أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين














المزيد.....

المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5414 - 2017 / 1 / 27 - 02:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالرغم من انخراط عشرات الجمعيات الحقوقية ومئات الضحايا وعائلاتهم في مسلسل المصالحة وجبر الضرر، فإن شكا كبيرا ما زال باقيا على أرض الواقع حول تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، وحول آليات حفظ الذاكرة، والاستفادة من دروس وعبر ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتعليمها للأجيال الصاعدة لكي لا يتكرر ما حصل من عنف وقمع واضطراب.
ومن الواضح أن خلق جيل جديد من الحقوقيين انطلاقا من مختلف التجارب ليس بالأمر السهل. لقد كان المناضل الحقوقي المرحوم إدريس بنزكري، مهندس الإنصاف والمصالحة، نفسه ملما بالضعف الكامن في ذلك النمو السريع والإنتاج الجماعي لأعضاء الهيئة.
واليوم تظهر التجربة ضرورة بناء جبهة حقوقية قوية، تمتلك خطا حقوقيا صحيحا، منخرطة بفعالية في العمل المدني، ولها الجرأة في قيادة النضال الحقوقي من أجل تحقيق أهداف واضحة، تصون المكتسبات أولا، وتساهم في تعزيز آليات البناء الديمقراطي الحداثي ثانيا، و ثالثا، تعمل على ترسيخ الحقوق والحريات وإقرار قيم العدالة والمساواة.
لقد سجل الجميع تقدم مهم على امتداد العقد الأّخير في مجال حقوق الإنسان والحريات مقارنة مع الماضي، بعدما كان الوطن يتجه نحو أزمة حقيقية بسبب ضغوطات لوبيات الظلامية والتجزئة السياسية، التي كانت تحن للاستبداد عبر تمرير سياساتها الشوفينية والأصولية باللجوء إلى العنف، وتكسير مفاصل النسيج الاجتماعي وتمزيق الوحدة الوطنية.
وبسبب الدعم الفعال للحوار الوطني الحقوقي، من قبل القوى التقدمية والديمقراطية، الساعي إلى إتباع سياسة مبنية على إمكانية الانتقال السلمي إلى دولة الحق والقانون من أجل إحباط مخطط الرجعية وحليفتها الأصولية المحرضة على العنف والاستئصال، ظهرت الحاجة للاهتمام بالمسألة الاجتماعية من خلال علاقة ارتباط حتمية بين النضال الحقوقي والفعل السياسي، لوقف نمو البؤس والفساد والاستبعاد الاجتماعي، وتجاوز الفوضى الاقتصادية وفضح اقتصاد الريع وما ينتج عنه من رشوة وزبونية ومحسوبية.
وما من شك في أن الظروف التي تمر منها بلادنا اليوم، لا يجب أن تزرع فينا الإحباط والاكتئاب والفشل، بل يجب أن تقوي عزمنا لكي لا نرضخ لأي تراجع عن القيم الايجابية التي أزهرتها مشاتل اليسار الثقافي والجمعوي والفني والنقابي والسياسي، ليس فقط لأن فرسان هذه القيم قد غابوا عنا، أو دهستهم ماكينات سنوات الجمر والرصاص، بل لأن الأحلام الوطنية لا يمكن أن تنهار، ولا يمكن السماح لأي كان للعبث بها مهما كانت قوته.
لقد تابع الرأي العام الوطني الحقوقي والسياسي في الأسبوع الماضي، بقلق شديد مرور أحد رموز العنف السياسي بالجامعة المغربية ضمن برنامج تلفزي، خصص لتقييم تجربة الإنصاف والمصالحة، ما جعل العديد من الأصوات تعلو منددة بالتطاول على جزء عظيم من تاريخ حركة التحرر الوطني في المغرب. ولعل مثل هذا الحدث يجعل أجيال بكاملها تفقد الثقة، وتعتبر ما حدث لجوء إلى الترويج للإرهاب و التطبيع مع متهمين كانوا طرفا في ممارسة العنف الفكري والسياسي والجسدي المفضي إلى الموت، مثلما حصل للطالب اليساري أيت الجيد محمد بنعيسى الذي قتل مغدورا في بداية التسعينات بالقرب من جامعة ظهر المهراز بفاس.
لقد كان النضال من أجل المساواة والديمقراطية هو الفكرة المحركة للمشهد السياسي المتردي لمغرب ما بعد الاستقلال، الذي أفضى في العديد من المحطات إلى مأساة حقيقية. ومنذ وقت مبكر، دعت العديد من الأصوات اليسارية والتقدمية لتحقيق الوطن المغربي على قاعدة الاقتصاد الصناعي، العقل والحرية. ولعل ما نتلقاه اليوم من تغطية إعلامية للأخبار الخارجية، وما نلتقطه من تغطية تلقي الضوء على أهم ما يحدث في العالم من تغيرات جذرية، يرى العديد من المتخصصين أنها مقدمة للإعلان عن عالم جديد حيال ما يحدث في بلاد العم سام، وما يقع في انجلترا وألمانيا وفرنسا، الخ. وهذا ما يجعلنا اليوم نختار بين الإذلال والكبرياء، وبين اليأس والأمل، وبين العنف والأمن المتجدد في صورة السلم والسلام.
وكما تظهر استطلاعات الرأي والدراسات، فإن العائلة اليسارية المغربية الديمقراطية والحداثية، محكوم عليها بممارسة ذكائها، و وقف كل الحروب الجانبية والهامشية، والتسلح بنظرة مستقبلية - استشرافية، وإطلاق برنامج استعجالي لتشجيع إجراء مناقشات عامة واسعة ومتنورة حول السياسة، وخلق مبادرات تثقيفية في وسائل الإعلام العديدة، وإثارة الجدل في شبكات الإعلام والتواصل حول البدائل السياسية للتيارات اليسارية والديمقراطية الحداثية، من أجل الوحدة والتركيز على قوة الحوار.
لقد أظهرت النتائج الانتخابية البرلمانية الأخيرة، أن المغرب في حاجة إلى يساره وإلى كل أبنائه الديمقراطيين التقدميين، بكل ألوانهم وأشكالهم. إن الجماهير المغربية لا تستطيع الصبر على ما لحقها من أذى اجتماعي، وهي في حاجة اليوم لقطب سياسي حداثي متنور، لقيادة البلاد نحو طريق جديد، على ضوء ما يحدث في العالم من تغيرات راديكالية تنذر بالخطر...



