أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة بني زروال؟














المزيد.....

هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة بني زروال؟


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة؟
الدكتور المريزق المصطفى، فاعل حقوقي و سياسي من المغرب

إن الفرضية التي ننطلق منها في اختيارنا لهذا الموضوع تقوم على الغياب المطلق للتنمية في مناطق جبالة بشكل عام و بني زروال بشكل خاص ( و نعني بها القبائل الجبلية الشهيرة بشمال المغرب: بني إبراهيم و بني مكة و بني ملول و بوبعان و أولاد قاسم)، و إقصاء الحكومة لهذا الوطن الزروالي الجريح من مغرب القرن الواحد و العشرين رغم ما يتوفر عليه من رأس مال بشري و موارد طبيعية و مؤسسات. و ما يؤسس لهذا القول هو وجود مجموعة من الشهادات الحية و الأبحاث الرصينة حول واقع هؤلاء المغاربة الذين تم نسيانهم بشكل ممنهج منذ عهد الحماية، و تم التعامل معهم دائما ك "رباعة" و "خماسة" و فلاحين مدافعين على العرش و كجنود مدافعين على الحدود.
و بغض النظر عن الأحداث و الواقع التي سكنت مناطق جبالة بني زروال، و ما لعبته السلطة المخزية من أدوار لتكريس مشروعيتها، و ما عرفته المنطقة من نزاعات قبلية، و لأن المقام لا يتسع للنبش في جذور تعامل دولة ما بعد الاستعمار مع مطالب جماهير المنطقة و التي انتهت بعزلهم عن الدولة المركزية و عن الديناميكية الدولية التي استفادت منها العديد من المناطق المغربية، فإن الاهتمام اليوم بهذا الموضوع يجعلنا نكتشف من جديد بؤس و شقاء سكان هذه المناطق و كأن التاريخ لم يتحرك من مكانه و عجلاته مقفلة!
و في مقابل هذه الإضاءة التي يزودنا بها، من هناك، واقع الطرق و التعليم و التطبيب و السكن و الدخل الفردي و الهشاشة و الاستبعاد الاجتماعي و الفقر ..، كان المفروض أن تؤدي المسارات الصعبة لهذه المناطق المنسية من السياسات الحكومة و المقصية من حقها في الثروة و من التعبيرعن طموحاتها الحياتية، إلى إدراك خطورة هذه القنبلة الاجتماعية القابلة للانفجار في وجهنا جميعا في أي حين، خاصة و أن البطالة و سوء التدبير و التسيير الإداري و غياب الحماية الاجتماعية و استخدام العنف لكبح المطالبين بالبديل عن زراعة القنب الهندي، و تكديس الثروات و الموارد في يد أقلية مقربة من دوائر أصحاب النفوذ، كلها عوامل تذكرنا بالأصول التاريخية لمعارك الهروب من الجحيم و إشعال نار العنف و الاحتجاج من أجل المطالبة بتوفير الأمن و العدالة و فرص العمل و الحد من تلاعب المؤسسات بالمصالح الحيوية للمواطنات و المواطنين.
إن قوة ملاحظتنا المدعمة بإطلاعنا النظري المتواضع، يسمح لنا بإثارة الانتباه إلى الوضع الاجتماعي الكارثي لمناطق جبالة بني زروال و لسكانها المهددين بهجرة جماعية بحثا عن نقطة انطلاق نحو تنمية شاملة و مؤسسات دامجة، بعيدا عن الحكرة و العزلة و الجمود و العداوة و النزاعات.
ذلك أن قبيلة بني زروال فقدت تاريخها التجاري الذي كان يربطها بفاس، و بريقها العلمي النابع من كلية القرويين، و جغرافيتها الاقتصادية الشهيرة بأشجار البلوط و التشت و الدلم و بزيتونها و عنبها و تينها و برتقالها، و بسهولها المعروفة بزراعة القمح و الشعير و الحلبة و الدرة و الفول و الخضر السقوية و تربية الماشية، و غاباتها التي يسكنها الخنزير البري و الذئب و الثعلب و القنفود و الأرانب و طيور الحجل و الحمام.
و بالرجوع إلى تعامل ملوك الدول الإسلامية بالمغرب مع جبالة بني زروال، تشير المراجع التاريخية ( البكري و الادريس و لحسن الوزان "ليون الافريقي" و ابن خلدون و غيرهم) إلى الرعاية و الاعتناء بأهل و سكان هذه المناطق المعروفة بنبذها للخرافات و الأوهام و الشعودة و الطائفية و استغلال الدين بالأضرحة و مواسم الأولياء، من دون أن ننسى مشاركتهم في كل عمليات تحرير أقاليم شمال المملكة بعد انطلاق المقاومة المغربية ضد السلطات الاستعمارية، ومشاركتهم في استقرار مغرب ما بعد الاستقلال.
من هنا كان الكلام اليوم عن جبالة بني زروال مبعث اعتزاز و فخر و دعوة للمسؤولين و لكل المتشككين في وطنية هؤلاء المغاربة، أن يفتحوا قنوات التنمية للمنطقة لتجنب الكوارث التي ألمت بالشعب المغربي من تشريد و تهجير و تصفية لكثير من المناطق المقاومة للذل و الاستبداد.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكم الهوى و الريح
- حدود دولة رئيس الحكومة و عوامل الابتزاز السياسي و التقسيمي
- نهاية النكوصية
- الجامعة فضاء لتلقين الدروس و ليس ل-تحليق الرؤوس-
- المنتدى الوطني للمدينة: البيان العام
- رسالة مفتوحة إلى صديقي الوزير
- المدينة المواطنة
- -الكيف- بين الصراع الطبقي و الانتقال الديمقراطي
- فتيحة بائعة - البغرير- و أقصى درجة الحكرة
- في الحاجة إلى تدريس الفلسفة من المهد إلى اللحد
- أطلقوا سراح كل الطلبة المعتقلين
- سبة رئيس الحكومة في حق المجتمع المدني
- سلامي لك أيتها الأنثى بمناسبة عيدك الأممي
- وجع الماضي و جراح السنون
- تخليد اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية خطوة على درب المصالحة ...
- المؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: سؤال -المدينة ...
- على أبواب المؤتمر الثالث لحزب الأصالة و المعاصرة: الخط السيا ...
- -الأصالة و المعاصرة-: الأسباب الفلسفية و الإضاءة الرمزية
- الواقع السياسي و الواقع الذاتي ... بين القطيعة و الاستمرارية
- أضواء على حزب الأصالة و المعاصرة عشية المؤتمر الوطني الثالث


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة بني زروال؟