أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الهوية الجماعية لمغرب الغد














المزيد.....

الهوية الجماعية لمغرب الغد


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5336 - 2016 / 11 / 7 - 05:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهوية الجماعية لمغرب الغد

المريزق المصطفى

لن أضيع ما تبقى من عمري في البحث عن خيط السنارة التي جرفته أمواج البحر، ولن أساعد نفسي في تغييب الأفق من ذاكرتي الموشومة بأحداث وواقع علمتني كيف أحب الغد، و كيف أقاوم العنف بكل أنواعه وأشكاله. كما لن أسقط أبدا في فخ التمييز لأغراض طائفية أو شقاقية، أريد أن يصنفني أصدقائي وأعدائي كمغربي، وليس تصنيفا آخر.
الأنبياء كانوا تقدميون وحداثيون في زمنهم، والدليل هو أنهم أتوا برسالات جديدة ولم يكونوا تابعين للخلف وللسلف وللسابقين. فلماذا نبخص الأنبياء في زمننا ونحشرهم في متاهاتنا باسم الدين؟ كبرنا وكبرت أحلامنا، لكن ما ينقصنا هو نقل الشعور بروح الهوية الجماعة وقيمها للمدرسة. تلك المدرسة التي لازلنا لم نفتح أبوابها لأبناء المغاربة بعد، لكي نعلمهم معنى الهوية الجماعية، والحق والصدق بدل الكذب والبهتان.
فبعد انهيار المسيحية في أوروبا بسبب التنوير والثورة الفرنسية، كرد فعل على محاكم التفتيش والأصولية المتعصبة والحروب المذهبية والطائفية، فكر "أوغست كونت" في بلورة مفهوم جديد للدين، مفهوم كوني واسع وأشمل للبشرية جمعاء، مفهوم قائم على الحب وتجاوز الأنانيات الشخصية والمصالح العابرة للبشر، وهذا البديل هو ما دعاه "دين البشرية". ومعلوم أن "كونت" هو صاحب نظرية المراحل الثالث التي تتحكم في كل الحضارات وهي: المرحلة اللاهوتية الدينية، والمرحلة الميتافيزيقية، وأخيرا المرحلة الوضعية أو العلمية الحديثة. وما قد نستفيد من هذا التراث وغيره، هو أن رغم ما عاشته الإّنسانية من صراعات هوياتية، كان لابد للعقل أن يكون متفوقا، وكان لا بد من الحاجة إلى الحوار المفتوح والاختيار الحر.
للأسف، كانت المدرسة سببا في شقائنا، لأنها لم تجعلنا نكبر في إندماج متكامل، وبالتالي لن ألوم المغربي "عالم الإعلام الجديد" عن ما ينشره من سموم كل يوم باسم الدفاع عن "الشرعية التاريخية والدينية" وزد عليها "الشرعية الانتخابية". لقد علمتني الجراح الاجتماعية والمآسي الإنسانية أن الدين (أي دين) لا يمكن أن تكون له الأولية على العقل. الأولوية يجب أن تكون لبرامج تربوية ولبرامج المساواة والعدالة، الأولوية يجب أن تكون لبرامج اقتصادية وطنية وتنافسية، الأولوية يجب أن تكون لبرامج ثقافية وعلمية وبيئية، الأولوية يجب أن تكون لبرامج تنموية شاملة تهدف إلى تحقيق كل الحاجيات الأساسية للإنسان، الأولوية يجب أن تكون لبرامج تجعل المغاربة سفراء هوياتهم وحضاراتهم وعاداتهم وتقاليدهم في كل بقاع العالم من أجل علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار، والدفاع المشترك على قيم السلم والديمقراطية وحقوق الإنسان.
فأي إيمان أعمى فوق العقل، لن أقبله. كما لن أقبل أي تصنيف للناس باسم الدين أو باسم أقسام منفصلة محبوسة داخل صناديق الاقتراع أو غيرها. أنا إنسان حر، لدي أصل جغرافي ومهنة، ولدي انتماء سياسي وذوق فني، ولدي اهتماماتي والتزاماتي، ولدي عاداتي واحتياجاتي، ولا أقبل من يرهبني ويخيفني باسم الاستقواء بالنكوصية دفاعا عن "الشرعية التاريخية والدينية"، لأن مغرب الغد هو الذي يهمني، وهو الذي أناضل من أجله، وأنا على يقين تام بأن جيل الغد هو الذي سيحسم الانتقال إلى المرحلة العقلانية، وسيعيش من دون ديناصورات متزمة، ومن دون عقائد مذهبية تقليدية، ومن دون إنبطاح ديني أو إيديولوجي.
إن الحريق الذي التهم أشجار التقدمية وكنوز الديمقراطية، وأسقط أوراق التنوير، جعل الهوية الجماعية غائمة، تأكل ماضيها وتدفن أنبياءها.
ورغم ذلك، ورغم ما يكتبه وينشره المغربي "عالم الإعلام الجديد" من أساطير الرعب والضغط، تبقى التراجيديا اليوم، هي السياسة..كما قال أوغست كونت.
إن تحديد ماهية الحركة الاجتماعية التي دشنها من جديد شهيد الحكرة "محسن فكري"، تحمل في ثناياها صورا جديدة لمغرب الغد، والذي لن يشبه أبدا مغرب الأمس، لأن حركة التغير الإجتماعي لن تكون سوى حركة التاريخ المتسارعة، تفرض رؤى متنوعة وتدعو إلى نظريات جديدة، لن ينفع معها افتتاحيات "ما تطلبه النخبة من بنكيران، أو ديمقراطية دون ديمقراطيين، ألخ".



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية: الجزء الثالث
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية الجزء الثاني
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية
- إلى السيد حامي الدين بمناسبة عيد الأضحى المبارك
- في الحاجة إلى العقل السياسي القاعدي
- تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته
- حكومة بن كيران ام مزبلة الطاليان ؟
- حول ما نريد...
- هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة بني زروال؟
- حاكم الهوى و الريح
- حدود دولة رئيس الحكومة و عوامل الابتزاز السياسي و التقسيمي
- نهاية النكوصية
- الجامعة فضاء لتلقين الدروس و ليس ل-تحليق الرؤوس-
- المنتدى الوطني للمدينة: البيان العام
- رسالة مفتوحة إلى صديقي الوزير
- المدينة المواطنة
- -الكيف- بين الصراع الطبقي و الانتقال الديمقراطي
- فتيحة بائعة - البغرير- و أقصى درجة الحكرة
- في الحاجة إلى تدريس الفلسفة من المهد إلى اللحد
- أطلقوا سراح كل الطلبة المعتقلين


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الهوية الجماعية لمغرب الغد