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تقييم نقدي
- التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية
- حماية حصانة الدولة والمجتمع
- مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
- بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من ...
- من أجل اشتراكية جديدة في خدمة الشعب
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر
- وداعا مدرستي الحلوة
- -السياسة البهلة- وفطوم الجبلية الزروالية
- النبوة السياسية والطريق إلى مغرب الغد
- حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي
- الهوية الجماعية لمغرب الغد
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية: الجزء الثالث
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية الجزء الثاني
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية
- إلى السيد حامي الدين بمناسبة عيد الأضحى المبارك
- في الحاجة إلى العقل السياسي القاعدي
- تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته
- حكومة بن كيران ام مزبلة الطاليان ؟
- حول ما نريد...


المزيد.....




- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++
- ميرتس يرفض قيام بوتين بدور الوسيط بين إسرائيل وإيران
- ترامب وميرتس يناقشان تطورات الشرق الأوسط وأوكرانيا
- الشرطة الإسرائيلية تقتحم غرف الصحفيين وتصادر معدات أطقم القن ...
- الدفاع الروسية: أسقطنا 51 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة بيلغورود ...
- زاخاروفا تكشف سبيل إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين روسيا وأور ...
- إلى أي مدى سيصبح شتاء أوروبا أكثر قسوة؟.. محاكاة علمية تجيب ...
- هجوم إيراني واسع النطاق على إسرائيل.. إطلاق صفارات الانذار
- فشل انطلاق صاروخ دفاع جوي إسرائيلي في تل أبيب وسقوطه داخل ال ...
- تقرير أممي: خطر الموت جوعا يهدد سكان خمس بؤر حول العالم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين