كتامة" بات يفرض نفسه على كل الفاعلين الأساسيين في المجتمع، رغم غياب رؤية موحدة و منسجمة حول البدائل التنموية المقترحة. و هو ما يتطلب في المرحلة القادمة تهيء أجواء المصالحة و المفاوضات المباشرة مع كل المعنيين بالموضوع.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتيحة بائعة - البغرير- و أقصى درجة الحكرة
- في الحاجة إلى تدريس الفلسفة من المهد إلى اللحد
- أطلقوا سراح كل الطلبة المعتقلين
- سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني
- سلامي لك أيتها الأنثى بمناسبة عيدك الأممي
- وجع الماضي و جراح السنون
- تخليد اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية خطوة على درب المصالحة ...
- المؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: سؤال -المدينة ...
- على أبواب المؤتمر الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: الخط السيا ...
- -الأصالة و المعاصرة-: الأسباب الفلسفية و الإضاءة الرمزية
- الواقع السياسي و الواقع الذاتي ... بين القطيعة و الاستمرارية
- أضواء على حزب الأصالة و المعاصرة عشية المؤتمر الوطني الثالث
- الطليعة الواعية في أفق 2016
- من أجل يسار الوسط
- الجامعة المغربية..قنبلة موقوتة
- الجهوية المتقدمة و القضية الوطنية
- المغرب القريب بدل المغرب البعيد
- من المسؤول عن تعثر الانتقال الديمقراطي في المغرب؟
- -تنورة- الحرية و -فستان- الديمقراطية
- رسالة مفتوحة إلى السيد حامي الدين


المزيد.....




- -ليس للرئيس الحق!-.. شاهد رد فعل بيرني ساندرز عند علمه بالضر ...
- م.م.ن.ص// دروس الحرب: اختراق الجدران
- قناة السويس ليست ممراً للعدوان.. أوقفوا مرور سفن أمريكا وإسر ...
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الضربة الجوية الأمريك ...
- Israel’s war on Iran and the region must stop.
- التطبيع بين المغرب وإسرائيل: من المستفيد؟
- هجوم إسرائيل العسكري على إيران: هاوية مرعبة للشعب الإيراني و ...
- سقوط الدكتاتورية الأسدية. ماذا بعد؟ الوضع الراهن في سوريا
- الموظفون//ات العاملون//ات بالتعليم العالي: بين مطرقة الإصلاح ...
- تيسير خالد : القصف الاميركي للمنشآت النووية الايرانية عمل إج ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - المريزق المصطفى - -الكيف- بين الصراع الطبقي و الانتقال الديمقراطي