أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - نحو تقييم نقدي














المزيد.....

نحو تقييم نقدي


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزيد من مئة سنة على رحيل ماكس فيبر، وما زال تراثه السوسيولوجي والسياسي حي يرزق في شتى أنحاء العالم، داخل الجامعات ومؤسسات ومعاهد البحث العلمي بكل تخصصاته، ولازال رجال السياسة ينهلون من حكمه ومن أفكاره ونظرياته التي تصف العالم الحديث.
وعالم السياسة والاجتماع الألماني فيبر، هو صاحب المحاضرة المشهورة "السياسة كمهنة" التي يعود تاريخها إلى 1919، والتي قال فيها أن السياسة عبارة عن "حفر ألواح سميكة"، وهو ما جعل الرجل يمزج بين الممارسة والتنظير، ويؤسس مدرسة للإشكالات السياسية انطلاقا من كتابه الشهير "رجل العلم والسياسة".
إن استحضارنا لفيبر اليوم، هو نوع من الاعتراف بالانغلاق الجامعي وانحطاط البحث العلمي وانسداد الآفاق الدراسية والتربوية، الذي قادنا اليوم إلى أزمة حقيقية في ممارستنا للسياسة، وفي مقاربتنا لظواهرها السياسية من مختلف الزوايا القانونية والاقتصادية والتاريخية والجغرافية.
ولعل ما يحز في النفس أكثر، هو ابتعاد نخبنا السياسية والثقافية عن أي مساءلة نقدية، حتى نضمن حدا أدنى من الموضوعية، ونحدد ما لنا وما علينا. وهذا ما أثر سلبا على جيل كامل من الباحثين الشباب في أبحاث العلوم الاجتماعية، والتي من دونها لا يمكن التعرف عن طبيعة وخصوصية نظامنا، وممارستنا السياسية، ودراسة منظماتنا وأحزابنا وجمعياتنا.
ومن غريب المفارقات أن تكون الدولة اليوم أكثر عقلانية من سلطتها التي لا زالت تؤمن بالإكراه، وتشرعن العنف بكل أشكاله، وتنتقم من طلبات الشعب، وتجرف آماله وتطلعاته، رغم دفاع الجميع عن الآليات الديمقراطية، عن طريق الاختيار الحر في الانتخابات، وأثناء التحالفات، وخلال التصويت على البرامج والمصادقة على القوانين.
فالوطن هو الرافعة، وهو العتلة التي تستطيع أن تنقلنا من حالنا الحالي إلى حال آخر بديل و ومكن. فإذا كان الصراع حتمي بين القوى السياسية في صراعها على السلطة، فيجب أن يكون من أجل الانتقال إلى حال التقدم، ومن حال السبات والانتظار إلى حال اليقظة والفعالية والإنتاجية والمردودية، وذلك حتى نخرج مما قبل التاريخ إلى التاريخ، وإلى العصر الحديث.
إن ما نحتاج له اليوم ليس "الشفقة في السياسية"، وهو ما يعتبره فيبر أمر بئيس. نحن في حاجة إلى سياسيين لهم القدرة على التنبؤ بما سيحدث غدا أو الأسبوع المقبل، الشهر المقبل، والعام القادم. وأن يكونوا (كما يقول ونستون تشرشل ) لديهم القدرة بعد ذلك ليشرحوا لماذا لم يحدث ذلك.
وبقدر ما كانت القوى الديمقراطية والحداثية معنية في مراحل قوتها بهذا التوجه، بقدر ما باتت متخلفة عن ركب الحراك المجتمعي المقاوم لكل أشكال النكوصية والارتداد. والمقصود هنا هو عجز النخب المتنورة عن تحديد موقع الظاهرات السياسية في المجمل الاجتماعي، ومراجعة المسلمات، وإعادة النظر في دور المؤسسات السياسية ومدى قدرتها على التحول والتكيف مع واقع المستجدات الوطنية والتحولات الدولية.
ومن الضروري، في زمن الانتكاسة السياسية هذا، بل في زمن الردة، أن يبادر الديمقراطيون الحداثيون إلى الدفاع المستميت عن فصل السلط بين المؤسسات ومراجعة الدستور ومفترضاته، لنصرة المتغيرات الظرفية والتاريخية، انطلاقا من نزعة جماعية خالصة، تتجاوز الاحباطات و الانتكاسات والرهانات البالية التي جعلت من "السلم" مجرد تكتيك لتلطيف الصراع بين التيار المحافظ والتيار التقدمي.
إن ما ينتظره الشعب المغربي اليوم هو الانفتاح على قضاياه الحيوية بكل شفافية، فالخطاب المناصر للتغيير لا يكفي لإقناع المواطن الذي يتشبث بالحق في التعليم والعلاج والعمل والسكن، كما يتشبث بالحق في الديمقراطية للتعبير عن آرائه وتصوراته ومطالبه.
إن تقييم تجربتنا السياسية في ارتباطها مع دستور 2011، بات ضروريا إن لم نقل ملزما لكل إستراتيجية جديدة، تطمح إلى برنامج حكومي جديد يجمع بين هدفين أساسيين ولا يسبق أو يؤخر واحدهما: طريق ديمقراطي وحداثي موحد، وطريق وحدوي إلى الديمقراطية والحداثة.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية
- حماية حصانة الدولة والمجتمع
- مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
- بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من ...
- من أجل اشتراكية جديدة في خدمة الشعب
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر
- وداعا مدرستي الحلوة
- -السياسة البهلة- وفطوم الجبلية الزروالية
- النبوة السياسية والطريق إلى مغرب الغد
- حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي
- الهوية الجماعية لمغرب الغد
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية: الجزء الثالث
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية الجزء الثاني
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية
- إلى السيد حامي الدين بمناسبة عيد الأضحى المبارك
- في الحاجة إلى العقل السياسي القاعدي
- تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته
- حكومة بن كيران ام مزبلة الطاليان ؟
- حول ما نريد...
- هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة بني زروال؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - نحو تقييم نقدي